فتحى سند لو ان القرارات تصدر في التوقيتات المناسبة ستختفي او تقل حالات الجدل التي تدعو الي الاجتهاد، الذي سرعان ما يتحول الي تضارب شديد في الآراء ثم الي فوضي. هذا.. هو المشهد في الشارع المصري الذي يعاني من طلاسم ولوغاريتمات لا حصر لها.. وللاسف لم يعد هناك لا ضابط ولا رابط في التعامل مع قضايا مصيرية، لان الشجاعة في المواجهة تكاد تكون معدومة. وما آلت اليه ازمة مباراة المصري والاهلي هو أحد النماذج الواضحة في عدم التصدي للحلول المنطقية.. الامر الذي جعل المشكلة تزداد تعقيدا. بلا مبرر، اللهم إلا التردد والخوف اللذان يمثلان في الوقت الحالي العقبة الرئيسية امام محاولات الخروج من المحنة. الامر لم يعد بحاجة الي قوانين، او لوائح، وانما يحتاج اكثر الي بني آدمين عاقلين، ومؤمنين بان »الصح صح«.. وان »الغلط غلط« وانه من الامانة اتخاذ القرارات التي تنبع من الضمير وليس من منطلق الالعاب السياسية التي عادة ما تميل إلي المراوغة واستثمار عنصر الوقت الذي يستخدمه الفاشلون للوصول الي حالة النسيان. صحيح.. النسيان نعمة.. إلا في القصاص. بغض النظر عن القرارات الخاصة بعقوبة النادي المصري.. الرياضية.. إلا ان الدلائل تشير الي ان اتحاد الكرة ليس وحده الذي يقع في »الحيص بيص«، وانما المجلس القومي للرياضة والحكومة ومجلس الشعب.. كلهم »واقعين«.. والدليل انه كلما تم الاعلان عن موعد اعلان العقوبة.. يتم التأجيل. واضح ان السياسة التي كانت تتدخل بالماضي في امور الرياضة وكرة القدم، لاتزال تتدخل وهذا هو احد اهم اسباب »بوظان« اللعبة الاكثر شعبية. الاهلي والزمالك وانبي يخوضون هذا الاسبوع مباريات دوري ابطال افريقيا والكونفيدرالية، ورغم الاهمية الكبيرة لهذه اللقاءات، إلا انها لم تأخذ القدر الكافي من الرعاية الاعلامية والجماهيرية.. وتلك مسألة في غاية الخطورة لان المهام التي يخوضها الفرسان الثلاثة وطنية، وقومية، وتمثل مرآة حضارية للمجتمع المصري ككل. اطيب الامنيات للفرق الثلاثة التي تحتاج الي دعم ومساندة، حتي ترسم علي الشفاه ابتسامة طال انتظارها، بعد فترة من »الغم« لاتزال تغطي اروقة الشارع.. بل ربما كل البيوت. لاعبو ومسئولو اندية القسمين الثاني والثالث احتجوا كثيرا امام الجبلاية لاعادة النشاط الكروي.. ولانهم لم يصلوا الي نتيجة قرروا ان يقفوا ليحتجوا امام وزارة الداخلية يوم الاربعاء القادم.. والله.. ما هي ناقصة! وعموما.. الحل ليس في »الوقفات«، وانما في الحوار والمناقشة والاقناع.. وهذه هي اسباب تدهور الحالة الرياضية.. واي حالة.. ولا مؤاخذة!