غريبة هي حكاية بنك مصر مع ماكينات صرف النقدية.. رغم كثرة فروعه الا أنه «بخيل جدا» في معظم الفروع .. هل هو الإهمال؟ نحن شعب يعشق الإهمال.. يتواطأ مع السلبية.. يهوي البلطجة في العمل وفي الشارع.. أستاذ في خرق القوانين.. العافية والصوت العالي أو الرشوة هي سبيلنا لتخليص المصالح.. وهذا هو مكمن الخطر بعد 25 يناير.. بعد وقوع حادث التفجير أمام دار القضاء العالي مساء الاثنين بحوالي 5 ساعات نزلت إلي نفس المكان.. كالعادة مزدحم يمتلئ بمئات الأشخاص.. دوشة وضجة وكأن شيئا لم يحدث.. دلفت إلي مترو الأنفاق واسترعي انتباهي رجل يحمل جوالا ويخرج به من المحطة.. سألت نفسي.. طب ازاي.. ضابطان وعساكر كتير في المحطة.. وتذكرت علي الفور قبل نحو أسبوع كنت علي رصيف حلوان - المرج وشاهدت «كيسا أسود» أسفل الكراسي فتوجهت إلي أمين الشرطة المسئول وأبلغته وكأنني أهنت اللي خلفوا جده.. نظر لي ورد : يا أستاذ مش شغلتي.. دي شغلة عامل النظافة.. ولولا أنني ابلغته بأنني سوف أنقل كلامه لرئيس شرطة المترو ما استدعي العامل فورا للكشف علي الكيس الأسود في كل حادث.. فتش عن الإهمال وليس غيره.. في واقعة التفجير اسأل نفسك.. من سمح بوقوف هذه السيارات أمام القضاء العالي المستهدف أساسا من الإرهابيين.. اليس هناك حرم للمكان لتأمينه ؟ الإهمال وغياب الضمير بشدة.. وإعلان « وفاة الجدعنة».. هما مرض عضال أصاب هذا الشعب في السنوات الأخيرة وربنا يستر علينا من اللي جاي. مطبات بني عامر وبني رضوان في شارعي بني عامر وبني رضوان اللذين يبعدان بضعة أمتار من ميدان الجيزة يوجد حوالي ستة مطبات ما أنزل الله بها من سلطان يكفي الواحد منها لتدمير أي سيارة مهما كانت قوتها.. أين محافظة الجيزة من هذا التهريج وكيف تترك الشوارع لسياس الجراجات يفعلون بها ما يشاءون بغير حساب. أين رئيس الحي الذي أتحدي أن يكون قد مر من هذه الشوارع طوال فترة خدمته.. الإهمال هو السمة السائدة في مجتمعنا.. ولابد أن نصدق ونعيد النظر في حياتنا.. فين ضمير المسئولين. إمبراطورية الميكروباص في مطالع الكباري ومداخل الأنفاق يهوي سائقو الميكروباص تعطيل حركة المرور.. ولأنهم فوق القانون فإن كثيرا من الحوادث تقع يوميا بسبب هذا التسيب والإهمال..وقد أنشأوا مواقف للميكروباص تحت سمع وبصر رجال المرور.. المواقف عيني عينك بعلم الشرطة لدرجة أنني أسأل نفسي أحيانا.. هل هناك تعليمات من الوزير بالتخفيف عليهم شوية.. حتي ولو ينفع يكون فيه موقف ميكروباص علي مطلع كوبري 15 مايو أو مدخل نفق الملك الصالح وتتوقف حركة المرور في معظم الاتجاهات ومش مهم مصالح الناس هل صحيح أن الشرطة شغلها كله سياسي دلوقتي ومش مهم الجنائي خالص لحد ما نخلص من الإخوان.. معقولة رئيس الوزراء ما عندوش أي فكرة ومعقولة مفيش تقارير بتوصل للريس عن بوظان الشوارع.. احنا محتاجين طبيب نفساني يشوف جرالنا أيه. هل التيسير علي الناس عند الحكومة يعني نسيب الدنيا تبوظ أكتر ما كانت بايظة ؟