يستطيع، المشاهد والمتابع للتليفزيون المصري، أن يشعر بأنه أصبح في حالة غيبوبة ويجب دخوله غرفة العناية المركزة "الإنعاش"، لأنه بكل أسف رغم امتلاكه كافة وأكبر الإمكانات إلا أنه مازال يأخذ منحنى العد التنازلي في فقدان بريقه. تفتح "بوابة أخبار اليوم" هذا الملف، وتوجهت ببعض الأسئلة لخبراء الإعلام في مصر وعلى رأسها هل من إفاقة للتليفزيون الرسمي أم أنه مات بالسكتة القلبية ليترك المجال واسعا للفضائيات الخاصة التي تفوقت عليه واستحوذت على الجزء الأكبر والأغلب من اهتمامات المشاهدين، ليظل التليفزيون المصري بعيداً عن المنافسة والإجابة خلال السطور التالية: يؤيد الإعلامي حمدي الكنيسي، في البداية، إلى أنه مازال هناك اجتهاد من البعض وأن القنوات الأرضية لها مشاهديها حتى الآن ولاشك أن الحديث عن تطوير ماسبيرو حديث متكرر ويجب أن يكون سريعا لأن المنافسة أصبحت شرسة ليس مع القنوات العربية فقط بل والمصرية الخاصة أيضا مشيرا إلى أنه لابد و أن يكون التطوير في الخطة العاجلة لوزيرة الإعلام د. درية شرف الدين ورئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون عصام الأمير خاصة أن التليفزيون يمتلك من الإمكانات البشرية والمادية ما يساعده على تقدم الصفوف. وانتقد الكنيسى دور مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون ووصفه بأنه في غياب واضح فالتطوير لابد وأن يشمل استثمار الإمكانات مثل استديو 10 وغيره ولابد من وجود نظام للعقاب والثواب وإيجاد شكل مختلف ومتابعة لما يبث عبر شاشات التليفزيون مؤكدا على ضرورة تفعيل دور إدارة المتابعة وإعادة انتقاء القائمين عليها لأنهم ليسوا من المتخصصين كما يجب الاهتمام و إعادة النظر في موضوع الإعلانات حتى الآن لم تنجح أي جهة في انعاشها وإعادتها لماسبيرو. ومن جانبه أكد الإعلامي وجدي الحكيم أن التليفزيون المصري، ظلم بشكل واضح فى السنوات الماضية حيث كان تليفزيون الدولة الذي ينطق بلسانها ويتفق في تلميع قراراتها بدأت هيئة الإرشاد القومي وعقب تحول هيئة الإرشاد القومي لوزارة الإعلام ظلت الخطوط الحمراء تحكم الإعلام المرئي وفى ظل هذه الأجواء استطاع أن يجد مكانته في الريادة بمنطقة العالم العربي نظرا لوجود جيل من عشاق هذا العمل يبدعون في تقديم الفن والثقافة رغم كل هذه القيود، ومن هنا ضم الإعلام الرسمي العديد من الكفاءات التي يندر تواجدها في القنوات الخاصة. وأوضح الحكيم أن المهنية هي المعيار الحقيقي الذي يتحقق من خلاله العمل الإعلامي مشيرا إلى أن الإعلام الرسمي اهتم بتطوير الأجهزة لتواكب العالم لكن المستوى البرامجي لم يتحقق فيه أي تطوير وتحول إلى مباني خرسانية ولم يتميز في المضمون في الوقت الذي ظهرت فيه العديد من الفضائيات وسحبت منه الكفاءات . وأضاف الحكيم أن المشكلة الآن تتمثل في التعامل مع الإعلام كوظيفة وشغل المواقع القيادية لدرجة أن هناك صدام بين جيل واعي من الشباب مع جيل يتعامل مع المسألة كمنصب وقيادة فقط . وطالب الحكيم بضرورة وجود دورات تدريبية للإعلاميين مشيرا إلى أن قدامى الإعلاميين على استعداد لعمل معسكر دائم داخل المبنى للتواصل مع الأجيال الجديدة حتى يعود المذيع إلى سابق عهده. على صعيد آخر يرى رئيس الفضائية الثانية علاء بسيونى، أن ماسبيرو بحاجة إلى تطوير الأداء المهني والخريطة البرامجية والتقنية والإهتمام بفكرة التنوير وليس " اللوك لوك " موضحا أن هناك أكثر من 90 برنامج مثلا ولا يوجد برنامج "توك شو" قوي يستطيع أن يستعيد المشاهد والمعلنين. وأضاف بسيوني أنه مع الأسف معظم أبناء المبنى من المذيعين النجوم تركوه وتخلوا عنه بسبب السياسات العقيمة، ومشيرا إلى أن أزمات ماسبيرو تحتاج إلي قرارات فورية و جريئة تتضمن إتاحة الفرص أمام الكفاءات البشرية بعيدا عن نظام الأقدمية وتقديم الرسالة الإعلامية تحت شعار المنافسة فقط وتفعيل مبدأ الثواب والعقاب وإتباع سياسة الدمج.