التوقيت الصيفي في مصر.. اعرف مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 26 - 4 - 2024    أسعار النفط تتجه لإنهاء سلسلة خسائر استمرت أسبوعين بعد تصريح وزيرة الخزانة الأمريكية    أسعار الذهب اليوم الجمعة 26 أبريل 2024    عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتحدة (فيديو وصور)    استقالة المتحدثة الناطقة بالعربية في الخارجية الأمريكية احتجاجا على حرب غزة    فرنسا تهدد بعقوبات ضد المستوطنين المذنبين بارتكاب عنف في الضفة الغربية    مواعيد مباريات اليوم الجمعة 26- 4- 2024 والقنوات الناقلة    حالة الطرق اليوم، النشرة المرورية بشوارع القاهرة والجيزة في أول أيام التوقيت الصيفي    حكاية الإنتربول مع القضية 1820.. مأساة طفل شبرا وجريمة سرقة الأعضاء بتخطيط من مراهق    صحة القليوبية تنظم قافلة طبية بقرية الجبل الأصفر بالخانكة    "تايمز أوف إسرائيل": تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن 40 رهينة    سعر الدولار في السوق السوداء والبنوك اليوم    أول تعليق من رمضان صبحي بعد أزمة المنشطات    166.7 مليار جنيه فاتورة السلع والخدمات في العام المالي الجديد    مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على تراجع    أبناء أشرف عبدالغفور الثلاثة يوجهون رسالة لوالدهم في تكريمه    أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية جديدة بمليارات الدولارات إلى كييف    وزير الخارجية الصيني يلتقي بلينكن في العاصمة بكين    قوات الاحتلال تعتقل شقيقين فلسطينيين بعد اقتحام منزلهما في المنطقة الجنوبية بالخليل    الأسعار كلها ارتفعت إلا المخدرات.. أستاذ سموم يحذر من مخدر الأيس: يدمر 10 أسر    أعضاء من مجلس الشيوخ صوتوا لحظر «تيك توك» ولديهم حسابات عليه    القومي للأجور: جميع شركات القطاع الخاص ملزمة بتطبيق الحد الأدنى    أبرزهم رانيا يوسف وحمزة العيلي وياسمينا العبد.. نجوم الفن في حفل افتتاح مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير (صور)    بعد سد النهضة.. أستاذ موارد مائية يكشف حجم الأمطار المتدفقة على منابع النيل    أحشاء طفل و5 ملايين جنيه وتجارة أعضاء بشرية.. ماذا حدث داخل إحدى الشقق السكنية بشبرا الخيمة؟    أنغام تبدع في غنائها "أكتبلك تعهد" باحتفالية عيد تحرير سيناء بالعاصمة الإدارية (فيديو)    عاجل - حزب الله يعلن استهداف قافلة تابعة للعدو قرب موقع رويسات العلم.. وهذه خسائر قوات الاحتلال    احذر هذا التصرف عند ضبط التوقيت الصيفي على هاتفك.. «هيقدم ساعتين»    «الإفتاء» تعلن موعد صلاة الفجر بعد تغيير التوقيت الصيفي    أذكار وأدعية ليلة الجمعة.. اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الجمعة 26 أبريل 2024    مع بداية التوقيت الصيفي.. الصحة توجه منشور توعوي للمواطنين    جدعنة أهالي «المنيا» تنقذ «محمود» من خسارة شقى عمره: 8 سنين تعب    خالد جلال يكشف تشكيل الأهلي المثالي أمام مازيمبي    إعلان نتيجة مسابقة المعلمة القدوة بمنطقة الإسكندرية الأزهرية    هيئة الغذاء والدواء بالمملكة: إلزام منتجات سعودية بهذا الاسم    سلمى أبوضيف: «أعلى نسبة مشاهدة» نقطة تحول بالنسبة لي (فيديو)    أبرزها الاغتسال والتطيب.. سنن مستحبة يوم الجمعة (تعرف عليها)    حظك اليوم وتوقعات الأبراج الجمعة 26/4/2024 على الصعيد المهني والعاطفي والصحي    أحمد كشك: اشتغلت 12 سنة في المسرح قبل شهرتي دراميًّا    تشرفت بالمشاركة .. كريم فهمي يروج لفيلم السرب    سيد معوض يكشف عن مفاجأة في تشكيل الأهلي أمام مازيمبي    "مواجهات مصرية".. ملوك اللعبة يسيطرون على نهائي بطولة الجونة للاسكواش رجال وسيدات    يونيو المقبل.. 21364 دارسًا يؤدون اختبارات نهاية المستوى برواق العلوم الشرعية والعربية بالجامع الأزهر    «زي النهارده».. استقالة الشيخ محمد الأحمدي الظواهري من مشيخة الأزهر 26 أبريل 1935    سيد معوض يكشف عن رؤيته لمباراة الأهلي ومازيمبي الكونغولي.. ويتوقع تشكيلة كولر    ذكري تحرير سيناء..برلماني : بطولات سطرها شهدائنا وإعمار بإرادة المصريين    عاجل - تطورات جديدة في بلاغ اتهام بيكا وشاكوش بالتحريض على الفسق والفجور (فيديو)    هل العمل في بيع مستحضرات التجميل والميك آب حرام؟.. الإفتاء تحسم الجدل    تامر حسني باحتفالية مجلس القبائل: شرف عظيم لي إحياء حفل عيد تحرير سيناء    فيديو جراف| 42 عامًا على تحرير سيناء.. ملحمة العبور والتنمية على أرض الفيروز    مسجل خطر يطلق النار على 4 أشخاص في جلسة صلح على قطعة أرض ب أسيوط    «اللهم بشرى تشبه الغيث وسعادة تملأ القلب».. أفضل دعاء يوم الجمعة    الأقصر.. ضبط عاطل هارب من تنفيذ 35 سنة سجنًا في 19 قضية تبديد    خالد جادالله: الأهلي سيتخطى عقبة مازيمبي واستبعاد طاهر منطقي.. وكريستو هو المسؤول عن استبعاده الدائم    حظك اليوم.. توقعات برج الميزان 26 ابريل 2024    طارق السيد: ملف خالد بوطيب «كارثة داخل الزمالك»    هل تتغير مواعيد تناول الأدوية مع تطبيق التوقيت الصيفي؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أخبار الأدب تقدم الحصاد الأول لمعرض القاهرة الدولي
إلا.. الگتاب!
نشر في أخبار الأدب يوم 02 - 02 - 2013

تحركت »أخبار الأدب« بين أجنحة معرض القاهرة الدولي للكتاب.. تنقلت بين الناشرين والزائرين ومحبي الثقافة والمؤمنين بها في سبيل التغيير. تجولت منذ الساعات الاولي للمعرض.. رصدت الظواهر.. سجلت المحاورات.. شهدت اللقاءات.. عاشت ولا تزال تعيش وتعايش الفعاليات.. واقتطفت القطفة الأولي من حديقة أعظم معارض الكتب في العالم والعظمة التي أجمع عليها المراقبون تتمثل في أنه المعرض الوحيد الذي يجمع بين عرض الكتب واقامة الندوات والمحاضرات واشراك الجمهور مع قادة الرأي والفكر في منظومة واحدة..
واليكم حصاد الاسبوع الأول
وزير الثقافة ل"أخبار الأدب":المعرض حالة ثقافية خاصة
د. محمد صابر عرب وزير الثقافة
صرح د. محمد صابر عرب وزير الثقافة أنه رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، ورغم حالة الغضب لدي الكثيرين، إلا أنني أعتقد أن المعرض بمثابة طاقة نور للمجتمع، وقد حرص المصريون علي الحضور، خاصة الأسر والعائلات.
وقال إن المعرض بكل أنشطته يؤدي وظيفته الأساسية علي الرغم من حالات التوتر الموجودة في المجتمع.
وأكد د. صابر عرب أنه لم تحدث أية تجاوزات داخل المعرض من أية جماعة أو طائفة فهناك هدوء من الاجماع الوطني علي ان المعرض حالة ثقافية خاصة جدا يجمع عليها كل المصريين.
واعتقد ان المعرض في الأيام القادمة سيزداد كثافة واقبالا من الجمهور الأمر الذي يؤكد ان الثقافة المصرية بخير، وأن الإبداع المصري متواصل ومستمر، بل إن العناوين الجديدة لكتب هذا العام تفوق أي معرض سابق.
وأضاف الوزير ان تزداد حالة القراءة وحالة النشر، وتتبوأ مصر دورها في صناعة الكتاب تأليفا ونشرا علي اعتبار ان مصر تنتج سنويا 50٪ من حجم ما ينتج في صناعة الكتب في العالم العربي من المعرض.
وقال د. صابر عرب ان اليوم الأخير من المعرض سيشهد ثلاثة محاور يتحدث فيها مجموعة من الوزراء.
فهناك المجموعة الاقتصادية ويشارك فيها الوزراء المعنيون وهم: اسامة صالح وزير الاستثمار وأشرف العربي وزير التخطيط ود. حاتم صالح وزير التجارة والصناعة ود. المرسي حجازي وزير المالية.
والمحور الثاني لمجموعة الخدمات يشارك فيها طارق وفيق وزير الاسكان ود. صلاح عبدالمؤمن وزير الزراعة ود. حاتم عبداللطيف وزير النقل ود. محمد بشر وزير التنمية المحلية والمهندس احمد امام وزير الكهرباء.
أما اللقاء الثالث فسيكون حول بناء الإنسان المصري ويشارك فيه رضا مسعد وزير التعليم العالي، ومحمد صابر وزير الثقافة، ود. ابراهيم غنيم وزير التربية والتعليم ود. محمود العزب مستشار شيخ الأزهر، ونيافة الأنبا ماكسيموس أسقف بنها.
المهندس عاصم شلبي في حفل استقبال الناشرين وتكريم اسمي حسن عاشور وحسن الزين:
اقام اتحاد الناشرين المصريين حفل استقبال للناشرين المشاركين في المعرض حضره لفيف من المهتمين بحركة النشر والثقافة والإعلام وتم في هذ هالاحتفالية تكريم رمزين من رموز النشر في العالم العربي ، اسم الناشر الرائد حسن الزين صاحب ورئيس دار الكتاب المصري ، ودار الكتاب اللبناني وصاحب السجل المشهود له في مهنة النشر اللبنانب والعربي. واسم الناشر حسن عاشور صاحب ومدير دار الاعتصام للنشر والتوزيع ورائد الصحافة الإسلامية والنشر الإسلامي في مصر.
وقد أكد المهندس عاصم شلبي الذي فاز بمنصب رئيس اتحاد الناشرين العرب، في انتخابت الجمعية العمومية، أن تكون الدورة الجديدة من أعمال اتحاد الناشرين العرب امتدادا لجهود الرؤساء سواء في مجالس الإدارة التي ترأسها المهندس إبراهيم المعلم نائب رئيس اتحاد الناشرين الدولي ، أو المجلسين الأخيرين اللذين ترأسهما الدكتور محمد عبد اللطيف.
وقال إننا سنواصل العمل والاستفادة من كل الجهود والأفكار والمشروعات السابقة ، وسنعمل علي تطوير وتنمية ما يحتاج إلي تطوير بحكم التطور الزمني ومستجدات العصر وتنامي الأفكار الجديدة ، وخاصة علي صعيد مؤتمر الناشرين العرب ، وتقرير حركة النشر في العالم العربي ، وغيرهما.
وإشار الي إضافة بعض المحاور الجديدة لتطوير العمل في أنشطة الاتحاد ، مع التركيز علي المحاور الرئيسية مثل الحصول علي مزيد من الخصومات في المعارض العربية ، وتعديل تكلفة الكتاب في المعارض العربية والدولية ، وإنتاج مشروعات لحل مشاكل توزيع الكتاب في العالم العربي.وإنشاء مواثيق ومبادئ وأعراف مهنة النشر العربية ، استفادة من تجربتنا الناجحة في اتحاد الناشرين المصريين.وتأصيل دور اتحاد الناشرين العرب كمرجعية لكافة الصناعات الثقافية في العالم العربي.ومواجهة المشكلات المستحدثة في مهنة النشر وخاصة فيما يتعلق بالنشر الالكتروني ، بعقد اتفاقيات مع الشركات الوسيطة وعمل عقود نموذجية للنشر الالكتروني ، وعقد برامج تدريبية للناشرين في هذا المجال الحيوي.وتدعيم العلاقات مع وزراء الثقافة في العالم العربي من أجل دفع مهنة النشر خطوات إلي الأمام وخاصة علي صعيد الاهتمام الحكومي ، وفي هذه النقطة ، نتوجه بالتحية إلي الرئيس الدكتور محمد مرسي الذي لبي دعوتنا بعقد لقاء خاص مع الناشرين العرب في افتتاح معرض القاهرة الدولي للكتاب ، وهو لقاء يتم لأول مرة في مصر ، ونعتبر هذا اللقاء فاتحة خير لصناعة النشر المصرية والعربية، والعمل علي المشاركة مع الملحقيات الثقافية العربية والأفريقية والإسلامية في العمل علي تعزيز وضعية الكتاب وتسويقه في هذه الدول ، وكذلك تعزيز العلاقات في نفس الإطار مع المنظمات الدولية.
وأضاف المهندس عاصم: ونحن إن كنا لانزال نعيش أجواء ثورات الربيع العربي ، فيجب الوقوف طويلا أمام زملائنا شهداء مهنة النشر الذين ارتقوا إلي ربهم في أحداث الثورات ومنهم شهيد الناشرين المصريين الزميل أحمد محمود صاحب ومدير دار اللطائف للنشر والتوزيع ، وشهيد الناشرين السوريين الزميل غسان الشهابي صاحب ومدير دار الشجرة للنشر وثلاثة شهداء من أبناء زملائنا الناشرين في ليبيا وهم الشهيد علي حسن الجروشي / دار الفضيل بنغازي ، والشهيد عبد الرحمن الجعيدي / مكتبة الشهيد ، والشهيد صلاح محمد حماد / مكتبة الجامعة في الزاوية.
مدير دار الشروق الاردنية: متفائلون بنجاح معرض
قال مدير جناح دار الشروق للنشر والتوزيع سعدي البس: « متفائلون بنجاح معرض القاهرة لهذا العام ، رغم ما تمر به مصر من مشكلات داخلية، ورغم اغلاقات الشوارع والاعتصامات في القاهرة.وأكد أننا كناشرين اردنيين مصممون علي البقاء في المعرض حتي نهايته, مضيفا في اليوم الثاني للمعرض لوحظ ان الزوار توافدوا بشكل مقبول، معرباً عن أمنياته أن تكون الايام القادمة من عمر المعرض جيدة . يذكر ان 40 من اتحاد الناشرين الاردنيين يشاركون في معرض القاهرة الدولي 2013، وفي جعبتهم اكثر من 250 ألف كتاب.
مدير معرض فلسطين : السلطات المصرية سهلت جميع الاجراءات
قال مدير معرض فلسطين ممثل وزارة الثقافة الفلسطينية محمد الأسمر،: «رغم الصعوبات والاغلاقات والحواجز التي تمارسها سلطات الاحتلال الاسرائيلي، ورغم الضرائب وبدل أوذنات الخروج والشحن والسفر المفروضة علي الناشر والكتاب الفلسطيني سيبقي الناشر الفلسطيني من أوائل المشاركين في المعارض العربية بشكل عام»، مسيرا إلي أن السلطات المصرية سهلت جميع الاجراءات المتعلقة بالشحن والمواقع والاجحنة في المعرض».
رئيس الوفد الليبي بالمعرض: النظام السابق لم يكن يسمح بظهور مبدعين
في أولي ندوات ضيف الشرف لمعرض القاهرة الدولي الرابع والأربعون للكتاب زليبياس شارك مجموعة من الأدباء والمثقفين الجمهور العربي تجربتهم من القمع إلي الإبداع من خلال عرض تجاربهم المريرة في سجون ليبيا قبل سقوط النظام السابق حيث قاموا بتقديم شهادات عن زالحالة السجنيةس حيث سجن كل منهم لفترات طويلة وكلهم سجناء رأي، أدار الندوة فتحي نصيب وشارك فيها كل من: الشاعر إدريس الطيب، وعلي العكرمي رئيس جمعية سجناء الرأي، والأديب والقاص جمعة بوكليب.
وبعد عرض الشهادات كانت هناك مناقشة ثرية مع الجمهور الذي كان شديد التفاعل مع المشاركين، ومن أبرز المناقشات ما قالته أم العز الفارسي وهي دكتورة في العلوم السياسية حيث تحدثت عن علاقتها بالسجناء في قضية الصحافة الشهيرة بليبيا سنة 78 والتي سجن فيها الكثير من أصدقائها وأقربائها وأقربهم لها هو شقيقها الذي سجن بدلا عنها، وحكت عن وجه آخر من التجربة من خلال تصورها للسجين الذي ينظر لخارج السجن، وهي بالخارج تنظر لداخله حيث يقبع شقيقها وكثير من أصدقائها الذين كانت تشاركهم الأنشطة الثقافية التي سجنوا من أجلها وبقيت هي طليقة لكن قلبها كان في سجن. ومن جانبه أكد إدريس المسماري الكاتب الصحفي ورئيس اللجنة العليا المنظمة للمشاركة الليبية، أن الثورة الليبية مر عليها سنتان، وبالرغم من ذلك أخرجت طاقات أدبية وثقافية وسياسية واعدة، لكن خروج جيل جديد من المثقفين المعبرين عن الثورة يحتاج إلي وقت. وأوضح في الندوة التي عقدها القسم الثقافي في وكالة أنباء الشرق الأوسط - أن الجيل الجديد في الثقافة الليبية بدأ في الظهور مع بدايات الألفية، وهو ما أدي إلي دخول أصوات جديدة في المشهد، لكن النظام السابق لم يكن يسمح بظهور مبدعين.
( تغطية شاملة للوجود الليبي في العرض .. العدد القادم)
.في مناظرة ساخنة تؤكد أن مهمة المثقفين إعادة مصر كوطن واحد للجميع.
الصراع السياسي علي أشده بين مختلف التيارات في المجتمع المصري.. لكن أين المثقفون من هذا الصراع؟!!.. وهل يمكن ان يلعبوا دورا في لملمة الوطن وهم نخبته وطليعته؟ كان هذا هو موضوع المناظرة التي نظمها معرض الكتاب ضمن فعالياته أمس تحت عنوان: زالمثقفون والصراع السياسيسوشارك فيها د. صلاح فضل ود. حسام عقل،أستاذ النقد الأدبي بكلية الآداب جامعة عين شمس، والناقد الأدبي حسام عقل، مدرس النقد الأدبي بنفس الكلية والجامعة، وإدارها محمود شرف
قال د.صلاح فضل ربما يكون في منطقتنا العربية الموروث الثقافي والديني أكثر تعمق لظهور الأديان السماوية الثلاثة في بيئتنا العربية وكل ما يحيط بها من شبكة حضارية تصب في هذا الموروث الروحي، كما ورثنا أيضا الميراث الفني الذي يتصل بكل ما يبدعه الإنسان في حياته من رسم وتصوير ونحت وموسيقي وغناء، والموروثات الشعبية، كل هذا الميراث الفني العريق هو الذي يعادل في أهميته ويمثل جزء أساسي من شخصية أي شعب من الشعوب، ولكن هذا كان يتطلب أن يكون لدي المتلقي الذوق الرفيع لكي يظهر الإبداع ، هذان البعدان الثقافيان يشترك فيه كل الناس والبعض ينغمز فيهما دون أن يشعر.
وأضاف: هناك بعدان متجددان نضيفهم إلي التراث الثقافي دائما وهما البعد العلمي والمعرفي لأن العلوم بطبيعتها تتطور، ففي العصور الماضية كانت الفلسفة تعلو علي كل العلوم، أما في عصرنا الحالي فقد تخلت عن دورها وحلت محلها العلوم التجريبية وأهمها علم الحياة، لأن العلوم التجريبية أصبحت بعد أساسي في الثقافة الحالية التي تسهل حياتنا وتمكنا من السيطرة.كما توجد إبداعات متصلة بالفنون والكمبيوتر فكل هذا التجديد في بيئة الثقافة يعرفه كل من يعيش في بيئة معينة فلا أحد يقدر يستغني عن التليفزيون الذي ينقل له كل ما هو ثقافي.
وأشار د. فضل إلي أن الجمع بين ما هو موروث ومتجدد هو الذي يضمن سلامة وسوية الأمة، وأن أي محاولة لاختزال هذا المركب الثقافي يصيب أي ثقافة بالضمور والتدهور، من هنا كان القلق عن مصير الثقافة العربية نظرا للتطورات السياسية الراهنة .
وأوضح أن خلاصة التطورات السياسية الراهنة خلال العامين الماضيين أننا ننتقل من عصور الاستبداد والطغيان إلي فكر الديمقراطية، في حين أن ثقافة الديمقراطية عندنا لم تتأصل فينا بعد، ومن أهم عنصر فيها هو قبول التعدد والاختلاف وعدم سعي أي طرف علي فرض أرائه ومبادئه علي الفرد الأخر، بالإضافة إلي التعايش السلمي وفرائض الحرية الإنساني، لذلك أي تيار سياسي يحاول استغلال الديمقراطية والقفز بها علي التحول الديمقراطي، وهو ما يسمي بالانتهاز السياسي يكون قد خرج من السباق وخرج علي قواعده ولا يكتب له الاستمرار .
وتساءل د.صلاح فضل هل نحن مقبلون كما يتوهم الكثير علي ردة ثقافية؟ بينما كانت فنوننا تبشر بشيء من الازدهار وتتنفس في هامش من الحرية، موضحًا أن كافة الشعوب في سعيها للتقدم تعتمد علي معايير ثابتة ومقياس لتقدم الإنسان الذي ينطبق علينا مثل الشعوب، منها التمسك بالحريات بكل أشكالها منها السياسية فلا يستبد فصيل يحاول دون تداول السلطة سلميا، والحرية الاقتصادية وهي محكومة بشرط جوهري بخبرات الشعوب، وهي مشروطة بالعدالة الاجتماعية ومحاربة التوحش الرأسمالي، الذي يوسع الهوة بين الفقراء والأغنياء، وكذلك الحريات الثقافية والسياسية والاجتماعية، كل هذه المعايير هي مؤشر التقدم، وأن أية محاولة لقص جناح الحرية تحت أية ذريعة هي ضرب للمكاسب الإنسانية وتقدم الشعوب.
ويري إن البعض يستخدم القياس الكمي لقياس مدي تقدم المجتمع، حيث يقيس استهلاكهم للكهرباء أو المياه لكن في تقديري أن الذي ينبغي أن يقاس به التقدم هو هامش الحرية، وأي محاولة لقص الحرية هو إيقاف لعجلة التقدم نحو المستقبل. مؤكدا فضل أن البشر كلما ضاقت عليهم بلادهم، أصابهم بالضرورة قدر من التعصب، ورأوا شعوبا أخري تعيش حريتها ومستقبلها، ويتسع أفقها، فيتمسكون بالنزعة الإنسانية، ليطالب بحقوقه المشروعة.
وعن المواثيق البشرية أي وثائق حقوق الإنسان والمرأة والطفل قال إنه كان سعيد عندما قرأ كتاب في صغره في علم الاجتماع بعنوان احقوق الإنسان في الإسلام»، ومن وقتها علمت أن المبادئ الأساسية التي انتهت لها المواثيق البشرية موجودة في الإسلام ولكن يفهمها المستنيرون وليس المتعصبين.
وأوضح فضل أن التحول من الجهل إلي العلم يعني أنه كلما تقلصت في حياة الشعوب مساحات العقائد الروحية مثل الإيمان بالسحر والخرافات وكل العقائد القديمة التي كان الإنسان يميل إليها قديما لتفسير ظواهر الطبيعة فكلما ظهرت تفسيرات حضارية تتسق مع جوهر الدين كلما كانت المجتمعات أكثر تقدما، داعيا إلي ضرورة محاربة الخرافات والخلط بين الدين الحق المستنير والمعتقدات الجاهلة في العصور الوسطي القديمة.
ودعا فضل الأحزاب إلي أن تبلور مشروعات حقيقية لتتطور مصر بدل من مداعبة عواطف الشعب الدينية، فلابد من النهوض بمصر ليعم الرخاء ويزيد الإنتاج وتغطي الخدمة الصحية كل الطبقات، وإلي ضرورة أن يكون طعامنا من إنتاجنا وان يتقدم التعليم لدينا ، وذلك بمواجهة تحديات العصر بعقل علمي وقدرة علي الإبداع لأن غير ذلك لن يحدث شيء.
بينما أكد الدكتور حسام عقل مدرس النقد الأدبي، بكلية الآداب بجامعة عين شمس، انه يختلف مع بعض ما يطرحه الدكتور صلاح فضل، وقال إن الوطن المصري يمر بمرحلة محتقنة، حيث تصور الكثيرون أن المشكلة تكمن في إزاحة الطاغية واكتشفنا بعدها أننا دخلنا في الاختبار الثاني وهو تعايش الفرقاء.
وتساءل هل يمكن لهذا الثالوث اليساري والليبرالي والإسلامي أن يجلسوا إلي طاولة واحدة ويصنعوا عقد اجتماعي جديد؟، خاصة وأننا نحتاج كل واحد منهم فاليساري نحتاجه من اجل العدالة الاجتماعية أما الليبرالي فنحتاج منه الحريات المدنية أما الإسلامي فنريد منه الوسطية المعتدلة لعمل المنظومة الوطنية .. هل يمكن أن نصنع ذلك من خلال حوار خلاق؟، هذا هو الاختبار الذي علينا أن نجتازه.
ووصف عقل ما يحدث في مصر الآن بين التيارات الإسلامية والتيار الأخر بالشيطانية حيث يتحدث الإسلاميون علي الآخرين بمنطق الإلحاد والكفر، والآخرون يتكلمون علي الإسلاميين أنهم خارجون علي العصر والوقت، وهذا ما يعانيه الوطن المصري ولذلك فإن مهمة المثقفين إعادة مصر كوطن واحدا للجميع.
وأضاف عقل أن الليبرالية الحالية ليست كالليبرالية التي كانت في مطلع القرن الماضي بل أصبحت أكثر تسطيح ، متحدثا عن ليبرالية محمد حسنين هيكل التي كانت ناطقة بالنضج واستشهد بالمقالة الشديدة التي كتبها هيكل حول فساد القصر وعندما طلب النقراشي باشا وقتها منه الاعتذار ، رفض هيكل وقال تذكر أني أتحدث عن صاحبة الجلالة قاصدا الصحافة وهذه هي الليبرالية الحق.
فالليبرالية التي جعلت العقاد يدفع تسعة شهور من حياته في السجن لرفضه أن تسحق القوانين وكذلك ليبرالية سعد زغلول الذي استطاع أن يخوض الانتخابات وهو يضمن الرصيد الشعبي، لم تعد موجودة، فالليبرالية الآن استطاع مبارك أن يستثمرها وكان المثقفون جزء من هذا المشهد وقبل رحيل مبارك عقد لقاء مع ثلاثة عشر مثقفا وخرج أحدهم بعنوان اإنسانية رجال الرئيسب ولم يكن دم خالد سعيد قد جف بعد .
وأكد عقل أن وظيفة المثقفين هي صناعة عقد اجتماعي جديد من خلال تبصير الناس بمعني الحرية وتجلياتها السياسية والحياتية، وإن استنساخ تجارب اليسار العنيف لمصر، أمر مرفوض يهدد أمن مصر، مؤكدًا علي أن تجربة االبلاك بلوكب هي استنساخ للغلو والتزمت وعلينا أن نرفضه.
وأكد عقل أن الأفكار التي تظهر لبعض المنتمين للتيار الإسلامي وقد تكون صادمة يمكن حلها بالحوار وقال ا كان لي تجربة في الحوار مع بعضهم فبعد الثورة بعض الشباب قاموا بتغطية التماثيل في الإسكندرية بناء علي فتوي بتحريمها من احد الدعاة الإسلاميين، وبدأت الأجواء تتكهرب، ووجدت النخبة المثقفة أضعف من أن تعالج الموقف، فخاطبت صاحب فتوي التحريم ودار حوار بيننا لمدة نصف ساعة وقلت له من سيسمع الفتوي من الممكن أن يتجه ليهدم أبو الهول في حين أن عمرو بن العاص عندما جاء مصر لم يمس أي شيء له علاقة بالفراعنة، وبالفعل بعد حواري معه، أصدر فتوي أخري بأن التماثيل في مصر ليست شرك بل تراث .. وهكذا تمكنت من حل المشكلة بالحوار وليس بالاتهامات المتبادلة.
وأوضح عقل أن أزمة الدعوات المتزمتة التي تعارض الإسلام الصحيح الذي تربي عليه في كتب محمود شلتوت علي سبيل المثال هي أن الأزهر لم يعد لدوره منذ الستينات.. إذن لا تكمن المشكلة في تقديري إلا في شيء واحد انه حتي الآن لم يحدث حوار ولم يجلس الفرقاء علي طاولة واحدة، ومع ذلك فأنا متفائل من أنهم سيجلسون علي طاولة واحدة بعد أن دفع الكل الثمن.
و انتقد الدكتور صلاح فضل، ما قاله الدكتور حسام عقل، حول فضح النخبة المثقفة قبل اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة بلقاء الرئيس المخلوع امبارك»، مؤكدا أن عددًا ممن قابلوا امباركب عبروا عن اعتذارهم فيما بعد، لافتًا إلي أن عددًا كبيرًا من المثقفين هاجموا امبارك»، وعارضوا علي سبيل المثال قيام جامعة القاهرة بمنح زوجته سوزان مبارك شهادة الدكتوراه.ولذلك أشفقت علي الذين شاركوا في اللقاء، حيث كنت مدعوا له واعتذرت عنه لأني أعلنت موقفي قبل ذلك، ولكن لا استطيع دمغ من حضره بالخيانة لأن بعضهم تورط في اللقاء ولم يتمكن من الاعتذار.
فيما أوضح الدكتور حسام عقل خلال رده علي الأسئلة أن كلامه عن وجود خلل بالتيار اليساري لا يعني أن التيار الإسلامي اعسل»، بل هناك افتقار لديهم في المعايير وأفق الحوار، وسبق أني قلت للدكتور عصام العريان أن الدكتور هشام قنديل ليس رجل المرحلة، كما دارت بيني وبين عبد المنعم الشحات معركة عندما تحدث عن نجيب محفوظ . وأكد أنه مازال يوجه للتيار الإسلامي نقدا عنيفا، مشيرا إلي أنه ليس محسوبا عليهم في هذه المرحلة، وأنه من أنصار المصالحة وإيقاف عملية الشيطنة، قائلا: التيار الإسلامي كان أداءه البرلماني مهلهل اوضعيفا ولكن في المقابل اين مبادرات اليسار في تقديم الحلول. وأشار إلي وجود الآن مراجعات في التيار الإسلامي تستلزم بالمقابل أن يكون هناك مراجعات جذرية داخل التيار اليساري والليبرالي، وأن الخطاب الإعلامي في مصر دخل مرحلة الخطاب العنيف بدعم رؤوس أموال وخاصة الفضائيات الخاصة، ويحتاج لإعادة نظر فيه .
مناقشة في العلاقة بين الدين والسياسة
انتهي اللقاء والجدل لا يزال قائما حول الجماعة!
ثروت الخرباوي، الذي نال كتابه »سر المعبد« موضوع الندوة عن جماعة الإخوان المسلمين اهتماماً واسعاً في أوساط الشباب والمثقفين قبل وبعد الندوة كان موضع اهتمام الإعلام بشكل ملحوظ، ومع أن هذا الكتاب لم يكن الأول عن الجماعة التي انشق عنها الخرباوي وبدأ يؤلف الكتب ويلقي المحاضرات ويكتب للصحف عنها، لكن اسر المعبدب لقي عناية خاصة من جمهور المعرض لنظراً لكون الجماعة الآن في وضع مختلف عما كانت عليه حين أصدر كتابه الأول »قلب الإخوان« في عام 2009
قدم حلمي نمنم الكاتب والكتاب، وأشاد بأسلوبه الأدبي خاصة، وأضاف أنه قرأ كتابه الأول »قلب الإخوان« قراءة عميقة، وأن هذا الكتاب الذي بين أيدينا اسر المعبدب يعد تطوراً في الأسلوب والمحتوي الذي يقدمه الخرباوي، ولأن الموضوع شائك وحساس فقد أبدي الخرباوي براعة في عرضه وتقديمه حسبما يري النمنم.
ثم انتقل الحديث للكاتب ثروت الخرباوي فتحدث عن كتابه موضوع الندوة، وحتي لا ينقل فقرات بأكملها من الكتاب فقد آثر تلخيص الموضوع في عجالة لمن لم يقرأ كتابه وتحدث عن الدولة الدينية والجماعة وتاريخها وأسباب انفصاله عنها، وكيف ومتي.
و بدأت فعاليات المناقشة الساخنة مع فتح باب الحوار مع الجمهور، ويبدو أن سيطرة التيار الليبرالي علي المنصة لم يكن انعكاساً لنسبة التيار نفسه في مقاعد المستمعين، فقد بدأت المحاورات من جانب الحضور بأسئلة ملتهبة من أحد الحضور عن الفترة التي قضاها الخرباوي عضواً بجماعة الإخوان المسلمين، وهل هي كافية للحكم عليهم واعتبارها تجربة تستحق الطرح، فكانت إجابة المؤلف أنه لا يشترط لسرد التجربة أن تكون طويلة، فقد يري الواحد في سنة ما لا يراه عضو آخر قضي مع الجماعة سنين طويلة، ومع ذلك فهو قد قضي ثمانية عشر عاماً من عمره عضواً في جماعة الإخوان المسلمين وأتمها ثلاثة وعشرين عاماً في التيار الإسلامي ككل، وهي في نظره تجربة تكفي للطرح.
وأوضح الخرباوي في رده ما يراه من أن المرجعية الإسلامية هي أمر غير موجود في الإسلام نفسه، واستنكر تسمية الأشياء أو الأفكار ب »الإسلامية« موضحاً أن هناك االإسلامب و هناك االمسلمونب مستشهداً بالآية الكريمة اهو سماكم المسلمون من قبل»، وليس هناك في رأيه مسمي االإسلاميب ومكرراً أن هذا المصطلح لم يظهر إلا في القرن العشرين ولم يعرفه المسلمون قبلها.
وامتد النقاش إلي ذكريات وذاكرة جماعة الإخوان المسلمين من وجهة نظر الكاتب ثروت الخرباوي والمناقش حلمي النمنم رداً علي أسئلة الحضور حول موضوعات مثل امقتل الإمام حسن البنا علي يد التنظيم الخاص وصحة ذلك من عدمه، والشبهات التي أثيرت حوله، وكذلك شبهة تدبير احادث المنشيةب ونسبتها إلي الجماعة، وأيضاً علاقة الإخوان المسلمين بالعنف وعلاقة المناضل سيد قطب بالمحفل الماسوني ومسائل أخري أثيرت واشترك في الإجابة عنها الخرباوي والنمنم.
و اشتعلت حدة النقاش بفعل حرارة المناقشات السياسية التي تتناول المنطقة الحساسة في العلاقة بين الدين والسياسة، حتي أن مديرة الندوة الصحفية نشوي الحوفي فشلت في إدارة الدقائق الأخيرة بعد انفعال بعض المحاورين من الجانبين الذين تحولوا إلي معسكرين؛ ما بين مؤيد ومعارض، وانتهي اللقاء لكن الجدال لم ينته ولا يبدو أنه سينتهي حتي اللحظات الأخيرة من معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي يحمل عنوان حوار »لا صدام«.
في المقهي الثقافي :أنور عبد الملك ومشروعه الوطني..لطيفة الزيات والمقاومة بالكتابة
استدعي االمقهي الثقافي» تحت عنوان«رموز مصريةب المفكر الراحل اأنور عبد الملكب المولود عام 1924 والمُتوفي في باريس عام 2012 كحالة متميزة في الفكر المصري وصاحب مشروع تأسيس لنهضة وطنية حقيقية طرحه في أشهرهم انهضة مصرب االوطنية هو الحل»، وبالمجتمع المصري والجيش»، وبالجيش والحركة الوطنيةب وغيرها من الدراسات النقدية والأدبية المميزة.
ارتكزت الاستعادة في الندوة أحداث الندوة علي محوري: النهضة والوطن فأشار «د. عمرو حمودةب إلي سمات شخصية اأنور عبد الملكب التي تميزت بالجرأة والشجاعة في الاشتباك مع الأفكار والشخصيات الفكرية والثقافية والسياسية داخل وخارج مصر بل ومع التاريخ نفسه، فقد كان الراحل صاحب حس مقتحم وروح نقدية تحليلية تهدر كالشلال الذي يحرك الساكن وكل ما هو بطيء، منطلقاً من إيمانه العميق بأن التاريخ المصري الذي استمر عبر سبعة آلاف سنة هو تاريخ شديد الخصوصية تتمثل خصوصيته في قدرته علي الاستمرارية.. تلك القدرة العجيبة التي أهلته لإرساء مجتمع واحد متجانس أسس لمفهوم الدولة التي صمدت عبر العصور، وبهذا لم تكن مصر بتميزها المفروض عليها تاريخياً وجغرافياً مجرد دولة بل كياناً منتجاً للحضارة.
وأضاف « عمروحمودةب أن المحاور الأساسية التي اهتم بها أنور عبد الملك عبر نضاله الفكري بالإضافة إلي قضايا النهضة كانت تتعلق بعلاقة الجيش بالمجتمع المصري وقضايا المواطنة كما لفت الانتباه لأهمية دراسة كتاب المفكر الراحل انهضة مصرب بعناية شديدة وبتحليل عميق هذه الأيام وأشار إلي الإهداء المميز للكتاب أهداه الكاتب لثلاثة من عظماء مصربرفاعة الطهطاويب الرائد والمجدد والمبدع، وإليبإبراهيم باشاب القائد المصري العظيم وأخيراً الأديب اعبد الله النديم خطيب الثورة العرابية.
انقسمت الحالة الفكرية المصرية في سعيها نحو النهضة - كما أوضح عبد الملك- إلي اتجاهين أساسين تمثل الأول في التحديث الليبرالي الذي حرص علي النظر إلي المستقبل والاهتمام بالعلوم الحديثة،بينما تمثل الثاني في الأصولية الإسلامية التي رأت أن الخير في القديم علي الدوام وعملت علي إحيائه بكل طاقاتها.
أما د. افيفيان فؤادب فقد ألقت الضوء علي دور المفكر في تحليله لعلاقة الجيش بالمجتمع المصري حيث كانت من أهم مباحثه أسباب الهزيمة القاسية في 1967 التي أفرد لها كتابه الهام االمجتمع المصري والجيشب الذي صدر في عام 1968.. فقد كان التساؤل حينها قاسياً فارضاً لنفسه بقوة فبعد استقلال مصر بثلاثة عشر عاماً يُعاد احتلالها مرة أخري .. لماذا هزمنا؟ .. لماذا انكسرنا؟؟ .. كيف صعد الضباط الأحرار لقمة السلطة وكيف فككوا السلطة القديمة؟؟ كل هذه التساؤلات طرحها عبد الملك وحللها وأجاب عنها قدر المستطاع من أجل إنارة للمستقبل. وكان يؤمن بأهمية الأمل للأجيال القادمة والذي كتب في كتابه السابق ذكره اإن جيلاً جديداً يُولد في أرض مصر وهذه الدراسة موجهة أولاً للشباب .. يجب ألا نخطئ وألا ننسي ويجب ألا يبقي التاريخ لعنةً حين يمكن أن يكون أملاً»
وأوضحت د. فيفيان ملامح صورة الأمة المصرية كما كان يفهمها أنور عبد الملك والتي تتمثل في الوحدة ثم الدولة ثم الجيش، فالوحدة بالنسبة إليه كانت هي الوطن والدولة هي اسيدة المياهب التي تدير الشؤون المركزية في البلاد والجيش سيف الدولة والعنصر الجوهري في طليعة الحركة الوطنية .. الأمة المصرية التي كانت من سبعة آلاف سنة وحدة جغرافية واحدة لم تتغير ولم يتدخل الاستعمار في رسم حدودها .. ملتقي المسيحية في الغرب والإسلام من المغرب إلي جنوب آسيا وتقاطع الحضارة الإسلامية بالحضارات الشرق آسيوية.
وعن أهم شخصيتين في حياة المفكر الراحل ذكرت د. فيفيان أنهما كانا الشهيد اشهدي عطيةب أحد رموز الحركة الوطنية في الأربعينيات والذي كان يرأس داربالأبحاث العلميةب والذي تربي عبد الملك في مدرسته الفكرية ،أما الشخصية الثانية فكانت والدته بعطائها ورعايتها له وحسها النسوي الذي كان يمنحها القدرة علي فرز البشر والشعور بهم تدله علي الطيبين منهم وتحذره من أصحاب النفوس الخبيثة .. إلي هذا الحد تأثر أنور بأمه ووقرها في نفسه إلي حد التقديس وكان يصرح دوماً بأنه يتمني وينتظر لقياها بعد الموت.
واسترجعت د. فيفيان لمحة إنسانية في حياة اأنور عبد الملكب الذي رثي د. أحمد عبد الله زعيم مظاهرات الطلبة في السبعينيات والمُتوفَي في 2006 بمقال مؤثركان عنوانه »أحمد عبد الله« ماذا لو أنصفت مصر أبناءها ليبقي هذا التساؤل قوياً وحاضراً علي مر الزمن .. حقاً ماذا لو أنصفت مصر أبناءها!!.
مناضلة فوق العادة
وفي نفس السايق عقدت »رموز مصرية« حول الكاتبة د.لطيفة الزيات التي تركت مجموعة من المؤلفات الإبداعية مثل: الباب المفتوح عام 1960، والشيخوخة وقصص أخر عام 1986، وحملة تفتيش - أوراق شخصية، وهي سيرة ذاتية، عام 1992، ومسرحية بيع وشراء عام 1994، وصاحب البيت عام 1994، والرجل الذي يعرف تهمته عام 1995، إضافة إلي العديد من المقالات، في النقد الأدبي الإنكليزي. وقد شارك في هذه الندوة الباحث حلمي الشعراوي، والروائية و هالة البدري وأدارت الندوة د.هويدا صالح، التي قدمت سيرة د.لطيفة الزيات في السياسة والأدب، ففي الأدب قالت إن أبرز ما كتبته د.الزيات كانت رواية االباب المفتوحب والتي عولجت سينمائيًا وعرضت كفيلم فيما بعد، أما عن أعمالها السياسية فمن يقرأ للكاتبة سيعرف أن الفترة التي عاصرتها كانت تعج بالتيارات المختلفة وكان للسيدات بها صوت مختلف.
ومن هنا يلتقط حلمي شعراوي هذا الخيط السياسي قائلا أنه كان نائب رئيس مركز البحوث العربية والإفريقية وكان في لجنة الدفاع عن الحقوق والحريات التي ترأسها لطيفة الزيات وتعرض للسجن في معرض الكتاب بسبب اعتراضه علي مشاركة إسرائيل، بعدها سجنت الزيات بسبب الموقف من الرئيس الراحل محمد أنور السادات واندماجه في سياسة أمريكا وإسرائيل، وكانت لطيفة علي رأس قائمة من 22 ضمن ألف و(500) سجنهم السادات وظلوا سجناء حتي أفرج عنهم بعد اغتيال السادات، وختم شعراوي حديثة بالقول أن هذا كان نطاق معرفته بلطيفة الزيات سياسيا،
وعن الجانب الأدبي والمقاومة عبر الكتابة عند لطيفة الزيات قالت الكاتبة هالة البدري إنها عرفت لطيفة الزيات في وقت متأخر وكانت بالنسبة لها شخصية مشهورة قامت بتأليف قصة فيلم الباب المفتوح والتي شاهدها الكبار والصغار، ولكن المفاجأة كانت بعد أن قرأت الرواية فعندها تقول اكتشفت أنها الرواية التي يمكن وصفها بعد تاريخ من الكتابة للعربيات أن لطيفة الزيات هي أول روائية استطاعت أن تتكلم في موضوع عام غير نسوي.
وأوضحت: قبل لطيفة الزيات كانت الرواية النسائية تتكلم عن المرأة لكن لطيفة أول كاتبة كتبت عن الحرية للمجتمع كله لا حرية النساء فحسب أو مشاكل المرأة بالتحديد رغم أن قصة الحب الموجودة في الرواية كانت بين بنت تتطلع للحرية وشاب ثوري فكأنها ضفرت الحريتين ببعضهما.. الشعب والوطن.
وأشارت هالة البدري إلي تغير علاقتها بلطيفة الزيات بعد نشرها لكتاب احملة تفتيش- أوراق شخصيةب من منشورات دار الهلال، والتي تصر البدري علي تسميته رواية لأن الكاتبة فيه دخلت علي مذكراتها تفتش فيها عن نفسها وقالت ببساطة من خلال مذكراتها أنها كانت تسقط السواتر النفسية وتحلل ما يحدث حولها وما جعلها تتخذ قرارات معينة أو تبتعد عن حوادث بعينها، وكأنها خلقت من نفسها بطلة وابتعدت عنها لتكتب بضمير الغائب وقسمت حملة التفتيش إلي عدة مراحل..
وأضافت من المشاهد الروائية التي لا تنسي في مذكرات لطيفة الزيات الشخصية هي ما حكته عن ولد صغير جذب يدها إلي ساحة اللعب عندما كانت خائفة من الانضمام إلي الأطفال ولمست منها أن تكون أيدينا ممدودة دائمًا للآخرين، بالإضافة إلي مشهد الحسر الذي يربط بين شرفتين في منزلهم وتأملاتها لهم، وأكدت علي أن مثل هذه المشاهدات واللقطات المبدعة تجعل من الكتاب رواية انتقائية بامتياز خاصة أنه لا توجد قوالب محفوظة للرواية ومازال بإمكان المبدع أن يختار لروايته الشكل الذي يبتكره.
وأوضحت كيف تأثرت برواية( الباب المفتوح) وتعجبت من د.لطيفة الزيات كيف توقفت عن الكتابة بعد هذه الرواية ولكنها علي حد تعبيرها وصلت لكل إجابات سألتها بعد قراءتها لحملة تفتيش وبعد أن فاجأت الجميع بعمل مبهر آخر االشيخوخة وقصص أخريب..
وتحدث الناقد شعبان يوسف عن حياة لطيفة الزيات الأسرية والاجتماعية وكيف أنها لم تعلن عن نفسها كأديبة إلا في فترة متأخرة من حياتها، وأضاف أن رواية مثل اعترافات امرأة مسترجلة لسعاد زهير تحاكي لطيفة الزيات وغيرها، وأن للطيفة مسرحية لم تنشر بعد هي ابيع وشراب ولها أيضًا كتب بالإنجليزية لم تترجم بعد، وأن الولد الذي أمسك بيدها في المذكرات عندما كانا أطفال هو الشاعر محمد عبد المعطي الهمشري، وأخيرًا قال شعبان يوسف أن هناك خطة لجمع الأعمال الكاملة للطيفة الزيات سوف يتم تنفيذها قريبًا.
مع الشاعر جمال بخيت
وفيساللقاء المفتوحس الذي يستضيف فيه المقهي الثقافي أبرز مثقفي ومفكري مصر التقي جمهور المعرض الشاعر المصري الكبير زجمال بخيتس في ليلة شعرية مميزة حرص جمهور المعرض علي حضورها والمشاركة بها للاستمتاع بإلقاء شاعرهم المميز وللحصول علي توقيع ديوانه الأخير دين أبوهم.
قدمت الفنانة المصرية زفردوس عبد الحميدس اللقاء حيث أبدت سعادتها لتقديم مثل هذا الشاعرالحقيقي صاحب المسيرة الوطنية الحافلة والكلمة الصادقة في زمن فقدت الكثير من الأشياء معانيها.
بدأ جمال بخيت الأمسية أ بقصيدة ز تعرف تتكلم بلديس التي لحنها عمرخيرت وغنتها لطيفة في الفيلم الشهير زسكوت هنصورس للمخرج الراحل يوسف شاهين ثم أنشد القصيدة الطويلة الشهيرة زمسحراتي العربس التي تستعرض أهم الرموز الوطنية وقيم الوحدة الوطنية والقومية العربية ثم القصيدة الغنائية زواحد اتنين سرجي مرجيس وقصيدة زمش باقي منيس التي غناها زأحمد سعدس في فيلم خالد يوسف الشهير زدكان شحاتةس ثم قصيدة زنعي الجنيهس وقصيدة زارجع بقيس وسشباك النبيسواختتم الأمسية بقصيدة زدين أبوهمس عنوان ديوانه الجديد الذي وقعه لجموع الحاضرين.. وهي القصيدة التي لاقت استحسان الحاضرين ويقول في مقطعها الأول:
دين أبونا يا مسلمين
في يقيني أعز دين
كلمة النور الأمين
كلمة الحق المهين
حكمه يكتبها الإله
فوق جبين الطيبين
دين أبونا يا محمد
أنت سره ومبتداه
أنت إحساسه ومداه
دقه عارفينها في قلوبنا لما نخشع للإله
لما نطلب يوم رضاه
لما نركع
لما نسجد لما نفرح للحياة
ويقول في مقطع آخر
دين أبويا أي دين
فيه عصاه أو مخطئين
بس في نهاية المطاف
فيه ملايكه ومؤمنين
والرضا للصالحين
والهنا للصابرين
فيه ملاذ للعابدين الشاكرين
كفاح جيل
كما استضاف المقهي الثقافي أمس ضمن فعالياته الكاتبة الكبيرة سلوي بكر في لقاء مفتوح مع الجمهور ..قالت :إنها لا تجيد التقديم لنفسها وأن ما يقدمها للناس بشكل حقيقي هو كلمتها.ثم تناولت كفاح جيلها الذي فتح الباب لكفاح الجيل الحالي مشيرة إلي أن الكفاح ضد الظلم والقهر حلقات متصلة ولا يمكن فهم ما يجري الآن بمعزل عما جري قبله، وأكدت: الجديد يخرج من رحم القديم، فما قدمه الجيل السابق من ضرائب فادحة لمجرد إصدار مجلة ثقافية أو فكرية.. ذلك الأمر الذي لم يكن سهلاً أبداً فيما مضي والذي لولا كفاحهم من أجله لما اتسعت حركة الثقافة في مصر كما هي الآن ولما شهدنا اليوم هذا العدد الهائل من دور النشر.
كما تحدثت سلوي بكر بأسي شديد عن حال الثقافة اليوم وكيف أن التعليم الكارثي أخرج أجيالاً كثيرة كارهة للثقافة أهملت بالكامل تربية الوجدان الذي لا يقل أهمية عن تربية العقل.
وتناولت في حديثها تجربة الاضطهاد التي تعرضت لها ليس علي يد مبارك فحسب ولكن أيضاً علي يد الأجهزة الثقافية والفكرية التي عملت دوماً علي إقصائها لأنها كانت صاحبة رأي وموقف؛ لكنها رغم هذا استطاعت الصمود والمقاومة والاستمرار وأكدت أنها لا تزال تتعرض لمثل هذا الاضطهاد، فقد كان من المفترض أن يُنشر خبرعن هذه الندوة في جريدة الأهرام ولكن تم العدول عنه لأنها ليست بذلك الاسم الإعلامي اللامع الذي يجذب الأبصار رغم كونها معروفة عالمياً وكتاباتها مُترجمة لسبعة عشر لغة أجنبية.
وأسمت الكاتبة هذه الظاهرة بظاهرة «التكريس»حيث يتم إلقاء الضوء علي كتاب بأعينهم دون غيرهم وأوضحت أن مثل هذا المناخ ليس خطراً علي المبدع أو المثقف فحسب، بل هو خطر علي المجتمع كله حيث لن يجد أمامه إلا هؤلاء المفروضين عليه أو أصحاب الخطابات الدينية ضيقة الأفق التي تفسد المجتمع ولا تصلحه فتنشأ أجيال لا تتعاطي مع الجمال ولا تعرف إلا القبح.
ثم بدأ النقاش مع جمهور المعرض الذي ناقش الكاتبة حول رواياتها وأفكارها التي طرحتها في كتاباتها ورؤيتها للتاريخ وكيف نسجته في رواياتها وكيف كانت تحرص علي إلقاء الضوء علي الجوانب التي لا يعرفها الناس عن التاريخ.
وفي المقهي الثقافي أيضا سرد الكاتب الروائي محمد المنسي قنديل تجربته ورحلته الروائية ، وقال إن إيمانه بالكتابة التي لا يعتبرها شيئاً جامداً بل روحاً تترجم عوالم كاملة نعايشها، وكثيراً ما تستعصي علي الترجمة.
وقال أنا في الأساس كاتب أطفال، كتبت لهم ومازلت أكتب بشغف كبير، وانقطعت فترة طويلة عن تابة الرواية، رغم أنني كنا أمارس الكتابة يومياً.
وقال المنسي عن رواية يوم غائم في البر الغربي إن أهم ما بها أنها حكت عن تفتح عيون المصريين علي هويتهم الحقيقية، بعد أن كانوا مجرد أرقام تموت في الأوبئة والحروب، فبدأوا مرةً أخري يشعرون بأنهم ذوات وأشخاص، وليسوا مجرد كمٍ جامع، ولكن تلك الفترة من الوعي لم تستمر كثيراً للأسف، فعاد المصريون مجدداً مجرد أرقام تموت في القطارات والعبارات وحوادث الإهمال اليومي المتكرر، ومن هنا جاءت أهمية ثورة الخامس والعشرين من يناير التي لم تكتمل للآسف حتي الآن.
رسالة إلي جيل الشباب في المائدة المستديرة: لا بد أن نقفز فوق تقرير اليونسكو المخزي
نهضة مصر بنيت علي التفاعل والانفتاح علي الحضارات الأخريوالفضل للترجمة
باعتبار أن الترجمة جسر الثقافات.. وهي المحور الرئيسي الذي تدور حوله لقاءات المائدة المستديرة تحت عنوان االواقع والتحدي في ظل معدلات الترجمة.. تقرير اليونسكو الأخير عن الترجمة في العالم العربيب.. كان اللقاء الأول وشارك فيه د.أنور محمد إبراهيم و الكاتب والمترجم طلعت الشايب ود. أحمد عتمان أستاذ الأدب الإغريقي ورئيس لجنة الترجمة بالمجلس الأعلي للثقافة، وأدراتها الدكتورة المصادفة رئيس تحرير سلسة الترجمة بالهيئة العامة للكتاب، والمشرفة علي أنشطة المائدة المستديرة.
بدأت دكتورة سهير المصادفة الندوة بالتأكيد علي أهمية الترجمة كنافذة للثقافة العربية تطل منها علي العالم والاتجاهات الفكرية الجديدة، لذا خصص المعرض لها محورا خاصا ضمن أنشطته.. وتحدثت عن حركة الترجمة مشيرة إلي أن الدولة لا ترعي الترجمة ومازلنا نحاول ونحاول جاهدين لدعمها، ثم قدمت ضيوف الندوة ووجهت السؤال إلي د. أحمد عتمان: كيف يتم تجاوز معدلات الترجمة المخجلة؟، وأشارت علي سبيل المثال إلي أن زإسرائيلس تترجم مثل العالم العربي بأكمله مرة ونصف كل عام.
تحدث د.أحمد عتمان في البداية عن الأوضاع الراهنة التي أثرت علي كافة مناحي الحياة ومن بينها الثقافة، قائلا: لابد أن يعمل كل فرد ويمارس عمله بانتظام كي تمر المرحلة ولا تتحول الكبوة إلي كبوات، لذا أجبت هذه الدعوة الكريمة رغم الصعوبات لأننا جميعاً يجب أن نجتاز ببلدنا هذه الفترة..
وأضاف: لا نهضة بدون حركة ترجمة، ننشد نهضة ثقافية لنغير وجه الحياة في مصر، وذلك لن يحدث بدون ترجمة لأنها تمثل الاتصال بالآخر ووسيلة من وسائل نقل إشعاع الآخر وثقافته وأفكار النهضة ووسائل التقدم إلي مصر، وهذا ليس كلام إنشاء فالتاريخ يقول ذلك، كل عصور النهضة بدأت بالترجمة، وضرب مثالا بالنهضة الأوروبية التي قامت بالأساس الترجمة.
وأوضح أن آباء النهضة الأوائل أوصوا بترجمة الحضارات والثقافات والتراث وعلي رأسه التراث العربي، والترجمة ليست ترفاً، فماذا فعلنا لها، لا تفرحوا بترجمة كتاب أو عشرة، فبالنظر إلي زإسرائيلس وأوربا، نجدهم يترجمون قدراً هائلاً من الكتب كل عام، وتساءل كيف يمتلك العالم العربي هذه الثروات الهائلة التي تغذي العالم كله بالنفط ويكون هذا حالنا في الترجمة.
وقال: ليست الأموال وحدها التي تنهض بحركة الترجمة، فالتعليم ومن ضمنه تعليم اللغات حجر أساس في هذه الحركة، إلا أننا للأسف نجد الآن من يحارب تعليم اللغات الأجنبية، وهذا جهل شديد، فتعلم اللغات كالإنجليزية والإسبانية يفتح لنا أبوابا ويمنحنا كنوزاً من المعرفة.. وأشار إلي منظومة التعليم بوصفها مشكلة كبيرة أثرت علي المجتمع وعادت به للوراء، وهي تبدأ من الحضانة حتي الجامعة، ونستطيع أن نقول أن المنظومة التعليمية منهارة بالفعل.
وأكد أننا بحاجة لثورة في التعليم، قائلاس نحن نحتاج لرؤية، ومن يحارب الأعمال الأدبية لأنها تهدم حضارته فهو جاهل، والإعلام شريك كبير في هذا، فهو يصور الأجنبي علي أنه مشغول بالرقص واللهو ولا يظهر الجانب المتحضر للدول الأجنبية، كالأمانة في المعاملات ودقة المواعيد، نحن نحتاج لإعادة الرؤية في كلمة الآخر، وليس هذا فقط في الدول الغربية، بل لحقت بهم الدول الشرقية كالصين، ونحن مازلنا نتحاور في مسائل تخطيناها من زمن بعيد.
وأشار د. عتمان إلي أن الترجمة العلمية في مصر تكاد تكون معدومة، وتساءل: كيف سنعرف علوم الذرة والفضاء؟!!، أتحدي من يريني كتباً مترجمة في العلوم، فالمسلمون في أوج حضارتهم ترجموا العلم والطب والرياضة والفلك وبنوا عليها وأضافوا لها، مع صعوبة الترجمة وقتها، فلماذا لا نقتدي بأجدادنا، ادرسوا تجربة العباسيين وترجموا العلوم.
ويري عتمان أن ترجمة العلوم في بلادنا معلومات عامة وليست متخصصة، مشيرا إلي أن أسباب المشكلة، أن الترجمة جزء من الحياة الثقافية، والسبب الرئيسي في تخلف حركة الترجمة أن الثقافة في آخر سلم الأولويات، وهذا ليس جديداً علينا بل هو ميراث قديم، فنحن نعتبر أن الثقافة زينة من كماليات الحياة، فوزارة الثقافة وغيرها مجرد لافتات تحتاج لجهد كبير للنهوض بها، كما أن آليات الطباعة تقدمت في العالم كله لكننا نستخدم آلات قديمة عتيقة علاها الصدأ، ومادامت الثقافة تعاني فسوف تظل الترجمة تعاني وكرر قوله أننا بحاجة لثورة ثقافية، والترجمة هي قاطرة النهضة.وعلقت د. سهير علي كلام الدكتور عتمان مضيفة: لقد سمي العصر العباسي بالعصر الذهبي للعلم والثقافة لأن المأمون والرشيد كانوا يزنون الكتب بالذهب.
وتحدث الكاتب والمترجم طلعت الشايب، وقال: الأرقام تشير إلي تدني مستوي الترجمة، ونحن في كل عام نقول نفس الكلام، مع أن مصر مؤهلة لتقود الترجمة في العالم العربي، لدينا تجارب مؤسسية وليست أفراداً منذ زمن، وضرب مثلاً بالمشروع القومي للترجمة، مضيفاً أنه بدون حركة ثقافية في كل المجالات تدعمها الدولة كما تدعم رغيف الخبز لن تكون الترجمة كما نتمناها، الترجمة بعيدا عن الدولة مشروع للربح تهم القطاع الخاص ومثله في ذلك مثل التاجر الذي يهتم بالربح آخر العام، أما الترجمة للدول التي تريد التقدم فهذا أمر مختلف.
ويتطلب ذلك من الدولة والكلام للشايب أن تحدد هدفها من المشروع و أرباحه الوطنية وأن تحدد أدواتها وميزانيتها، ويكون لديها مترجمون وموزعون ومطابع وأفراد يؤمنون بذلك المشروع قادرون علي إدارته، ثم ذكر أن مصر فيها أكبر عدد من المترجمين ولديها عدد هائل من أساتذة الترجمة والثقافة.
وقبل الثورة بسنة وافق الرئيس السابق علي مشروع ترجمة ب 20 مليون جنيه من ميزانية خاصة تشبه ميزانية مكتبة الإسكندرية، دون تحديد آليات، وهذا مثال علي أن العشوائية تبدأ من القرار السياسي نهاية إلي كل شيء.. وأن المجلس الأعلي للثقافة والمركز القومي للثقافة ليس لديهما رؤية أو خطة واضحة للعمل.
وعلي سبيل المثال ذكر الشايب أن مجلس مستشاري الترجمة وهو هيئة نشأت كان مقرراً أن تعقد اجتماعاً للمستشارين كل شهرين لمناقشة الحركة والخطط وإقرار الميزانيات ومتابعة العمل، لكنها لم تعقد اجتماعاً واحداً حتي قامت الثورة، وأعيد تشكيل المجلس بقرار من المشير طنطاوي مرة واحدة بعد الثورة، وهذا دليل علي أن العمل كان عشوائياً متخبطاً.
ثم ساق مثالاً آخر علي ذلك بقوله أن دار النشر كبيرة كانت أو صغيرة تعرف الآن ما ستطبعه من كتب في 2013 لكن اسأل المركز القومي للترجمة عن الخطة للترجمة فلن تجد، والعشوائية تضيع الوقت والموارد، فبلا خطة لن ننتج شيئاً، نحن نريد إدارة جيدة تدير هذا العمل، بأشخاص لا ينافقون الحكام.
وعطف علي كلامه بمثال آخر هو سلسلة الألف كتاب الثاني، فبالصدفة ستعرف الكتب التي تصدر عنها، ولا تدري هل الكتاب مترجم حديثاً أو لا؟، هل هو من مترجم متخصص أو لا؟، بينما سلسلة الترجمة التي تشرف عليها الدكتورة سهير المصادفة مثلا مشروع له خطة ورؤية، ولو كان عندك مشروع مشابه تستطيع تشكيل مشروع قومي كبير يديره من يفهمون عملية الترجمة، وهناك من خدع مبارك ليفهمه أننا نستطيع أن نصدر ستة آلاف عنوان مترجم في السنة وهذا مستحيل، واصفاً صاحب هذه الفكرة أو الإدعاء بأنه مدعي، فالجودة أهم من الكم والمنافسة بين الدول علي العدد ومن يصدر كتباً أكثر، لذلك يجب أن تكون لنا رؤية كاملة لا تعتمد علي الأشخاص بل المؤسسات لننهض.
ثم تحدث د.أنور محمد إبراهيم قائلا: أنتمي لمشروع الترجمة وعلي أن أقدمه بشكل جيد، قبل اللقاء كنت أحاور الدكتور عتمان عن انتصارنا في حرب أكتوبر، وكيف يجب أن نعيد الفضل في هذا النصر لأهله الذين لا يذكرهم أحد، فقبل أكتوبر كانت لدينا بنية تحتية منهارة في الجيش، وحتي ننهض استعنا بخبرات روسيا وكان وسيلتنا لذلك المترجمون، الذين وصلوا الليل بالنهار لنقل خبرات الروس لجيشنا، والترجمة هي ليست فقط قاطرة النهضة بل قاطرة النصر أيضاً، وقد استفدنا كثيرا من الترجمة الروسية وازدهارها في الستينيات من القرن العشرين، وكانت الترجمة بوابة لتعرفنا علي آداب مثيرة كآداب أمريكا الجنوبية.
و أضاف أنور: بالتعليم الجيد يأتي المترجم الجيد، والبداية كانت دوماً بالغة العربية والكتاب كان أمراً هاماً لكل المثقفين ومعرض القاهرة الدولي للكتاب كان له دوراً بارزاً في ذلك، ولدينا الآن العارفون باللغات الأجنبية لكنهم لا يعملون بالترجمة، لغياب منظومة ينتمي إليها المترجمون، كذلك فإن كليات اللغات تدرس الترجمة بشكل هامشي، فمثلاً كلية الألسن التي أنتمي إليها دراساتهم أدبية فقط، ولا يهتم أحد بالترجمة نفسها.
وأكد أن المؤسسة والعمل المؤسسي هام وضروري، وبصفته مترجماً للغة الروسية ومتخصص فيها ذكر أمثلة من أثر الترجمة في نهضة روسيا وتاريخها إبان عهد الستار الحديدي، فقد كانوا يستطيعون متابعة ما يحدث في العالم بالترجمة، وبعد البروسترويكا كان الجمهور الروسي متعطشاً لاستعادة النهضة الثقافية.
واختتم د. أنور إبراهيم كلامه بالحديث عن التكامل العربي في حركة الترجمة، مؤكداً أننا نحتاج لخطة عربية ومتابعة الترجمة علي مستوي العالم العربي حتي لا تتكرر ترجمة الكتب في عدة بلدان وأهمية تواصل المترجمين العرب، كما أننا نفتقد الترجمات العلمية ولو مبسطة للقارئ العادي.. مشيرا إلي أن الترجمة في مصر كان يقوم بها المثقفون القدامي ويكسبونها طابعاً أدبيا وعلمياً يجعلها تبدو كمؤلفاتهم الأصلية، وأن الترجمة عمل غير مربح للأفراد، لذلك يجب أن يكون مشروعاً قومياً تخصص له ميزانية مناسبة
واختتمت الدكتورة المصادفة اللقاء برسالة إلي جيل الشباب قائلة نحن نضع بين أيديكم المستقبل والتحدي، لنقفز فوق تقرير اليونسكو المخزي، فالخيال الإداري كان منعدماً، فنحن نطبع الكتب المترجمة العالمية كطبعة أولي أربعة آلاف نسخة لكتب حصل مؤلفوها علي جوائز عالمية، الفساد كان طاغياً في مؤسساتنا.. لكن علينا أن نبدأ الآن.
تعزيز الثقافة وتأكيد الهوية
كما شهدت المائدة المستديرة جلسة االترجمة ودورها في تعزيز الثقافة وتأكيد الهويةب شارك فيها د. أحمد محمود والشاعر رفعت سلام والكاتبة والشاعرة فاطمة ناعوت في لقاء أدارته.
وتحدث الدكتور المترجم أحمد محمود قائلا:من خلال تجربتي فإن الترجمة كان لها دور كبير في تأكيد الهوية المصرية في فترة من الفترات ، كان اهتمام الثقافة المصرية بالخارج أكثر منه داخل مصر، وكان لي عدة كتب ألقت الضوء علي الحضارة الفرعونية من خلال ترجمة كتب مهمة تؤكد أن مصر القديمة كان لها دورا كبيرا في إثراء نشر الحضارة الفرعونية في العالم أجمع.
وأشار إلي أن هناك كاتبا إنجليزيا مغمورا كتب عن مصر في بداية القرن العشرين كتابين الأول عن أقباط مصر والآخر عن المسلمين، وأهميتهما في توضيح كيف كان حال المصريين في تلك الفترة وكيف كان المسلمون والمسيحيون متحدون.. مسيحي بني جامعا وعامل مسلم ساهم في تجديد كنيسة، وحقيقة نحن أحوج ما نكون إلي الاطلاع علي هذه الفترة، وتشابك العادات والتقاليد بين المسلمين والاقباط فالشعب المصري شعب واحد له روافد عديدة، انصهرت في بوتقة واحدة، لكن للأسف حدث ما يمكن أن نسميه نكسة أو نكوصا عما كان عليه الحال من قبل، لقد كان للترجمة دورا كبيرا في التأكيد علي الهوية المصرية. و قال إن مشكلة تواجه المترجم في مصر، وهو عدم وجود قاعدة بيانات خاصة بالترجمة في العالم العربي حتي يعود لها المترجم ويعرف هل هذا الكتاب تمت ترجمته أم لا وقس علي ذلك نحن نعمل في ظل ظروف صعبة أقل ما يمكن وصفه بها إنها عشوائية.
وقال الشاعر رفعت سلام إن هويتنا متعددة الطبقات لم تبدأ بعمرو بن العاص ومحاولات حصر حضارتنا فيما بعد عمرو بن العاص هو قصور وتجني علي الحضارات الأخري، وأشار إلي أن الكثيرين في العالم ينظرون لنا علي أننا أبناء حضارة مؤثرة في التاريخ، حضارة لم تدع لنبذ الآخر وتجهيله. مشيرا إلي أهمية الترجمات و دور رفاعة الطهطاوي والدافع للترجمة هو الرغبة في اكتشاف الآخر والتواصل معه، فهناك اختلافا بين هذا الآخر والحضارة المصرية لذا فالترجمة إضافة للتراث المصري.. وتندر سلام علي حال الترجمة في الوطن العربي مشيرا إلي أن ما نترجمه في الوطن العربي أقل بكثير مما تقوم به اإسرائيلب من ترجمات حيث تنتج أضعاف ما ينتجه العرب كلهم رغم أنها كيان صغير تعتمد وتعيش علي المعونات.وأكد مازال أمامنا وقت كبير كي تحتل الترجمة مكانها اللائق بها في المجتمع المصري وهناك جهود قد تكون امكاناتها محدودة لكنها علي الأقل تؤسس لهذا الجهد الذي ننتظره في مجال الترجمة والتعريف بالآخر والتفاعل معه ومنها سلسلة الجوائز التي ترأسها الدكتورة سهير المصادفة.
و تحدثت الكاتبة والشاعرة فاطمة ناعوت التي أكدت أن النهضة التي شهدتها مصر في عصر محمد علي رغم أنه لم يكن مصريا بنيت علي التفاعل والانفتاح علي الحضارات الأخري و نحن مدينون لمحمد علي الذي أخرج مصر من شرنقة الدولة العثمانية وأرسل المصريين لينهلوا من ثقافة الغرب واستقدم الاوربيين ليعلموا المصريين.. إذن النهضة لا تعني الدعوات التي يطلقها البعض هذه الأيام عن تعريب العلوم وإنما النهضة هي أن نتعلم من غيرنا الذي سبقنا بسنوات.وأشارت ناعوت إلي أن أعظم حركة ترجمة في التاريخ هي ترجمة حجر رشيد حين ترجمه شامبليون وفك شفرة الحضارة المصرية فكان علم المصريات و يليها في رأيي ترجمة ابن رشد لأرسطو الذي نحتاج لمثله الآن وهو الذي شرح أرسطو للعالم فكان السبب في الإرهاصات التي بدأت علي أساسها الفلسفة في أوربا.
عقدت ندوة «أزمة معاهد ومراكز الترجمة في مصر» و أدارتها د. سهير المصادفة وشارك فيها: د.سليمان العطار وطلعت الشايب و د. هيثم الحاج علي و عبد السلام إبراهيم.
بدأت الندوة بأسئلة طرحتها د. سهير المصادفة.. لماذا يتجه خريجو كليات اللغات والترجمة والألسن إلي مجالات أخري كالسياحة ولا يتجهون إلي الترجمة؟ وهل هذه المعاهد تقدم خريجين علي المستوي المطلوب للقيام بالترجمة؟ وما هو الدور المنوط بمؤسسات الترجمة؟.
في البداية تحدث الكاتب والمترجم د. سليمان العطار عن أهمية الترجمة وأكد ان كل الحضارات القديمه تقدمت و ارتقت عن طريق الترجمة فهي جسر التقدم عبر كل العصور و أساس أي نهضة.
يواصل: لا ترجمه بدون خطة لابد من وجود خطة، وإلا ستكون عملية عشوائية كما يحدث الآن وستبقي فائدتها محدودة لأننا نترجم الأدب ولا نترجم العلم، ومن ثم نتحرك عكس طريق التقدم.
ومن جانبه قال المترجم د. هيثم الحاج نحتاج أن نتعامل مع الترجمة علي أنها صناعة وليست إبداع فردي ثم ندعم جهود الأفراد ونوظفها في إطار كبير وإلا تصبح الترجمة جهد مهدر لأنه يسير في اتجاه خاطئ.
واقترح أن نترجم لدول حوض النيل، ونترجم سلسلة عن إفريقيا فالتواجد هناك قد يساهم في حل مشكلات كبري ثم تحدث عن ضرورة التأكد من المستوي الجيد للمترجم.
بعدها تحدث د. طلعت الشايب عن مراكز الترجمة التابعة لوزارة الثقافة، وهي المركز القومي للترجمة وأكاديمية الفنون وهيئة قصور الثقافة والهيئة العامة للكتاب، ولفت إلي أن «قصور الثقافة» ليس لديها الأموال اللازمة لشراء حقوق الترجمة لذا فهي تعيد إنتاج الكتب القديمة، أما أكاديمية الفنون فهي بالإضافة إلي أنها تقدم ترجمة متخصصة، فإنها ترجمة موسمية، أما الهيئة العامة للكتاب فلديها مشروع الألف كتاب الذي يعتمد علي الكم وليس الكيف؛ وسلسلة الجوائز وهو المشروع الوحيد الذي له هدف وخطة واضحة، وهي ترجمة الأعمال الحائزة علي الجوائز العالمية المعترف بها؛ أما المركز القومي للترجمة الذي انشأ هام 2006 فلديه أهداف رائعة لا يختلف عليها أحد، ولكنها غير قابله للتطبيق.
من جانبه قال الكاتب والمترجم عبد السلام إبراهيم أن هناك مسئولية كبيرة تقع علي عاتق المترجم فهو يمثل المعبر الذي تمر من خلاله الثقافات بشتي علومها ومعارفها إلي ثقافة أخري؛ ليس بالضرورة لأنها تفتقر إلي تلك المعارف لكن لتطلع علي الإصدارات الجديدة في تلك المعارف الأجنبية وتتعرف علي ما وصلت إليه من جديد .
يضيف: هذا الدور يحتاج لمترجم واع ومثقف موسوعي يتقن اللغتين المترجم منها و المترجم إليها ويكون لديه القدرة علي الفهم الجيد وتأويل النص وصياغته بما يتناسب مع المعني الذي قصده المؤلف.
المشكلة الرئيسية برأي أنور إبراهيم في عملية الترجمة هي المترجم نفسه، والمشكلة ا تبدأ من التعليم وعلاقة الطالب بالكتاب والثقافة؛ فالمترجم يحتاج لثقافة واسعة، ومعلم جيد.
في مخيم الفنون :الفيلم المصري سلاح قوي للتواجد بقوة
أكد عدد من السينمائيين أنهم يواجهون أعداء الفن والتيارات المتشددة التي تحاربهم بالجمهور الذي يدعمهم، ويبقي في صفهم طوال الوقت. قال الكاتب والأديب مصطفي محرم إنه منذ بداية صناعة السينما إلي الآن، وهي تمر بأزمات متكررة، وقد كتبت مقالا عن السينما الإيرانية بعد استضافة إيران، حيث تعرفت من خلال رحلتي هناك علي السينما الإيرانية التي بدأت منذ عام 1900 بعد اختراع السينما بخمس سنوات، وهو نفس الوقت الذي بدأت فيه السينما المصرية تقريبا في ذاك الوقت مع بداية العشرينات، ورغم تقارب البدايات السينمائية بيننا وبين إيران، إلا أنها استطاعت أن تحقق تقدما مذهلا في صناعة السينما. وأشار إلي أنه عندما كتب كتاب السيرة الذاتية عن المخرج يوسف شاهين كان يعمل مقارنة ما بين الأعمال الأولي ليوسف، خصوصا الأبيض والأسود مع الأفلام الأمريكية المنتجة في نفس العام، فوجدت أن شاهين قد تفوق تكنيكيا علي الأمريكان، وفي هذه الفترة كانت السينما المصرية تواكب نظريتها العالمية في التكنيك، ولكن سرعان ما أصيبت هذه الصناعة بالشلل لعدم تدعيمها، بخلاف الدول الأخري التي تعتبر صناعة السينما صناعة استراتيجية مهمة مثل صناعة الأسلحة.
جاء ذلك في ندوة صناعة السينما.. رؤية مستقبلة، التي عقدت بمخيم الفنون والتي شارك فيها الكاتب مصطفي محرم، والسيناريست والشاعر مدحت العدل، وأداراها الناقد عبد الغني داود الذي أوضح أن السينما منذ بدايتها تعاني من مشاكل عديدة، لكن مع الألفية الثالثة تدهورت صناعة السينما، مطالبا المشاركين بوضع الحلول العملية لتبقي هذه الصناعة في مصر رائدة كما بدأت.
وقال مدحت العدل إن ارتفاع أجور النجوم تعد من أهم مشكلات السينما الآن، مشيرا إلي أن مسألة الأجور عملية نسبة وتناسب، وذكر أن أم كلثوم عندما قدمت أغنينها كنت أسامح وأنسي الآسية أخذت ثمانين جنيها الذي كان كاف لشراء سيارة في ذاك الوقت، وعرضت الشركة المنتجة علي أم كلثوم أن تأخذ نسبة من المبيعات بدلا عن الأجر، وهو ما رفضته أم كلثوم، وبعد طرح الأغنية وتحقيقها للنجاح اكتشفت أم كلثوم أنها لو حصلت علي النسبة كان يمكن أن يصل أجرها إلي 12 ألف جنيه، هذا المبلغ الكبير في هذا الوقت، فموضوع الأجور نسبي ويختلف من زمن لآخر.
وقال: هناك بالطبع مبالغة من بعض النجوم، فلا يمكن لفيلم تصل تكلفته لعشرين مليون جنيه، ويحصل بطله علي عشرة ملايين، أي نصف ميزانية الفيلم، والمنتج الجيد هو من يعلم أن الفيلم عملية متكاملة من بطل وقصة وإخراج، ولكن للأسف الآن المتحكمون في السينما ليسوا مصريين.
و.. نجيب سروروسينما الشباب والسمسمية
تحت عنوان السينما التسجيلية (المبدعون) بدأ فعاليات بعرض فيلم نجيب سرور بالتعاون مع المركز القومي للمسرح والموسيقي والفنون الشعبية.
يستعرض الفيلم مشوار نجيب سرور هذا الشاعر الكبير الذي لقب بشاعر العقل الذي طالما امتع المتلقي بشعرة وتميز بعذوبة كلماتة كما قدم سرور العديد من المسرحيات النثرية التي لاقت نجاحا كبيرا عند عرضها من أهمها »يا بهية وخبريني« عام 1967 التي قام بإخراجها كرم مطاوع وسميرامارس المقتبسة من رواية نجيب محفوظ وأيضا مسرحية الكلمات المتقاطعة التي تحولت الي عمل تلفزيوني أخرجه جلال الشرقاوي وقد نشرت الهيئة المصرية العامة للكتاب أعمال نجيب سرور كاملة في ستة مجلدات، إثنان للشعر,وأثنان للمسرح ,وإثنان للدراسات النقدية.
وتحت عنوان سينما الشباب (الموجة الجديدة) جري عرض فيلم المصلحة من بطولة أحمد السقا , وأحمد عز, وصلاح عبد الله وتدور أحداثة في أطار بوليسي و تميزت المخرجة ساندرا نشأت في تقديم مشاهد الاكشن التي أشتهرت بها
وقدم مسرح الطليعة مسرحية رحلة حنظلة من تأليف سعد اللة ونوس وإشراف مدير مسرح الطليعة محمد الدسوقي وإخراج إسلام إمام.. وهي مسرحية كوميدية تهدف الي إسقاط درامي علي الواقع الذي نعيش فية من خلال شخصية حنظلة التي يقدمها أحمد فتحي وهي شخصية مقهورة يعاني من قهر زوجتة ومديره الذي يقوم بفصلة من عمله.
وأختتم مخيم الفنون فعالياته بفقرة فنية قدمتها فرقة السويس للسمسمية بالتعاون مع الهيئة العامة لقصور الثقافة التي قدمت لوحات فنية مميزة لهذا اللون من الفن الذي يعشقة الجمهور
نهي سلامة خبيرة تنمية بشرية: اعتراف القائد بالخطأ يحوله إلي عملاق
قالت الكاتبة نهي سلامة، اعتراف القائد بأخطائه يعمق من حب الشعب له ويزيده محبة ويجعله عملاقاً في عيونهم، مؤكدةً في الوقت نفسه علي أن اختيار الشعب لشخص معين لأن يكون قائدًا أو رئيسًا لا يضفي عليه القداسة إطلاقا، ولا يجعله بمنأي عن النقد،
(صناعة القادة فن) كتاب نهي سلامة قائدة فريق (بداية للتنمية البشرية) كان محور الندوة التي تحدثت فيها وقدمها صلاح سلطان.
قالت: إن القيادات تصنع حينما تعرف كيف تحول العوائق إلي خطوات نجاح فالقيادة ليست مركزا، ولكنها قوة تأثيرك في المحيطين بك، والقائد يشبه مزارعا يرمي بذوره في الأرض في وقتها الصحيح، ويوفر لها مناخا مناسبا، ويضع لها الأسمدة فتأتي النتيجة؛ بذور تنمو وتصبح يافعة، وأخري تنمو قليلا، وثالثة لا تنبت.
وأضافت: القيادة تعلمك كيف إذا سقطت لا تنكسر، وتقف ولتستكمل في الطريق وتسأل نفسك ما هو أسوأ ما يمكن أن يحدث؟!.. لابد أن تتوقع أن الحياة تحتوي علي أشياء صعبة، ويكون لديك خبرة التعامل عن طريق التحفيز.
وحددت سمات القائد الجيد بأنه هو الذي لابد أن يلتزم بالفكرة، ويحدد المنهج، وفق قيم معينة ترتبط بالأهداف والرؤية والتكاليف والمواعيد واللوائح، وإجلال المعلمين وذكرهم بالخير.مؤكدة أن تربية القيادات تخرج إلي الحياة كوادر يتعاملون معها بنجاح، والأمة تحتاج لكثير من القاده الناجحين، وتستطيع أن تعطي لكل منهم مساحة في إطار التعاون وتوزيع الأدوار.
ولفتت إلي أن الكلمة قد تغير من حياة بعض الناس، فضلا عن أن القيادة تعني التجرد، والإخلاص، والفهم، والمسئولية، والتواضع، وصلاح الأمم يقوم علي الفكر، والرسالة، والعمل، لا بالأشخاص.
ورسمت الخبيرة خطوطا يمكن تتبعها لنجاح القائد فهو القادر علي تخريج قيادات أخري من تحت يده، ومن أهم صفاته أن يكون لديه ما يعطيه، وأن يتعلم كل ما هو جديد، وأن يتسم بالتواضع، والحكمة، والعفة، والشجاعة، وأن يمتلك روح المبادرة، والمرونة، والعدل، وأن يتمتع ببعد النظر والرؤية والمعرفة، وألا يضفي علي نفسه هالة من القداسة، وذلك بأن يعترف بالخطأ ويعتذر عنه، فالاعتذار لا يصغرك، بل يجعلك عملاقا، وأن يتواصل ويتحاور دائما مع القيادات الأصغر منه.
ووصفت القائد الذكي بمن يظهر مشاعره في الوقت المناسب للفرد المناسب بالطريقة المناسبة، ويدرك أن الحزم مطلوب، ولكن بلا قسوة، وذكرت مقولة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا.
وقالت: علي القائد أن يحرص علي سلامة قلبه ولا تكون لديه قابلية للغرور، والزهو بالذات.. والخوف من الكبر، ومراقبة نفسه، وأن نذكر أننا لا شيء بدون الله، وأن نحكّم ضمائرنا ولا نحاول تبرير الخطأ.
وعلي القائد أن يكون ملهما، وأن يجعل من حوله يشترون الفكرة، ويضيفون بصماتهم عليها، وأضافت: اصنع قائداً ولو تفوق عليك فانت لن تنسي وتفاءل بالخير تجده، والأهم أن تكون قدوة لمن حولك، وتصنع المناخ المناسب لتفوقهم، وأن تعاملهم كقادة.
وعن مهارات القائد، قالت إنه لابد أن يفهم طبيعة المرحلة ويضع القوانين والنظام الجيد، بحيث يسير العمل في وجوده وفي غير وجوده، وأن يوازن بين الاهتمام بالناس واستيعابهم، وبين الهدف المراد تحقيقه، وأخيراً أنه يكتب لفكرتك النجاح، ويبذل الكثير من الوقت والجهد من أجلها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.