من المسؤول عن إنشاء المطبات الصناعية وتحديد أماكنها في الشوارع المصرية ؟ هل هم مسؤولين بإدارة المرور ؟ أم مسؤولين بالمحافظة ؟ أم مسؤولين بالمجالس المحلية ؟ أم أفراد من أصحاب البيوت و المحلات جعلوا أنفسهم مسؤولين ؟ أم العاطلين الذين قرروا بأن يقضوا أوقات فراغهم بعمل مطبات عشوائية على حسب المزاج والهوى ؟ أم كائنات فضائية من كوكب المريخ ؟ أم سكان مثلث برمودا الخزعبلي؟ أيضا من الذي يحدد المواصفات الفنية الخاصة بأي مطب صناعي ( طول، عرض ، إرتفاع ، مادة مستخدمة ) ؟ من المسؤول عن تحويل المطبات الصناعية إلى مطبات خفية لا ترى إلا حين تسلقها أو الإصطدام بها ؟ من المسؤول عن تحويل المطبات الصناعية إلى حوائط خرسانية توقفك للأبد بدلاً من تهدئة السرعة ؟ أسئلة كثيرة تحتاج لمن يجيب عليها وأضرار أكثر تسببها المطبات العشوائية تحتاج لمن يجد حلاً لها بشرط أن يكون حلاً غير مكلف " أصل المشرحة مش ناقصة قتلة "، أعتقد أن المستفيد الوحيد من هذه المطبات غير الإنسانية هم أصحاب ورش صيانة السيارات " العفشجية "، ذلك لأنه وبعد الإصطدام بأول مطب صناعي لابد من المرور على " العفشجي " لكي يصلح ما تم إتلافه خاصة إذا كانت السيارة مازالت جديدة . إذا تكلمنا عن أماكن المطبات الصناعية فحدث ولا حرج لأنه يمكنك أن تجدها في أي مكان، حيث أنه لن يكون غريبًا أن تجد مطب صناعي أمام باب غرفة نومك .. لتهدئة السرعة!!، و لتوضيح الأمر أكثر سأذكر لكم مثالاً صغيراً يوضح أن المسؤول عن أماكن المطبات الصناعية شخص آخر لا يعيش على كوكب الأرض، فكل يوم وفي طريقي إلى العمل أمر على منطقة تقاطع طرق، و بما أنه طريق سريع فكان كثيراً ما تكون هناك حوادث في منطقة التقاطع هذه و كان لا بد من التدخل لإجبار السائقين على تهدئة السرعة في هذه المنطقة الحرجة، و بالفعل تم عمل مطبان صناعيان، و لكن ليس في منطقة التقاطع، بل إن أول مطب يبعد عن المنطقة بحوالي 40 متراً و الثاني يليه بحوالي 10 أمتار!!، ما الفائدة منهما إذا ؟؟ بالطبع الفائدة واضحة وهي أنك تصبح مجبراً على التهدئة في المنطقة ما بين المطبين، وهي المنطقة التي توجد بها فيلا أحد أعضاء المجالس المحاية، و ليذهب التقاطع والحوادث إلى الجحيم . لم ينتهي الأمر عند هذا الحد، لأنه بعد حوالي 100 متر يوجد مطبان آخران، يبعدان عن بعضهما البعض بحوالي 6 متر، أي أنهما تقريباً مطب واحد، و هنا نظرت حولي عسى أن أجد فيلا أو شقة لأحد أعضاء المجالس المحلية أو غول من الغيلان أو باششاويش مسنود و ليه ظهر أو... أو ... أو ... و لكني لم أجد سوى صيدلية .. و تحت الإنشاء!! ما فائدة المطبان إذا؟ و من المسؤول عنهما ؟، و إذا نظرنا إلى الأربع مطبات فسنجد أنهم ذو مواصفات فنية عالية الجودة يستحقان بذلك شهادة الأيزو، حيث أنهم غاية في الإرتفاع و ذوي عرض صغير مما يعني أن من يجرؤ على المرور في هذا الطريق من فوقهم سواء كان مسرعاً أم لا سوف يستمتع بصوت إحتكاك المطب بأسفل السيارة ويكون السؤال المنطقي بعد السب والقذف " هو أقرب عفشجي فين لو سمحت ؟؟". الأمر الآخر أن كثير من المطبات الموجودة في الشوارع المصرية لا ترى ليلاً - و أحيانا نهاراً - ذلك أنه كثيراً لا توجد علامات مرورية توضح أنه يوجد مطب قريب أو أن تكون هناك علامة ولكن بعض أولاد الحلال كتبوا عليها " أولاد الحاج زفتاوي " أو أن تكون هناك علامة و لكن المطب بنفس لون أسفلت الطريق لذلك يكون غير مرئي و كأنه من المفترض أن يكون مفاجأة لأصحاب السيارات و كأنه مطب الكاميرا الخفية. أي كانت الجهة المسؤولة عن عمل المطبات وأي كان المسؤول عنها، فهل من المعقول أنه لا يعلم بوجود هذه المطبات المخالفة ؟ هل من المعقول أنه لا يمر على أحدها أثناء ذهابه إلى عمله أو زيارة صديق أو .. أو .. أو ، هل لم يشتكي له أحد؟ أم حدثت الكثير من الشكاوي و لكن - كالعادة - الميزانية لا تسمح بعد تم إنفاقها على تجميل فيلا السيد المسؤول و تشجير الحي الذي يسكن به السيد المسؤول و تجديد ديكور مكتب السيد المسؤول و...... و لا بلاش الطيب أحسن. بقلم م / مصطفى الطبجي