رسم توضيحي لأزمة النازحين في العراق واصل الجيش العراقي امس لليوم الثاني علي التوالي هجومه الواسع لاستعادة السيطرة علي مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين التي يسيطر عليها مسلحو «داعش» منذ اسبوعين. وقال شهود عيان ان طيران الجيش شن عمليات قصف علي عدد من المناطق التي يتخذ منها قادة المسلحين مواقع لهم وسط وغرب المدينة. واستهدفت عمليات القصف القصور الرئاسية وساحة الاحتفالات ومواقع في حي القادسية وشارع اربعين وسط المدينة دون معلومات واضحة بشأن الخسائر البشرية، وإن كانت مؤشرات قوية تؤكد احتدام القتال. وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» ان محاولات الجيش العراقي لاستعادة تكريت تمثل اختبارا كبيرا له كما انها ستعزز موقف المالكي وهو يكافح للبقاء في السلطة. في غضون ذلك, تلقت الحكومة العراقية دفعة قوية في حربها ضد المسلحين السنة بتسلمها أول دفعة من طائرات «سوخوي» روسية الصنع التي كانت قد طلبت شراءها من روسيا. وأعلن الجيش العراقي وصول خمس طائرات هجومية مستعملة من طراز «سوخوي-25 « موضحا ان هذه المقاتلات التي يمكنها ضرب أهداف علي الأرض ستدخل الخدمة خلال ايام قليلة . وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد قال في حديث لهيئة الاذاعة البريطانية «بي بي سي» الاسبوع الماضي إن حكومته عقدت صفقات مع روسيا وروسيا البيضاء لشراء طائرات مقاتلة للقوة الجوية العراقية تبلغ قيمتها 500 مليون دولار. يذكر أن هذا النوع من الطائرات مضي عليها ثلاثين عاما في الخدمة العسكرية وكانت جزءا من سلاح الجو العراقي في ظل نظام صدام حسين. من جهة اخري، يعتزم رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني إجراء استفتاء لمعرفة موقف سكان مناطق متنازع عليها من انضمامها إلي كردستان. وقال بارزاني إن تمركز قوات البشمركة في المناطق المشمولة بالمادة الدستورية 140 الخاصة بالمناطق المتنازع عليها «لا يعني ان الاكراد يفرضون أنفسهم فيها» مضيفا أن سلطة الإقليم ستقوم باستفتاء سكان تلك المناطق «بكل شفافية وسنحترم قرارهم في الانضمام» إلي الاقليم من عدمه. وكان بارزاني قد أكد الجمعة الماضي أن سيطرة الأكراد علي كركوك ومناطق أخري متنازع عليها مع بغداد أمر نهائي الامر الذي أثار ردود فعل سلبية لدي بعض الأطراف السياسية في بغداد. وفي طهران, أكد مسعود جزائري نائب رئيس أركان الجيش الايراني وأحد كبار المسئولين في الحرس الثوري إن بلاده ستساعد العراق في محاربة المسلحين السنة بنفس الاسلوب الذي استخدمته في سوريا مشيرا الي أن الرد الايراني سيكون حاسما. وكان مسئولون ايرانيون كبار قد اكدوا إنهم سيدعمون الجيش العراقي في مواجهة المسلحين السنة ولن يتدخلوا بشكل مباشر الا في حالة تهديد المراقد الشيعية في النجف وكربلاء وسامراء. علي صعيد آخر اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» مقاتلي «داعش» بارتكاب إعدامات جماعية في المناطق التي تسيطر عليها في العراق. وذكرت المنظمة أن تحليل الصور الفوتوغرافية يشير إلي إعدام 160 شخصا علي الأقل في مدينة تكريت. وذكرت مجلة «دير شبيجل» الالمانية ان هناك نحو 40 ألف مسيحي في بلدة قراقوش ذات الاغلبية المسيحية يرتعدون خوفا من «داعش» ويتجمعون يوميا في 12 كنيسة محلية منذ سيطرة داعش علي الموصل القريبة منها.