أن تكون متدينا أمر رائع، فالدين نور وحب ونبل وسمو، ان تكون متعصبا أو متطرفا، ذلك أمر يسئ إلي معني الدين ويخفي وراءه عجزاً وخوفاً واضطرابا نفسياً.التطرف أن تري في الدين قيوداً لا حرية ولا اختياراً، أن تحكم برؤية محدودة ضيقة دون أن تدرك شمولية الرؤية الدينية ورحابة الخبرة الروحية مع الله ومع الضمير. التطرف أن تجتزئ نصوصاً دون أخري تستند إليها في غير تبصر بالمعني المتأمل لهذه النصوص، فالكتاب المقدس يفسر نفسه بنفسه، وكله رؤية واحدة متكاملة لاينبغي أن نحصر فهمنا علي بعض منه دون الآخر.والتطرف الديني إهانة للخالق تبارك وتعالي، فهو الذي شاء بإرادته الإلهية التعدد والتنوع والاختلاف فلا يوجد انسان يستحق الاحتقار، ولا يوجد دين يؤمن به بعض الناس يستحق الازدراء أو التجاهل، كل انسان هو أخو الإنسان، وكل دين هو عقيدة لإنسان فلا إكراه في الدين.والتطرف ظلم بائن لأنه حكم مسبق بأن الآخر علي جهل مع ان الحقيقة المطلقة »الله سبحانه وتعالي« لايمتلكه إنسان أو يدرك عظمته وأبديته عقل، فالله قبل الأديان وفي الأديان وبعد الأديان هو الحي القيوم.والتطرف يسلب حرية العقل، والإبداع، ويفرغ الحياة من جوهرها لأنه لايقيم العدل إلا وفق ما يري وهنا مأساة الإنسان، ألا نحترم عقل وضمير وإرادة وحرية كل إنسان.من اجل ذلك قامت الثورات في تاريخ البشر، ولن تنجح ثورة إلا إذا حررت الانسان من الخوف والإكراه والخنوع.