أضواء على حركة الترجمة مصر فى معرض لندن تبادل ثقافى مشترك إعداد / د.هند بدارى لماذا وقع الاختيار على بريطانيا ، ضيفاً شرفياً، للدورة ال41 لمعرض القاهرة الدولى للكتاب ؟.. تساؤل يفرض نفسه على أذهان عشاق المعرفة ، مع إنطلاق فعاليات هذا العرس الثقافى السنوى الأربعاء الموافق 21 يناير/كانون الثاني 2009م ، وتأتى استضافة بريطانيا هذا العام (2009م) ، إستمراراًً للتقليد الذى إتبعه المعرض منذ دورة 2006م ، باعتبارها تمثل أهم الثقافات الغربية العريقة فى مجال الأدب والفن ، وتعد ثالث دولة أوروبية يستضيفها المعرض بعد ألمانيا وايطاليا . نماذج من الكتب البريطانية كما يرجع اختيار بريطانيا إلى كونها صاحبة تراث ثقافى عميق ومتنوع ، وتعد البلد الأم التى ترعرع فيها أعلام بارزون من رموز الحركة الإبداعية العالمية، مثل وليام شكسبير ، جون ميلتون ، جورج بيرناردشو ، توماس هاردى ،هنرى جيمس، وغيرهم من المبدعين والنقاد الذين أثروا عالم الأدب . وتعد المشاركة البريطانية تتويجا لبرنامج "الأدب والكتابة الجديدة في المنطقة العربية " الذى أطلقه المجلس الثقافي البريطاني قبل 4 سنوات، حين كانت علاقات التبادل الثقافى بين الكتاب والناشرين العرب ونظرائهم البريطانيين محدودة فى وقت إزدادت فيه اهتمامات مثقفى بريطانى ، بالقراءة عن العالم العربى بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001م. القدس وحوار الحضارات فعاليات ثقافية حول القدس وتعتبر استضافة الثقافة البريطانية فرصة لاستكمال ندوات حوار الحضارات عبر منبر المعرض الدولى من أجل فهم أفضل للأخر خاصة فى ظل الحرب الاعلامية بين اسرائيل و"حماس" التى يحاول فيها كل طرف استقطاب الرأى العام العالمى لصالحه بتسويق قضيته وفق حجته ومنطقه الخاص . ولعل ما يفسح المجال لهذه الحوارات أن هذه الدورة تطلق أول فعالية ثقافية لتنفيذ قرار الدول العربية بأن يكون عام 2009 م هو "عام القدس عاصمة للثقافة العربية"، وتزخرالدورة بأكثر من 300 ندوة ، منها ندوات عن تاريخ القدس وحاضرها ومستقبلها.بل تفتح هذه المشاركة منافذ جديدة لنشر الإبداعات العربية المعاصرة مترجمة إلى اللغات الأجنبية من خلال الاتفاق مع كبرى دور النشر فى بريطانيا وسائر دول الاتحاد الأوروبى . وتتزامن استضافة بريطانيا بالمعرض مع مناسبة ثقافية مهمة بالبلدين حيث تحتفل مصر بمرور 50 عاما على إنشاء وزارة الثقافة بينما تحتفى بريطانيا بمرور 75 عاما على إفتتاح المجلس الثقافى البريطاني في مصر. وقد أعدت بريطانيا برنامجاً ثقافياً متكاملاً للمشاركة فى أنشطة المعرض ، يعد من أكبر برامجها خارج أرضها، و يضم عدداً من المفكرين والمثقفين البريطانيين إلى جانب المتخصصين في المجالات العلمية والرياضية لجذب الجمهور. ويشتمل البرنامج على ندوات تضم كتاباً وشعراء وأدباء بريطانيين ومصريين من أجل تحقيق التفاعل الثقافى المشترك عبر إجراء حوارات بين الصحفيين وكل كاتب علي حدة بحضور الجمهور الذي سيوجه أسئلته للكاتب في ختام المناقشات، كما يلتقى كل كاتب بريطانى مع كاتب مصري للتعرف علي ملامح وثقافة القاهرة عبر إبداعاته الأدبية . أضواء على حركة الترجمة وتشمل الأنشطة البريطانية في المعرض ندوات تناقش عدة موضوعات ،منها :" الترجمة من العربية إلى الإنجليزية.. الأطر والنصوص" و"الأصوات الجديدة في الشعر البريطاني" ، وحلقات نقاشية للناشرين عن بيع وترويج الكتب في بريطانيا. ويشارك من بريطانيا أكثر من 50 ناشرا وكاتبا وأديبا وشاعرا وفنانا ،ومن الكتاب المشاركين في المعرض: مارجريت درابل، مارينا وارنر، ديفيد ألموند، مينا إلفين، بن أوكري، ميج روسوف، ليونيتا فلين، بول فارلي، سارة ماجواير، إلى جانب إحتفائه بالنشء عن طريق ثلاثة من كبار كتاب روايات النشء، هم أنتونى هوروويتز وميج روسوف وديفيد ألموند. ويتضمن البرنامج الثقافى البريطانى أيضا إحتفاليات فنية من بينها: حفل غنائي للبريطاني "أي فاجيوليني" من المقرر إقامته في دار الأوبرا المصرية، وعروض متنوعة لمسرح الشارع بالاضافة الى حفلات موسيقية وأمسيات شعرية. شعار المجلس الثقافى البريطانى ويشرف المجلس الثقافي البريطاني علي المشاركة البريطانية في المعرض بالتعاون مع عدة هيئات مثل : اتحاد الناشرين البريطانيين، معرض لندن للكتاب ، ورابطة الناشرين المستقلين، ووكالة القراءة، وتعتبر مكتبة ديوان هي المكتبة الرسمية الممثلة لبريطانيا حيث توفر أعمال الكتاب البريطانيين المشاركين في المعرض. وتتعاون شخصيات ثقافية مصرية فى برنامج ضيف الشرف، من أبرزهم الروائى بهاء طاهر ،الناقد المقيم فى بريطانيا صبرى حافظ ، الشاعر أحمد حداد ،الناقد جابر عصفور والروائية رضوى عاشور، بالإضافة إلى عدد من أبرز الكتاب البريطانيين، منهم "بن أوكرى" الحائز على جائزة "البوكر" ، أنتونى هوروتيز ، دايفيد ألموند وجمال محجوب السودانى الأصل. وفى السياق نفسه ، يشهد البرنامج الثقافى الدولى بالمعرض مناقشات ساخنة حول تسويق الكتب المصرية والعربية بالأسواق الخارجية ،أنماط العلاقة بين الناشر المصرى والأجنبى ،تنشيط حركة الترجمة للإنتاج العربى ، وحوار الثقافات بين نخبة من الحاصلين على جوائز عالمية ، ورجال السلك الدبلوماسى الذين يمثلون بلادهم ، والمتخصصين فى صناعة النشر والتأليف والترجمة والطباعة والتوزيع من كبريات دور النشر فى أوروبا والعالم العربى . مصر فى معرض لندن صورة من دعوات معرض لندن للكتاب وكانت مصر بين الدول العربية المشاركة فى أنشطة معرض لندن للكتاب الذى إستضاف العالم العربى خلال 14 و16 أبريل/ نيسان 2008م لمدة ثلاثة أيام في قاعة "إيرلز كورت" للمعارض ، وشارك فى افتتاحه عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية وشخصيات بريطانية شهيرة منها رئيس الوزراء البريطانى جوردون براون . ويعتبر معرض لندن الدولى للكتاب من أشهر المنتديات العالمية التي تضم المؤسسات المتخصصة في بيع الكتب ودور النشر من كل أنحاء العالم ، ونحو 23 ألف من أعضاء الجمعية العالمية للنشر، بل إنه من أكبر أسواق الكتب ،غير المخصصة للبيع الفردي، حيث تتيح توقيع عقود بيع الكتب بين دور النشر نفسها، وتوزيعها وترجمتها من لغة إلى أخرى. وقد شاركت مصر في فعاليات معرض لندن بجناح كبير ضم نحو 25 ناشراً مصرياً من القطاعين العام والخاص علي رأسهم هيئة الكتاب ، المجلس الأعلى للثقافة ، دار الكتب والوثائق القومية ، الهيئة العامة لقصور الثقافة ، مكتبة الإسكندرية ، والجامعة الأمريكيةبالقاهرة . ونظمت مصر على هامش فعاليات المعرض ندوة بعنوان " الترجمة وحوار الحضارات " ، فى حين نظم المجلس الثقافي البريطاني علي مدي أيام المعرض مجموعة من الندوات حول قضايا مهمة مثل : حوار الحضارات ، الترجمة ودورها في تواصل الثقافات، وصياغة اتفاقيات حقوق الطبع والنشر في البلدان العربية .كما نظم "المقهى الثقافي" التابع لرابطة الكتاب في العالم لقاءً مع الروائى الشهيرعلاء الأسواني ،ألقى الضوء على النجاح الذي حققته روايته التى تحولت الى فيلم سينمائى "عمارة يعقوبيان"،و ترجمت الى 21 لغة منها الانجليزية . قاعة إيرلز كورت بمعرض لندن وقد إحتفى البرنامج الثقافى لمعرض لندن بقوة وتنوع الأدب العربي من خلال عقد ندوات وورش العمل، تسعى إلى تشجيع التعاون بين الناشرين والمترجمين العرب والبريطانيين. و تعريف الجمهور البريطاني بالتيارات المعاصرة للأدب العربي ، واشتمل على مبادرات تستهدف تدريب ناشرين بريطانيين وعرب على كيفية اجتياز الحواجز الثقافية واللغوية والاقتصادية.كما شهدت العاصمة البريطانية 20 ندوة خلال المعرض حول الثقافة العربية، حظيت بتغطية مكثفة من الصحف البريطانية ، ولاقت اقبالاً واسعاً من ابناء الجالية العربية والاوساط الثقافية والاعلامية البريطانية. و ساهمت المشاركة العربية فى الاطلاع على تقاليد الأدب في مختلف أنحاء العالم، خاصة الأدب العربي، الذى يمثل تحدياً مشوقاً للمفكرين البريطانيين بسبب صعوبة اللغة وتميز الاسلوب الأدبى علاوة على إتاحة الفرصة للناشرين العرب لترويج كتبهم في أرجاء العالم خلال فترة المعرض. وفى الإطار نفسه ،أسس المجلس الثقافي البريطاني موقعاً إلكترونياً هو، www.britishcouncil.org/newarabicbooks، يستهدف ترويج الأدب العربي المعاصر من خلال دور النشر البريطانية . تبادل ثقافى مشترك وتمثل اللقاءات الثقافية المصرية البريطانية خلال منتديات معارض الكتاب امتداداً للعلاقات الثقافية والعلمية التى ازدهرت فى السنوات الأخيرة بين البلدين من خلال برامج التبادل الثقافى وتشجيع عادة القراءة فى عصر الدش والانترنت حيث يتعاون المجلس الثقافي البريطاني مع جمعية الرعاية المتكاملة ومكتبات مبارك فى إقامة عدد من ورش العمل حول تطوير القارئ بمشاركة المكتبات المصرية العامة وأمناء مكتبات المدارس لإبتكار طرق عملية تجذب القراء كما تقدم الحكومة المصرية منح لبريطانيا فى صورة دورات تدريبية من الجامعات والمعاهد المتخصصة . بينما توفرالحكومة البريطانية منح لدراسة التنمية المستدامة، البيئة، وحقوق الإنسان للسادة الدبلوماسيين. إلى جانب عدد غير محدود من المنح الدراسية لطلاب (الجامعات المعاهد المدارس) بالمجلس البريطاني بالقاهرة ، هذا فضلا عن تأسيس جامعة بريطانيا بمصر (BUE) رسمياً في 22 مارس/اّذار 2006 م ، وتنظيم مشروع مشترك بين وزارة التربية والتعليم والمجلس الثقافى البريطانى لمدة ثلاث سنوات من مايو /اّيار 2005 إلى مايو/اّيار 2008 م ، ومن أهم أهدافه تنشيط التبادل الثقافي بين المدرسين والتلاميذ المشاركين في المشروع من مصر والمملكة المتحدة وسائر الدول إقليميا ، و تشجيع المدرسين على إدارة العملية التعليمية بطرق متطورة من خلال مشروعات وأنشطة يقوم بها الطلاب في البلدين. قاعة الندوات الرئيسية بمعرض القاهرة وتستمر فعاليات الضيافة بمعرض القاهرة الدولى حتى 5 فبراير/شباط 2009م ، بمشاركة 27 دولة منها 16 دولة عربية إلى جانب مصر نظير 11 دولة أجنبية ، و يضم المعرض 765 ناشراً ، بينهم 528 ناشراً مصرياً ، و185 ناشراً عربياً مقابل 52 ناشراً أجنبياً . كما يشتمل على 769 جناحاً ،ونحو 15 سرايا ، يزوره نحو مليونى شخص كل عام. وينتظر زائرو المعرض الاستمتاع بثمار مد جسور التواصل بين كتاب ومبدعى مصر وبريطانيا .