ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن السؤال الذي مازال يطرح نفسه على المسئولين الأمريكيين يتمثل في لماذا لم ينفذ تنظيم القاعدة مزيدا من الهجمات كالتي حدثت في بوسطن؟. وأوضحت الصحيفة في مقال افتتاحي نشرته على موقعها الالكتروني الثلاثاء 23 أبريل، أن تنظيم القاعدة حاول مرارا وتكرارا على مدى ال12 عاما الماضية شن هجمات تساير أو تتجاوز هجوم ال11 سبتمبر من حيث الحجم والنطاق. لقد تورط تنظيم القاعدة في عمليات خطف طائرات في لوس أنجلوس ومطار هيثرو البريطاني ومباني في قلب العاصمة البريطانية لندن. لقد حاول التنظيم نسف سبع طائرات ركاب تحمل 1500 راكب على الأقل فوق المحيط الأطلنطي باستخدام متفجرات سائلة مخبأة في مشروبات رياضية. لقد حاول فرع تنظيم القاعدة في اليمن نسف رحلة شركة نورث وست رقم 253 فوق ديترويت باستخدام قنبلة مخبأة في ملابس داخلية، كما حاول نسف طائرات متجهة إلى أمريكا باستخدام كارتونة طابعة موقوتة لكي تنفجر فوق ساحل البحر الشرقي. وأضافت الصحيفة أن جميع هذه المحاولات لم تنجح سواء لبدائية القنابل المستخدمة أو لتوفر معلومات استخباراتية مما حال دون تنفيذ هجمات على نفس حجم التي حدث في 11 سبتمبر. وتساءلت الصحيفة عن السبب الذي يجعل تنظيم القاعدة يركز تفكيره على هجمات مميتة بدلا من شن هجمات صغيرة الحجم كالتي حدثت في بوسطن وهى هجمات أسهل كثيرا في تنفيذها وأكثر صعوبة بالنسبة لنا من حيث اكتشافها ومنعها، مضيفة أن الهجمات صغيرة الحجم قد يكون لها نفس تأثير الهجمات الكبيرة من حيث إصابة البلاد بالشلل على غرار ما فعله رجل وشاب مراهق في منطقة واشنطن من خلال شن عدة هجمات قنص في أكتوبر2002 وأنه من السهل لتنظيم القاعدة شن هجمات صغيرة الحجم في واشنطن ونيويورك ومدن أمريكية أخرى لاغتيال أعضاء في الكونجرس أو مواطنين أبرياء أو وضع أجهزة تفجير في مناطق مزدحمة. وأوضحت صحيفة "واشنطن بوست" أن السبب المحتمل الذي يجعل تنظيم القاعدة لا يلجأ إلى شن هجمات صغيرة الحجم هو خوفه من أن ينظر إليه في عالم الجهادين على أنه علامة ضعف فضلا عن أن أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الراحل كان يصر على استهداف أهداف لها اسمها، وأن استراتيجية التنظيم بعد اغتياله قد تغيرت، فضلا عن تمتع أفرع التنظيم في اليمن وشرق أفريقيا وبلاد المغرب بنوع من الحكم الذاتي. واختتمت الصحيفة تقريرها بأن المسئولين الأمريكيين لا يعلمون حتى الآن ما إذا كان المواطنان اللذان نفذا هجوم بوسطن وهما من الشيشان قد تم تدريبهما أو نشرهما من جانب تنظيم القاعدة، وأنه إذا تأكد أن تنظيم القاعدة أو أحد فروعه مسئول عن هجوم بوسطن، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل سيعتبر هجوم بوسطن نقطة تحول في تاريخ تنظيم القاعدة وهل اتخذت القاعدة بالفعل قرارا باستبدال الهجمات الضخمة كالتي وقعت في 11 سبتمبر بهجمات محدودة وأن بوسطن مجرد البداية.