بمزيج من الشك والريبة وربما اعجاب تغلفه غيرة.. يتعامل المصريون مع وائل غنيم باعتباره احد علامات الاستفهام التي اطلقتها ثورة يناير.. فبعد سبعة اشهر من اندلاع ثورة الغضب اختفي الشاب النحيل القصير الذي ظهر في مشهد سينمائي قبل تنحي الرئيس المخلوع بايام ليصرخ عبر الفضائيات (انا اقوي من مبارك) .. سعي البعض ليصنعوا منه رمزا للثورة ولكنه رفض الفكرة علنا حتي وان قبلها وسعي اليها سرا . وائل سعيد عباس غنيم ..قد يكون الاسم الاشهر الان علي موقع البحث العالمي جوجل خاصة اذا بحثت عن اخبار الشاب الذي اطلقت عليه الصحف الامريكية قائد ثورة شباب مصر ولكن الواقع يفرض الكثير من علامات الاستفهام حول وائل الذي خرج من المعتقل بعد ان صنع النظام السابق منه - بمنتهي الغباء السياسي - بطلا وسريعا ماحاول تشويه صورته بتهم الخيانة والعمالة وفتح ملف قضية عبدة الشيطان التي لايعرف احد حقيقة علاقة غنيم بها واخيرا التشكيك في ادارته لصفحة خالد سعيد التي قيل انها كانت المفجر الرئيسي للثورة رغم ان الواقع يؤكد عكس ذلك. يفضل وائل غنيم لقب (مناضل كيبورد) وهو تشبيه يختصر حالة الكثير من شباب الثورة التي انطلقت عبر الانترنت الي ميدان التحرير ولكن يبدو ان غنيم اتخذ قرارة باستمرار النضال علي الكيبورد فقط وحصد المكاسب امام الراي العام العالمي وهو ماتسبب في فجوة كبيرة بينه وبين شباب ائتلافات الثورة وخاصة وأن ظهور وائل غنيم في وسائل الاعلام العالمية وتكريمه ضمن اهم مائة شخصية مؤثرة في العالم من قبل مجلة تايم الامريكية أثار الغيرة في نفوس بعض الثوار وهو أمر وارد في ظل حالة الشبق الاعلامي التي اصابت الكثيرين منهم. أين وائل غنيم؟ سؤال يتردد في الميدان من حين لاخر بينما يأتي الرد من علي صفحات موقع التواصل الاجتماعي تويتر الذي هرب إليه وائل مؤخرا بعد ان تحولت صفحته علي الفيس بوك الي ساحة للتراشق باتهامات الخيانة والعمالة . آخر ظهور (ثوري) لوائل كان منذ ايام عندما اطلق عبر صفحته علي تويتر حملة حدد فيها مطالب الثورة في عدة نقاط اهمها اقالة جميع القيادات التي تجاوزت سن ال 65 عاما في جميع المجالات وثانيا فتح تحقيق شامل مع جميع ضباط امن الدول للوقوف علي مدي الانتهاكات التي مورست ضد حقوق الانسان في عهد مبارك .. ثالثا تشكيل حكومة شابة تتشكل من خبرات شابة في جميع الوزارات خاصة التي مازالت تدار من قبل فلول النظام السابق .. رابعا اصدار قانون استثنائي يحاكم اعضاء الحزب الوطني ولجنة السياسات بتهمة الفساد السياسي. وطالب غنيم بتشكيل لجنة اقتصادية تضم خبرات وشخصيات عامة تجوب الدول المختلفة لتطالبها بتخفيض ديون مصر لديها . بنظرة بسيطة الي مايقوله غنيم يبدو ان لدية رؤية موضوعية للمطالب الثورية ولكن لماذا قرر الابتعاد عن مصر حيث يتواجد في أمريكا منذ فترة لتأسيس جمعية خيرية لمكافحة الفقر ونشر التعليم وربما كانت الموافقات الامنية في مصر سببا في سفره الي أمريكا لإطلاق تلك المؤسسة من هناك بعد ان واجه بعض المعوقات لتأسيس هذه المؤسسة في مصر علي حد قوله. ولكن يبقي السؤال .. هل سيكتفي وائل غنيم بنضال الكيبور ؟ الاجابة بالطبع لا فالشاب الذي تخلي عن اموال مؤسسة جوجل واتجه للعمل الخيري يعرف الطريق جيدا ويعرف ماذا يريد بالضبط .. وائل غنيم لن يكتفي بدور المناضل وربما تكون تلك المؤسسة الخيرية بداية الطريق نحو لقب رئيس جمهورية .. أو امين عام أمم متحدة أو حتي سفير نوايا حسنة.