هل تدخلت أمريكا فعليا للقضاء علي الانقلاب التركي علي أردوغان؟ هل حقا لجأ أردوغان إلي القاعدة العسكرية الأمريكية الموجودة في جنوبتركيا (انجرليك) وطلب دعم أوباما (بحسب الواشنطن بوست)؟ هل انطلقت من قاعدة (انجرليك) مباشرة 12 طائرة إف 16 حلقت في سماء أنقرة واسطنبول، وأسقطت بالفعل 25 مروحية للجيش التركي، تحمل جنودا وقادة، لتقضي علي أكثر من 800 جندي و50 ضابطا من وحدات الجيش التركي؟ الصور المنتشرة في وسائل الإعلام (مصدرها بالتأكيد حزب أردوغان العدالة والتنمية).. صور جنود الجيش التركي عرايا معصوبي العينين، مكتوفي الأيدي.. صور مواطنين أتراك يذبحون جنديا علي مضيق البسفور..50 جنديا آخرين، يرفعون أيديهم في الهواء، معلنين الاستسلام... خوذات الجنود وملابسهم ودباباتهم وأشلاؤهم متناثرة علي امتداد البسفور.. صور مهينة وجارحة لا يقبلها إنسان لجيش بلاده، لكن أردوغان (العائد تحت حماية أمريكية) يصفهم (بالإرهابيين)..! لا يمكن الحديث عن الديمقراطية.. ولا يمكن الحديث عن السيادة في ظل قواعد أمريكية في منطقة الشرق الأوسط (79موقعا عسكريا.. في تركيا وحدها 26 موقعا عسكريا أمريكيا، أهمها قاعدة انجرليك الجوية بالجنوب التركي) قواعد عسكرية هي جيش صريح يحكم ويتحكم، يحمي ويمنح الشرعية لأنظمة مستبدة ومتطرفة، طالما تخدم مصالحه وأطماعه... ما حدث في تركيا أمس، يعني بوضوح، أن أمريكا داعم رئيسي لجماعات النصرة وداعش.. وداعم رئيسي لجماعة الإخوان المسلمين، وداعم رئيسي لكل جماعات الإرهاب بالمنطقة...