حسين محمود الأصدقاء فيما يشبه الشجرة كونت مجموعة من الأصدقاء، رويتها بالوفاء والإخلاص والمودة والحب، حيث كانت بذرة في عمري الصغير لم أعرف أين أزرعها في المدرسة في الشارع في الجيران، كانت في كل ذلك وصارت تكبر في الجامعة في العمل، لم تكن تعرف الخريف دائما مزهرة، دائما مثمرة حتي سقطت أول ورقة هشام العجمي، تلتها ورقة أخري كمال شعراوي، عرف الخريف طريق شجرتي وفي الأمس انتزع الورقة الأهم في حياتي، كان يرويها معي، كان الذي قال فيه رسول الله «صلي الله عليه وسلم» «خير الأصحاب من قل شقاقه وكثر وفاقه» وقال أيضا «المرء علي دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل» كان هذا المرء الذي ظل جالسا بجواري لأكثر من ثلاثين عاما صديقا صدوقا. قد غسلته بدموعي وأبنته أهله في أرض الموات داعيا الله أن يتقبل حسين محمود صديقي في جنته مع الأنبياء والشهداء وحسن أولئك رفيقا. مدحت محمد سعيد وداعا يا حبيبنا اختفت البهجة والسعادة برحيل حسين محمود فجأة - هكذا الموت - رحل ونحن في أشد الحاجة في هذا الزمن إلي هذه الشخصية. في أحلك الظروف أعطانا الأمل وفي أقساها زرع فينا التفاؤل، حتي في لحظات غيبوبته من السبت إلي السبت ظللنا علي أمل المعجزة لكن الموت خطف حسين من بيننا.. يوم الجمعة 23/5 ملأ حسين محمود القسم علينا بهجة وسعادة تناولنا افطارنا كالمعتاد وعمل معنا في ذلك اليوم باخلاصه المعهود وفي نهايته حانت لحظة الانصراف الباب لنفترق.. الثامنة صباح السبت 24/5 جاء صوت ابنته تصرخ، لم أستطع سوي التقاط اسم المستشفي، لقد دخل حسين في غيبوبته وصل الخبر للزملاء لم يقصر أحد، حتي يكون حسين في أيد أمينة.. من السبت إلي السبت التالي تكشف سر اصراره علي ضرورة الذهاب إلي مسقط رأسه لتلبية نداء ربه. عبدالحميد عيسي ما كان أجمله ما كان أجمل ان تقاسمه لقيمات في الإفطار أو الغداء إذا طال بكما المقام في العمل أو خارجه، ما كان أجمل أن تشارك الطعام من يحس بلذة اللقمة في فم الآخرين وكأنها تنزل إلي بطنه هو، ذلك كان مفتاح الجمال لدي حسين رحمه الله، وهو الذي كان حريصا علي جمال المظهر وانتقاء الأجمل زيا وفعلا وقولا والحث علي الجمال في السلوك.. لم أعرفه أنانيا مفرطا في الحرص علي مصلحته دون من حوله، تقاسمنا العمل معا سنوات طويلة وكان صاحب النصيب الأوفر بين من حوله، يتقدم ويحمل القسط الأكبر، حتي إذا جاء وقت الترويح عن النفس لمحت نفسا شفافة نقية ينطق نقاؤها بابتسامة رائقة عذبة فوق وجه بشوش لم يعرف التعقيد والعبوس إليه سبيلا. سعيد الخولي أبو كريم.. لا يُنسي بدأت معرفتي به عام 96 انه المتواضع الخدوم الشهم الكريم أبو كريم وظلت علاقة ود ومحبة واخوة إلي أن رحل عن دنيانا ورأيت بنفسي في قريته سمالوط في المنيا مدي الحب الجارف الذي يتمتع به بين أهله وجيرانه.. رأيت رجلا طاعنا في السن يجهش بالبكاء بجوار المقبرة «طبطبت» علي كتفه وقلت البقاء لله يا حاج أجابني انا مش مصدق ان حسين «مات» كان خدوم أول ما بينزل البلد لازم يعدي عليّ.. هكذا الحياة غداة ورواح وتظل الذكريات الطيبة .. نسأل الله ان يحسن ختامنا والي اللقاء في الجنة ان شاء الله يا أبا كريم.. عبدالعزيز مرجاوي دموع عيون مبتسمة ستة وعشرون عاما عمري في احضان «أخبار اليوم» تربيت علي ايدي كثيرين كان حسين محمود أشد عليّ تأثيرا، كنا نسهر معا ونمكث بالأيام معا. مرت علينا أيام طوال احتلال الكويت، حربي الخليج، زلزال 92، ثورتي 25 يناير و30 يونيو وغيرها الكثير، كان شيخنا الجليل عبدالله شبانه يقول «لله جنود في الارض..» ويكمل باسماً: حسين. كان باشا ضاحكا ناصحا لمن حوله مثالا للعمل.. ومثالا «لصاحب صاحبه» كان يدخل قلبك قبل أن يدخل بابك.. مر أمام عيني شريط الذكريات لم أتذكر لحظة واحدة انه كان عبوسا..!! إذا انفعل لأي سبب كنت انظر في عينيه فقط لينطلق في الابتسام وكأن شيئا لم يكن.. أشرف مصطفي حسين محمود الإنسان أدعو الله العلي القدير أن يرحم أخي وأعز الناس إلي قلبي الاستاذ حسين محمود عبدالعزيز والذي أصابني خبر وفاته المفاجئة بصدمة شديدة، ليس اعتراضا علي قدر الله العظيم، ولكن علي فراق أحب الناس وأعز الناس، الذي لم تفارقه الابتسامة والشجاعة ومساعدة كل محتاج للمساعدة.. أخي حسين إن القلم ليعجز عن أن يوفيك حقك في الثناء عليك وعلي أخلاقك الحميدة، ولكن عزاءنا الوحيد أنك تركت سيرة عطرة ستظل نتعطر بها طوال حياتنا، إلي أن يجمعنا الله علي خير في الآخرة، اللهم اجعل مثواه الجنة واغفر له ذنوبه، إنك علي كل شيء قدير. أحمد عليوة عمر ورحل أبي الثاني عندما رحل أبي وأنا في مقتبل حياتي أصبت بأول طعنة في قلبي الشاب ولم أستطع التأقلم جيداً مع حياتي ومن حولي بعد غياب والدي (رحمه الله) فقد كان يمثل لي الدنيا كلها إلي ان عوضني الله عز وجل بأبي الثاني عطفا ووداً وتضحية الحبيب إلي قلبي حسين عبدالعزيز فقد كان رجلا بمعني الكلمة والدا حنونا وزميلا صادقا، مرحا لا يعرف التجهم أو تقطيب الجبين حتي في أحلك الظروف يأسا فقد كنت أقول له أنت تشعرني بحنان أبي فليرحم الله أبي وليرحم الله قلبي الذي تلقي الطعنة الثانية .. فما عاد يتحمل. وداعا يا أجمل من رأت عيني فقد كنت لي أبي بعد أبي وستظل كذلك. أحمد إبراهيم وداعا الأب الحنون فقدت أسرة أخبار اليوم صاحب البسمة المتلألئة والكلمة الطيبة والأخلاق الحميدة فقد كان مضرب المثل في الأمانة والعفة والنزاهة والكرم، فضلا عن أنه كان من عشاق آل البيت خاصة السيدة نفيسة رضي الله عنها فكان اذا حزبه أمر ذهب إلي رحابها يشكو حاله. وكان يجد في ذلك الراحة والسكينة. كان لنا الأب الذي يحنو علينا في كل شدة ويقف بجانبنا في كل محنة واذا استعصت أمامنا مشكلة يقوم بحلها، وقف معنا في السراء والضراء، لايبخل علينا بأي شيء. كان يشجعني علي مدح رسول الله صلي الله عليه وسلم إنه استاذي ومعلمي حسين الذي كنت ألجأ اليه في كل مشكلة تواجهني وكان لي الملاذ الآمن، وعندما سمعنا خبر وفاته ذرفنا الدمع لفراقه وفارقتنا بسمته التي كانت تغشي كل جوانب دار أخبار اليوم.. فاللهم ارحمه واجعل مثواه الجنة ووسع مدخله واجعل القرآن أنيسا ونوراً له في قبره.. وداعا ايها الأب الحنون. عبدالمنعم فراج