سادت مخاوف قوية، اليوم، في تركيا من وقوع انقلاب جديد، بعد إعلان السلطات التركية فشل محاولة الانقلاب. وحذرت الرئاسة التركية على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» من إمكانية «تنفيذ محاولة انقلاب أخرى في أي وقت». وبعث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان برسالة نصية عبر الهاتف إلى الشعب يطالبه بالذود عن الديمقراطية والسلام، وفق وكالة «رويترز». وحملت الرسالة توقيع أردوغان باسمه كاملاً، ودعا فيها أيضاً الشعب إلى النزول للشوارع في مواجهة «فئة قليلة». تزامن ذلك مع خوض القوات الموالية لنظام أردوغان معركة، أمس، لسحق ما تبقى من القوات التي شاركت في محاولة الانقلاب العسكري. وأعلن بن علي يلدريم، رئيس الوزراء التركي مقتل أكثر من 256 شخصاً، وإصابة 1440 آخرين في أعمال العنف التي اندلعت في وقت متأخر مساء أمس الأول الجمعة، بعد أن حاولت القوات المشاركة في الانقلاب السيطرة على السلطة باستخدام الدبابات وطائرات الهليكوبتر الهجومية التي هاجم بعضها مقر المخابرات التركية والبرلمان في أنقرة، بينما سيطر البعض الآخر على جسري مضيق البوسفور في إسطنبول. وذبح بعض أنصار أردوغان أحد الجنود بعد أن سلم نفسه وسلاحه على جسر البسفور، واعتدوا بالضرب والإهانة على جنود آخرين، وفق وسائل إعلام عربية وأجنبية. وشهدت مختلف أنحاء تركيا حملة اعتقالات واسعة شملت حوالي 1563 عسكرياً، وجرى عزل 2745 قاضياً من وظائفهم عقب محاولة الانقلاب. وأعلنت وزارة الداخلية اليونانية اعتقال 8 رجال كانوا على متن طائرة هليكوبتر عسكرية تركية هبطت في مدينة أليكساندرو بوليس شمال اليونان في منتصف النهار أمس. وأضافت الوزارة أن المعتقلين الثمانية طلبوا اللجوء السياسي. وأكد مسئول عسكري أمريكي توقف الطلعات الجوية العسكرية من قاعدة أنجرليك التركية ضد مواقع تنظيم «داعش» في سوريا والعراق. وقال إن السلطات التركية منعت السماح للطائرات المشاركة في الحرب على التنظيم المتشدد بالإقلاع، مضيفاً أن السلطات الأمريكية تبحث عن تفسير لهذا القرار التركي الذي جاء عقب إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما دعمه الكامل لنظام أردوغان. قالت صحيفة معاريف اليمينية الإسرائيلية، إن الانقلاب العسكري الذي شهدته تركيا ما هو إلا مؤامرة نفذها أردوغان ليصبح الحاكم الوحيد بلا أي استثناءات. ووصف مراسلها في أنقرة «درور زئيفي» المتخصص في الشأن التركي، الأحداث التي شهدتها تركيا بأنها «لحظات فوضى كبيرة»، مضيفاً أن تركيا شهدت عدة انفجارات وإطلاق نار، واعتبر أن ما حدث فصل في غاية الأهمية في تاريخ تركيا، ونهاية لمرحلة طويلة للغاية، فمنذ عهد كمال أتاتورك إلى الآن أعاد الجيش تركيا في كل مرة لمسار الدولة العلمانية الموالية للغرب وما حدث في رأيي هو المحاولة الأخيرة من وجهة نظري للجيش في محاولة الحفاظ على التراث الأتاتوركي، وإعادة تركيا إلى المسار الذي حدده.
