عظيم يا سيادة الرئيس أنك كرمت السادات والشاذلي في ذكري 6 أكتوبر.. فهما يستحقان ذلك وأكثر.. لكني كنت أتمني تدارك ما فاتك في ذكري 32 يوليو وتكرم أيضاً الرئيس محمد نجيب، الذي ناله من الظلم ما لم ينله زعيم مصري في التاريخ ، وممن ؟! من الذين غامر بحياته وقبل أن يتصدر مسيرتهم ويحميهم ويحمي حركتهم.. ولولاه ما انضمت باقي ألوية وقطاعات الجيش للثورة.. بل ولحدثت حرب داخلية في قواتنا المسلحة.. ولما أيد الشعب بكل طوائفه »الحركة المباركة للضباط الأحرار« الذين كانوا شباباً صغاراً لا يعرفهم أحد ولا يقبل عسكري أو مدني أن يحكموا مصر.. بعكس نجيب الذي كان قائداً ولواء مشهوراً بالجسارة والاستقامة وبالتصدي لفساد الملك فاروق وحاشيته.. وعلي مدي أكثر من عام بعد 32 يوليو لم يكن أحد في مصر ولا في العالم كله يعرف إلا نجيب، وحركة الجيش بقيادة نجيب.. لكن ما إن استقرت الأمور للحركة وقال محمد نجيب لقادتها: »الآن انتهي دورنا ويجب أن نسلم السلطة لحكومة مدنية نظيفة ونعود لثكناتنا« حتي انقلبوا عليه، بعد أن ذاقوا حلاوة السلطة، وجرجروه من مكتبه في قصر عابدين إلي »معتقل« الإقامة الجبرية في المرج، بين الكلاب والقطط، والإذلال اليومي من حراسه، وقطعوا صلته نهائياً بأسرته وبالعالم الخارجي، حتي الصحف والراديو الترانزستور، ومنعوه من تشييع جنازة ابنه خوفاً من التفاف الشعب حوله!! ولما حدث العدوان الثلاثي في 6591 خاف عبدالناصر من أن يصل الانجليز لنجيب في المرج ويعيدوه للحكم في قصر عابدين، فنفاه في سيارة مصفحة ومغلقة إلي منزل ريفي في طهطا بسوهاج يملكه ضابط في بطانة عبدالناصر!! ثم ظل في معتقل المرج حتي جاء السادات وأفرج عنه. سيادة الرئيس مرسي: باسم الشعب والرأي العام المصري، أرجوك ابحث عن »بقايا« أسرة نجيب، واصدر أمرك بنقل رفاته إلي جوار السادات، في احتفال شعبي ورسمي مهيب، نكرم فيه هذا الزعيم البطل، وأسرته، ونمسح ذكري سنوات طويلة من الظلم والقهر والإجرام.. وأنت شخصياً وحزبك عانيتم منها ما يُشيب رؤوس الولدان!!.. أعانك الله وسدد خطاك.