الصداقة علاقة عرفها الإنسان منذ بداية حياته الاجتماعية، احترمها وحرص عليها ربما تغيرت مظاهرها من عصر لعصر، لكن أهميتها للإنسان ولتوازنه وسعادته لا خلاف عليها. فما هى الصداقة؟ جاء فى كتاب العرب لابن منظور تعريف للصداقة: الصداقة من الصدق وهى صدق النصيحة والإخاء، والصديق هو المصادق لك. وعن الصداقة يقول أرسطو: هى عطف متبادل بين شخصين حيث يود كل منهما الخير للآخر، والصديق هو من يعيش معك ويتحد وإياك فى الأذواق، والذى تسره مسراتك وتحزنه آلامك وتقوم الصداقة على المعاشرة والتشابه والمشاركة. ويجد أرسطو أن الصداقة حاجة ضرورية فى حياة البشر ولا يمكن لإنسان أن يعيش بلا أصدقاء. ويميز بين 3 أسس للصداقة: المنفعة واللذة والفضيلة، وصداقة المنفعة عرضية تنقطع بانقطاع الفائدة، وصداقة اللذة تنعقد بسهولة وتنحل بسهولة أيضًا بعد إشباع اللذة أو تغير طبيعتها، أما صداقة الفضيلة فهى الأفضل والأبقى وتقوم على تشابه الفضائل بين الصديقين وتكون هذه الصداقة أكمل ما تكون حين يتوافر فيها عنصرا المنفعة واللذة. والتشابه بين الأصدقاء هو الذى يحفظ الصداقة ويبعدها عن الشقاق والخلافات. ويرى علم النفس الصداقة: «علاقة بين شخصين أو أكثر تتسم بالجاذبية التبادلية المصحوبة بمشاعر وجدانية تخلو من الرغبة الجنسية». وهى علاقة اجتماعية وثيقة ودائمة تقوم على تماثل الاتجاهات بصفة خاصة. وإن كانت العلاقات الاجتماعية تقتضى المجاراة وإظهار الطاعة وتحد من حرية التعبير عن الذات والتفكير المستقل والطموح الشخصى، وتعلم الأشخاص استجابات غير صحية مثل التملق وتزييف الوقائع بهدف المحافظة على العلاقات وإرضاء الآخرين، فالصداقة تبعد عن ذلك، فهى تغنيك عن التملق والتفكير فى المصالح وتحررك من الخوف، مع صديقك تعيش لحظات الصدق والتعبير المفتوح عن النفس، والفضفضة حول أحلامك وآلامك وأنت واثق أنه سيحفظ سرك وستجده فى السراء والضراء يدعمك ويساندك ويشد من أزرك، مقدمًا لك النصح والعون النفسى والمادى لو احتجت إليها. الصداقة ليست حلية نتباهى بها ولكنها ضرورة نحتاجها جميعا وعلينا أن نتعلم كيف نحافظ على صداقتنا بالتسامح والصفح والعطاء، يجب علينا أن نمدح أصدقاءنا حين يحتاج الأمر للمدح ونتغاضى عن الخطأ أو نعاتب دون تجريح. سلام على الدنيا إذا لم يكن بها صديق صدوق صادق الوعد منصفاً الإمام الشافعى