قديما قالوا إن المستحيلات ثلاثة وهي الغول ..والعنقاء.. والخل الوفي.. وإذا كان الغول أسطورة والعنقاء خرافة فان الخل الوفي هو الصديق الوفي.. وفي التراث اليوناني يعرّف أرسطو الصداقة بأنها حد وسط بين خلقين، فالصديق هو الشخص الذي يعرف كيف يكون مقبولا من الآخرين كما ينبغي.. ويضيف أما الشخص الذي يبالغ حتي يكون مقبولا من الجميع للدرجة التي تجعله لا يعارض أي شيء فهو المساير .. ويتابع قائلا وفي المقابل فالشخص الذي لا يكترث بالقبول من الأخرى فهو الشرس والصعب في المعيشة ويضيف أرسطو إلى تعريف الصداقة "أنها عطف متبادل بين شخصين حيث يريد كل منهما الخير للأخر".. فهل تغير الزمان وتغير معه مفهوم هذه الكلمة و أصبحت هناك صداقة واحدة تسمى صداقة "المصالح" كما يقول الكثيرون ؟. ومن خلال استطلاع رأي قامت به بوابة أخبار اليوم... أكد أسامة "23 عاما".. أنه لا يستطيع حتى الآن تحقيق أمنيته الوحيدة وهي وجود صديق لديه يسانده بكل الأمور، صديق مخلص بدون مصالح مادية أو معنوية، مؤكدا أن المفهوم الحقيقي للصداقة لا يستطيع الأشخاص تحقيقه هذه الأيام كما يجب أن يكون، لأن حقا المصالح الشخصية أصبحت أهم لدى الكثيرين من الأشخاص. وتقول دينا "22 عاما".. ان الصداقة تسببت لها في "جرح كبير" و"صدمة شديدة"، لأنها ظنت أن الإخلاص في الصداقة هو أن تعطي بدون مقابل وأن الصداقة نهر لا ينضب من العطاء، ولكنها تعرضت لصدمة شديدة في أقرب أصدقائها حينما اكتشفت أن صديقتها الوحيدة تحتاج لوجودها معاها فقط لتحقيق مصالحها ومساندتها في عملها فقط... وأكد هيثم " 30 عاما".. أن الصداقة أجمل علاقة يمكن أن تجمع بين شخصين، وأنه بوجود أصدقائه معه يشعر بالأمان والطمأنينة أكثر من وجود كل أقاربه بجانبه.. ورغم ذلك لم يتغير مفهوم الصداقة مثلما تغير الزمان.. فالصداقة حب وإخلاص وغير ذلك لا يستحق لقب "الصداقة الحقيقية"... وتظل الصداقة حلم نريد تحقيقه..