لن تكون حربنا ضد الإرهاب بعد عملية «لنش» البحرية شمال دمياط كما كانت قبلها!! هذه العملية لا تعنى فقط أن عصابات الإرهاب قد جن جنونها بعد الضربات التى تلقتها داخل سيناء وخارجها. ولكنها تعنى أيضا أن الدول وأجهزة المخابرات الأجنبية التى تدعم هذه الجماعات الإرهابية قد دخلت معنا رحلة جديدة من المواجهة. وبالتالى فإن علينا أن نطور استراتيجياتنا فى هذه الحرب المصيرية، وأن نكون جاهزين تماما لحسم المعركة، دون أى تردد، ودون أى حساب إلا لسلامة الوطن. وللتوضيح.. هذا هو التطور الأخطر حتى الآن فى العمليات الإرهابية. ولولا شجاعة وجاهزية جنودنا البواسل الذين خاضوا معركة شرسة ضد الزوارق المهاجمة لكانت النتائج أسوأ بكثير!! وأظن أن هذه ستكون واحدة من معارك البحرية المصرية التى لن تنسى، والتى تذكرنا بمعارك إيلات وغيرها من المعارك الحاسمة والشُّجاعة. الشهداء الذين سقطوا فى هذه العملية من رجال البحرية، كتبوا مع زملائهم من المصابين أو الذين نجوا وخرجوا بحمد الله سالمين.. صفحة جديدة فى تاريخ قواتنا المسلحة، وكشفوا -وهذا هو المهم- اتساع المؤامرة على مصر. فالعملية التى تمت لا يمكن أن تقوم بها عصابة من الإرهابيين وحدهم، مهما كانت إمكانياتهم. هذه عملية شاركت فيها دول وخططت لها أجهزة مخابرات قوية. لا شك فى أن نتائج التحقيقات سوف تضعنا أمام حقائق جديدة عن حجم التآمر على مصر، والأطراف المشاركة، وكيفية التعامل معها سواء كانت داخل مصر أو خارجها!! شخصيا أتمنى أن لا تكون هناك أطراف عربية رسمية متورطة فى الحادث، لأن عقابنا سيكون شديدا.. وأرجو أن يكون ذلك واضحا لمن يملكون السلطة فى غزة، أو من يملكون المال وقنوات التليفزيون فى الدوحة، أو من لا يملكون إلا الجهل والتخلف، ويحاولون إشعال الحرائق على حدود مصر.. سواء من الغرب فى ليبيا، أو من الجنوب فى السودان، أو من الشرق حيث ترفع رايات «الأقصى» لكى تكون عطاء لمن يرتكبون أبشع الجرائم ضد مصر وجيشها وشعبها الذى اعتبر فلسطين قضيته التى لا يمكن التخلى عنها، حتى لو تخلى عنها «الأشاوس» الذين يوجهون بنادقهم إلى صدورنا وهم يقدمون التعهدات بحفظ أمن إسرائيل، والبقاء فى خدمتها، معتبرين ذلك نصرا للإسلام الذى يرفعون رايته زورا وبهتانا!! ننتظر نتائج التحقيقات الرسمية التى ستحدد المسؤولية وكيفية المواجهة. ولكننا نتوقف عند بعض النقاط الجوهرية التى ينبغى أن نضعها جميعا أمامنا: * يستوقف النظر أن بعض الدوائر الأمريكية قد بدأت تتحدث عن واقعة «لنش البحرية» التى وقعت على بعد 40 ميلا شمال دمياط، على أنه قد وقع بالقرب من قناة السويس، التى تبعد ما يقرب من مئة كيلومتر عن الحادث، والتى لا علاقة لها بما وقع!! * ويستوقف النظر أيضا التزامن بين موقعة دمياط البحرية، ونشاط يائس لبقايا الإرهاب فى سيناء، ولبواقى «الإخوان» وهم يمارسون الانحطاط بوضع المتفجرات فى محطات المترو، أو على قضبان السكك الحديدية، أو بإحراق أوتوبيس نقل عام.. لكى يقولوا إنهم ما زالوا جزءا من إرهاب يستهدف الوطن، وأنهم و«الدواعش» إخوان.. فى خدمة من يخطط، ومن يدفع، ومن يتوهم أن مصر ستخضع لهذا الإرهاب!! * ويستوقف النظر أيضا أن يكون هناك فى مصر من لا يدرك أننا فى حالة حرب حقيقية، وأن انتصارنا فيها ضرورة حياة.. والباقى تفاصيل لا ينبغى مطلقا أن تعوق توحدنا فى مواجهة الخطر. إنقاذ الوطن قبل كل شىء.. والباقى تفاصيل!!