جزيرة «هيسا».. واحدة من أروع قرى مصر الجميلة فى أسوان جزيرة «هيسا» بين السد العالي وخزان أسوان ليست فقط من أشهر المقابر الفرعونية الخاصة بالكهنة والكاهنات،ولكنها أيضا واحدة من أروع القري النوبية التي استطاع أهلها حمايتها من كل مصادر التلوث لتصبح المفضلة لقلوب محبي الطبيعة والسفاري والمغامرات. تعود قصة «هيسا» إلي عهد الأسرة السابعة أيام أجدادنا الفراعنة، وجاءت التسمية علي اسم «هيسا» أهم ملوك هذه الأسرة، واستخدمها المصريون القدماء كمصدر للأخشاب والحجارة التي يتم نقلها عبر النيل لبناء هرم سقارة، وخصصوها لتصبح مقبرة للكهنة والكاهنات نظراً لموقعها الفريد جنوب البلاد وعدم وجود أي وسيلة للوصول لها سوي النيل فكانت تعتبر مستقر الراحة لراحلين عن الدنيا،فقد كانت ولازالت وسيلة الوصول لها هي المراكب. يقطن بالجزيرة 8 قبائل نوبية وتعد من أندر القري التي لم يتركها اهلها عقب بناء السد العالي مع غرق كل القري النوبية،حيث انتقل الأهالي إلي منطقة أعلي من مستوي النيل علي نفس الجزيرة، ليبدأوا من عليها حياتهم من جديد، وتمكن شباب «هيسا»خلال السنوات القليلة الماضية من جعلها مقصداً مهما للسائحين،خاصة عشاق المغامرات والطبيعة، بعد أن استغلوا حياتهم الطبيعية في تهيئة الجزيرة بأماكن للتخييم ومطاعم بيئية علي النيل مباشرة، وساعدهم في ذلك التناسق البديع لتوزيع منازلهم البسيطة علي صخور الجبل الصغير، في حين يحيط بها النيل والجبل من كل الاتجاهات، كما زينوها بألوان زاهية تخطف الأبصار، ولا يوجد في الجزيرة مصنع او مخبز، ويعتمد الأهالي علي الطبيعة فيتم عمل الخبز في المنازل،و لازال الأهالي يستخدمون الزير و«القلل» في حياتهم اليومية، كما يعتمد معظم سكانها علي صناعة الفخار والحلي النوبي، بجانب انتشار زراعة اللوبيا والبازلاء والبامية. وبالرغم من انهيار السياحة خلال الخمسة أعوام الماضية إلا أن الجزيرة لا تزال مقصدا مهما للسائحين العاشقين للمغامرات، كما انها أصبحت تجذب شباب المحافظة نفسها وأصدقاءهم من بقية المحافظات لعيش تجربة السفاري التي لطالما شاهدوها بالأفلام الوثائقية،فتتحقق امامهم علي الطبيعة في واحدة من أجمل جزر أسوان علي الإطلاق الامر الذي دفعهم إلي إعلان حملة لإعادة تزيين منازل الجزيرة فقاموا بطلاء المنازل من جديد بأزهي الالوان تعبيرا عن عشقهم لهذه الجزيرة.