في الوقت الذي تخوض قواتنا المسلحة العملية العسكرية «حق الشهيد» في سيناء وتوجه أقسي الضربات لعصابة الارهاب الاجرامية.. يكشف لنا حادث الواحات المؤسف عن حقيقة أخري ينبغي ألا نغفلها وهي أن الجهود مازالت تبذل من عصابات الارهاب والقوي المعادية لخلق جبهة أخري علي حدودنا الغربية. التحركات المحمومة من جانب العناصر الارهابية والمتطرفة مستمرة لتهريب ومباشرة النشاط الاجرامي كما أكد الرئيس السيسي لوزيرة خارجية المكسيك شارحا الظروف التي وقع فيها الحادث المؤسف. حيث لم يتوقف النشاط الارهابي لاختراق حدود تزيد علي ألف كيلومتر، وحيث يتزايد نشاط هذه الجماعات منذ الضربة التي تلقتها بسقوط حكم الاخوان الفاشي في 30 يونيو. ولا نقول لذلك لتبرير أي خطأ وقع، أو للتخفيف من صدمة سقوط ضحايا من أبناء الوطن ومن أبناءالشعب الصديق «المكسيك». ولكننا نقول ذلك لكي لا ننسي حجم التحدي الذي نواجهه، ولا قسوة المعركة التي نخوضها ضد إرهاب حقير يجد - للأسف الشديد - من يدعمه من القوي الخارجية والإقليمية.. بل وبعض الأنظمة العربية أو التي تدعي الانتساب للعروبة!! لا ينبغي مطلقا أن ننسي شراسة المعركة التي نخوضها جميعا ضد الارهاب الذي يحاول حصارنا من الشرق والغرب، ولا يتوقف عن اشاعة الدمار ومحاولة إيقاف أي جهد لبناء الوطن. قواتنا المسلحة تواجه بشراسة وتضرب بقوة، لكن المعركة هي معركة الوطن كله. والتنسيق بين أجهزة الدولة وبين كل القوي الفاعلة وجميع التيارات أمر ضروري. والتصرف علي أننا في حالة حرب حقيقية يفرض علينا جميعا أن نكون جبهة واحدة لان الخطر لن يستثني أحدا!! النقطة الثانية التي ينبغي أن نتوقف عندها، هي أننا لا يمكن أن نغمض عيوننا عما يجري علي الجانب الآخر من الحدود. وإذا كنا قد اتخذنا العديد من الخطوات لتأمين حدودنا، فإن ما يجري في الدول المجاورة لا يمكن تجاهله. وقد سبق أن أكدنا تأييدنا للحل السياسي الذي يحافظ علي وحدة ليبيا ويمنع تقسيمها، لكننا لا يمكن أن نتغافل - تحت أي ظرف - عن خطر تواجد عصابات الارهاب الإخواني والداعشي بالقرب من حدودنا، ولا عن سيطرة هذه العصابات علي مدينة «سرت» ولا عن تدفق الإرهابيين من الأقطار الأخري لتكوين قاعدة للارهاب في هذه المنطقة، ولا عن معسكرات للتدريب وطرق لتهريب السلاح. نحن نعاني مما فعلته أمريكا ودول الاطلنطي حين اسقطوا الدولة «وليس النظام» في ليبيا، ثم تركوها للفوضي، ورفضوا - حتي الآن - أن يتصدوا للإرهاب في ليبيا، ليستنزفوا دول المنطقة ويفرضوا مخططاتهم عليها.. أو هكذا يأملون. بالنسبة لنا.. الحرب هي حرب وجود نأمل في حل يعيد الوحدة والسلام لشعب ليبيا الشقيق.. لكننا لن نسمح للارهاب بأن يهدد أمننا أيا كان مصدره، ومهما كانت القوي التي تسانده. معركة «حق الشهيد» التي نخوضها علي الحدود الشرقية ، نخوضها أيضا علي الغربية، وفي كل شبر من أرض الوطن يتهدده الخطر،و .. إسلمي يا مصر.