د. سعيد عبدالعظيم قد نعاني من الانفلات الأمني والإعلامي بل والقضائي وتنتشر البلطجة وأعمال العنف والتخريب ويحاول البعض الانقلاب علي الشرعية والشريعة وتسييس القضاء ويظهر ما أسماه البعض بمهرجان البراءة للجميع بعد ثورة المفترض أنها قامت للقضاء علي الطغاة والمفسدين!!!!! ظ وقد تشتد الأزمات مثل أزمة السولار وغلاء الأسعار ويطل النفاق برأسه ويكون الاستهزاء والاستخفاف بأهل الإيمان وتنقلب الموازين والمعايير وتتوالي الاتهامات ليس فقط لمشروع النهضة والرئيس والحكومة والنائب العام بل تمتد للإسلام وأهله. ل هذه الصورة التي يراها البعض سوداوية كئيبة لا نراها نحن كذلك إذ لا يجوز اليأس أو القنوط من رحمة الله "إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون" ل ونحن نمر بمرحلة انتقالية وفارقة في عمر التاريخ لابد فيها من مراعاة السنن والسير وإذا كان البعض يقول إن عقارب الساعة لن تعود إلي الوراء فأنا أقول إن الفارق كبير بين هذا العصر وغيره من العصور السابقة ولو نظرنا إلي السنن الشرعية والكونية لوجدنا أنه بعد اشتداد الظلام يأتي الصبح والفجر وأن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا وفي الحديث (بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا)، (من عادي لي وليا فقد آذنته بالحرب) ولا طاقة لأحد بحرب الله وفي يوم الأحزاب ومع اشتداد الخوف والجوع والبرد كانت البشارة بفتح ملك كسري وقيصر. ل ولما أتي خباب بن الأرت إلي النبي - صلي الله عليه وسلم - يقول له: ألا تستنصر لنا ألا تدعو لنا فقال له النبي - صلي الله عليه وسلم - كان من منكم من قبل يؤتي بالرجل ويحفر له في الأرض ويؤتي بالمنشار فيوضع فوق رأسه ما يصرفه ذلك عن دينه أبداً وكان يمشط بأمشاط الحديد ما بين لحمه وعظمه ما يصرفه ذلك عن دينه أبداً والله ليتمن الله هذا الأمر حتي يسير الراكب من صنعاء إلي حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب علي غنمه. لقد أيقنا أن الله لا يضيع أهله وأولياءه وأن النصر عقبي الصابرين وأن الله لا يضيع أجر المحسنين وأن العاقبة للمتقين وأنه متي اعتصم المؤمن بحبل الله المتين وذكره الحكيم وصراطه المستقيم وواجه البلاء بالصبر والاحتساب فعاقبته في الدنيا قبل الآخرة إلي خير، فمن كان الله معه فمن عليه؟ معه الفئة التي لا تُغلب والحارس الذي لا ينام والهادي الذي لا يضل قال تعالي: "إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون" وقال "ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب" فلو كادتك السموات السبع والأرضون ومن فيهن وكنت علي تقوي لله لجعل الله لك من بينهن فرجاً ومخرجاً.. هذه الدعوة دعوة عالمية ولابد أن يصل الأمر إلي منتهاه والمستقبل للإسلام بغلبته وظهوره علي الأديان كلها ولتعلمن نبأه بعد حين.. قال تبارك وتعالي "تبارك الذي نزَّل الفرقان علي عبده ليكون للعالمين نذيرا" وقال "إن هو إلا ذكر للعالمين ولتعلمن نبأه بعد حين".. كان الكل يؤذي بمكة بمن فيهم رسول الله -صلي الله عليه وسلم- وتتوالي البشارات القرآنية تخبرهم بعالمية الدعوة , يقول تعالي "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" وقال "حتي إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين".. وهذه النصوص ليست مقصورة في تطبيقها علي أقوام بعينهم بل تتعداهم إلي غيرهم ممن سار علي طريقهم ونهج نهجهم قال تعالي "وكان حقاً علينا نصر المؤمنين" كان شيخ الإسلام ابن تيمية يردد هذه الآية الكريمة في الحرب مع التتار ويقول تحقيقاً لا تعليقاً فكل مؤمن له حظه من نصر الله وذلك علي قدر إيمانه ويقينه.. ومن عجائب التدبير أن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر وبأقوام لا خلاق لهم كما ورد في الحديث ومضت السنن بأن تدبير الفجرة تدميرهم وكيدهم دائما يرتد إلي نحورهم وفي ذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (إذا أراد الله إظهار دينه أقام له من يعارضه فيحق الله الحق بكلماته ويقذف بالحق علي الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق) فنحن نستبشر بأن الشريعة ستطبق بإذن الله وأن الله سيُدخل هذا الدين كل بيت مدر أو وبر بعز عزيز أو بذل ذليل عزاً يعز الله به الإسلام وذلاً يذل به الكفر، قال تعالي " هو الذي أرسل رسوله بالهدي ودين الحق ليظهره علي الدين كله ولو كره الكافرون" وسئل رسول الله - صلي الله عليه وسلم - القسطنطينية تفتح أولا أو رومية؟ قال: القسطنطينية تفتح أولاً. ل وقد تم الفتح الأول بعد ثمانمائة سنة من إخبار الصادق المصدوق وسيتحقق الفتح الثاني بإذن الله وهو رومية عاصمة إيطاليا اليوم ولتعلمن نبأه بعد حين.. سننتصر بإذن الله علي اليهود ويُفتح بيت المقدس وسينطق الحجر والشجر فيقول: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي تعالي فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود، وهذا يستلزم أن يعود المسلمون أقوياء في معنوياتهم ومادياتهم وسلاحهم.. ومسيرة آلاف الأميال تبدأ بخطوة واحدة ولله أوس آخرون وخزرج والحمد لله رب العالمين. ل