هذا هو عنوان كتاب كنت قد أصدرته بجزءيه في يناير 2013م، كانت هذه الفترة في غاية الصعوبة علي مصر، وفكرت مليا قبلها في الطريقة التي يمكننا إتباعها للخروج خاصة لفئة مهمة للغاية أتولي المشاركة في تدريبهم وهم قادة وضباط الشرطة والقوات المسلحة وقادة مكافحة الجريمة في المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، وأذكر بأن هذه المرحلة كانت شديدة القسوة علي الجميع. فقادة الشرطة وضباطها كانوا يعانون من آثار إتهامات باطلة وجهت إليهم ووسمتهم بالخيانة والتخلي عن المسئولية وكانت المحاكمات الجنائية مازالت دائرة للكثيرين منهم. أما قادة القوات المسلحة فلم ينس أي منا العبارات القمينة والأوصاف المتردية التي أطلقها البعض من الخونة أو عديمي الوطنية عليهم، المهم ان الأجواء آنذاك كانت في غاية السوء خاصة وأن التنظيم الإرهابي كان قد تمكن من الإطباق علي مقاليد الحكم مما أعطي فرصة لا تتكرر لرجاله فعاثوا في كل جنبات الوطن عربدة بلا وعي لخطورة مايقدمون عليه من اعمال لا يأتيها رجال دولة.. وقد هداني تفكيري لأن أعد هذا الكتاب وبشكل غير تقليدي حيث لم افرد فيه سطرا واحدا لشرح أو توصيف الحالة واكتفيت بالمقدمة فقط، وشرعت في وضع مجموعة من المواد العلمية التي تسهم في إعادة الثقة بالنفس وأخري تساعد في رفع مستوي الكفاءة المهنية للقادة والضباط والمستهدفين من جانبي والتدريب بشكل علمي علي كيفية تصميم رؤية واضحة وعلي كيفية اعداد الخطط الاستراتيجية والسيناريوهات وعلي إدارة الازمات وأتخاذ القرار بالإضافة لما يقرب من ثلاثين مادة علمية بصياغة واقعية تناسب هؤلاء القادة. هذا بالإضافة لمجموعة أبحاث تتعلق بمستقبل الأداء الأمني علي ضوء استشرافي لملامح القادم، وبفضل الله - لإخلاص النية- نجحت التجربة وقد أهديت لكل من ألتقيهم بالمحاضرات نسخة من الكتاب علي مدار عامين كاملين مما دعاني - بحب - لإعادة طباعته؛ والحقيقة أنني قد أفردت الجزء الثاني من الكتاب لكل ما كتبت بالصحف او المجلات ولجميع اللقاءات الحوارية التي أجريت معي علي مدار الفترة التي تلت 25 يناير وفي تقديري أن ذلك تضمن رؤية اتضح مع الزمن انها كانت صحيحة. الخلاصة.. أن عام 2013 كان عاما فارقا، فخلاله انتهت فترة الرؤية الغائبة والقرار المأزوم وأبتدت مرحلة مختلفة تماما. والسؤال الملح الآن : هل قيادتنا السياسية - بالفعل - تمتلك القدرة التي تمكنها من تحقيق رؤية سليمة وإمكانية إتخاذ القرار بجرأة ووعي..؟!!.. والإجابة المبدئية بلا تفاصيل وبقولة واحدة : نعم.. وأحيل حضراتكم لنفس منهج إعداد الكتاب المشار إليه، فلن نتوقف طويلا عند شرح المصطلح، ولكننا ببساطة شديدة نشير إلي واقع علي الأرض يؤكد أن لدينا قائدا خصه المولي بالكثير من فضله، ولما لا..وقد اختاره المولي لأرض ولشعب لهما وضع خاص عنده، والنتيجة ظاهرة لا لبس فيها ولا غموض، حافظ علي وطن من الضياع المحقق، مشروعات عملاقة تحقق أهداف استراتيجية، قوة عسكرية ذات كفاءة وفاعلية غير مسبوقة، خريطة علاقات خارجية أعيد هندستها بوعي شديد تضمن مصالحنا وتصون أمننا القومي، مشروع قومي جرئ لمكافحة الفساد خاصة بعد أن تحولنا من مرحلة فساد الإدارة لإدارة الفساد، إدارة معركة فرضت علينا بكل أسف وهي معركة الإرهاب بكل كفاءة واقتدار، وهناك معركة أخري لاتقل عن كل ذلك في شراستها وتكلفتها وهي كشف محترفي صناعة وادارة الازمات في الوطن لتعطيل المسيرة.. الأمر الذي يأخذنا إلي منعطف مهم للغاية ويتضح من خلال الإجابة عن سؤال منطقي : هل بالفعل لدينا - كشعب- وعي بأهمية وخطورة اللحظة، ومتطلباتها، الحقيقة ليس عندي شك في أننا في غالبنا مازلنا نخوض في مرحلة الرغبة ونحتاج للإنتقال وبسرعة لمرحلة اكثر إيجابية، حتي نلحق بقيادتنا ونحشد إمكانياتنا - وهي عظيمة - خلفها لنتمكن من اختصار زمن الوصول للهدف. مطلوب من كل وطني أن يزيد من درجة الإحساس بالدور المنوط به. أيضا أري أن تحقيق الهدف يحتاج إلي قادة تختار بعناية شديدة وبمواصفات تتقدم فيها القيم الانسانية العليا علي اية مواصفات فنية. والخلاصة.. نحن علي أعتاب مرحلة يقودها زعيم يتميز بتوافر رؤية واضحة تماما ويمتلك من القدرات الإنسانية، بالإضافة لرضا المولي وحب الشعب ما يؤهله لأن يستعيد مجد هذا الوطن، فقط مطلوب من سيادته سرعة إحداث ثورة في جهازه الإداري والتنفيذي برجال من صنفه المقاتل بإخلاص وإيمان بالدور، مطلوب من قادة الرأي أن يزرعوا الأمل وينيروا الطريق لرفع وعي الشعب وتخفيف الضغوط علي القيادة، والمشاركة الإيجابية وشكر المولي علي أننا مازلنا نحتفظ بالوطن الذي أرادوا تدميره.