أثيوبيا دولة كبيرة و مهمة لمصر!! ومنذ أيام رحل فجأة رئيس وزرائها ميليس زيناوي، الذي كان الرجل القوي لهذا البلد العريق لنحو 02 عاماً.. قاد زيناوي حملة دول النيل لإعادة تقسيم مياه النهر بين دول المنبع والمصب فيما يعرف باتفاق عنتيبي عام 0102 وكان بمثابة »رأس الحربة« التي تقود باقي الزعماء للتمرد علي الاتفاقيات. ومع ذلك.. كان زيناوي شخصية محترمة يملك تاريخاً من النضال، فقد ولد عام 5591 في مدينة »أداوا« الواقعة علي مرتفعات اثيوبيا الشمالية حيث ينبع النيل لأسرة من الطبقة المتوسطة، نجحت في إلحاق ابنها بكلية الطب، لكنه قرر هجر الدراسة في السنة الثانية لينخرط في صفوف المتمردين علي الحكم الشيوعي. وبالفعل.. نجح المتمردون وبينهم د.زيناوي كما كانوا يطلقون عليه، في الاستيلاء علي الحكم عام 1991، ليظل هو الرجل القوي وصقر الصقور في اثيوبيا. وكما كان متوقعاً.. لم يفسد زيناوي، بل فضل الحياة بمنزل صغير بناه فوق ربوة تتوسط أديس أبابا مع زوجته السيدة أزيب ماسفين، وأنجبا في هذا المنزل أطفالهما الثلاثة الذين يتعلمون بإحدي المدارس الحكومية مع باقي أطفال الشعب. وقررت مصر المشاركة في جنازة زيناوي بوفد رسمي رفيع المستوي كما قرر د. محمد مرسي، ومع ذلك أري أن هذا التمثيل الرسمي لا يكفي، ومن الواجب أن ينطلق وفد شعبي مواز للمشاركة في تقديم العزاء للشعب الاثيوبي الذي تربطنا به رغم كل شيء روابط الدين »المسيحي والاسلامي« والتاريخ.. والأهم أننا نشرب من نهر واحد.