سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
»المسائية« تروي تفاصيل رحلة »محمود عبود« مدير نيابة الثورة شهيد »المريوطية« والدته: ابني كان خاطب ولم يدخل دنيا والملائكة زفته إلي الجنة..والده: أصعب شيء علي الإنسان أن يتلقي عزاء ابنه أصدقاؤه في أبو غالب: رأيناه في المنام أمام عادل يستظل بعرش الرحمن ..
كان شاب خلوق.. حنون.. هادئ الطباع.. نقي السريرة خدوم ودمث الخلق.. متعاون إلي أبعد الحدود أنه »محمود عبود« مدير نيابة الثورة وشهيد ترعة »المريوطية« والذي لقي مصرعه غرقاً في حادث أليم أثر انقلاب سيارته بها وهكذا تاشتهر بين كل أهله وأصدقائه وزملائه ورؤسائه بالنيابات العامة التي تنقل بينها خلال السنوات الأخيرة وهكذا عرفه كل من تعامل معه في عمل أو علي المستوي الشخصي.. لين القلب يحبه الجميع لكرمه وأخلاقة ورغم سنوات عمره الواحد والثلاثين إلا أنك تخاله طفل برئ جاء إلي الدنيا لتوه لنقائه وصفاء نفسه واحترامه للجميع وشهرته بينهم بتدينه الكبير وحفظة للقرآن الكريم.. هكذا عرفة المقربون أما من لم يعرفه فانت بداية معرفته به ونهايتها في ذات الوقت هو خبر سقوطه في ترعة المريوطية بيسيارته ووفاته بعدما تناقلته الصحف والمواقع الإلكترونية الأحد الماضي. موعد مع القدر في طريق الموت: خرج محمود في صباح الأحد الماضي قاصداً وجه ربه الكريم ومتوكلاً عليه هكذا كان طبعه فهو حسبه في كل تصرفاته وأعماله متجهاً إلي عمله الذي كان يعشقه وأفني فيه قرابة 10 سنوات من عمره الواحد والثلاثين. قطع محمود بسيارته الدايو الزرقاء مسافة ليست بالقليلة من قريته »أبو غالب« بمركز إمبابة في شمال الجيزة متخذاً طريق المنصورية وقد كان طريقاً ملتوياً وغير ممهداً في بدايته فضلاً عن أنه طريق سريع لا يخلو أبداً من سيارات النقل لكن »محمود« كان يلجأ إليه باعتباره طريقاً مختصراً لمقر عمله بمكتب النائب العام فقد كان يقطعة يومياً في ساعتين ذهاباً ومثلهما في العودة ان لم تكن الحركة المرورية مزدحمة. »عقارب الساعة تقترب من العاشرة صباحاً لكن « محمود الذي كان علي موعد مع القدر مازال يتخذ طريق املوت ويستمر في سيره سيارته وعبر اطلكوبري حتي أقترب من ترعة »المريوطية« وفجأة انفجر الإطار الأمامي لسيارته واختلت عجلة القيادة بشجرة علي حافتها حزتها لتسقط في ترعة المريوطية ويخرج محمود منها في سباق مع الزمن دون أن يصيبه خدش أو أذي محاولاً بانفاس لاهثة ومتسارعة السعود علي مقدمتها »الكبوت« مستغيثاً بالأهالي »إلحقوني مبعرفش أعوم.. مبعرفش أعوم« ولكن دون مجيب فقد سبق السيف العزل وكان الموت أقرب إليه من حبل الوريد حيث أخذ محمود يسقط ويتهاوي في المياه شيئاً فشيئاً ليختفي عن الأنظار ويتلاشي تماماً داخل الترعة!! قلق وترقب انتشر خبر سقوط سيارة محمود عبود بترعة المريوطية واختفائه بين رؤسائه وأصدقائه بالنيابة العامة بسرعة البرق وكذلك بين أفراد أسرته وأهالي قريته الذين أخبرهم بعض أصدقائه عبر مكالمة هاتفية حيث هرول الجميع إلي هناك وتوقفت السيارات وتراصت علي جانبي الطريق وكان الجميع علي أمل أن تتعلق هذه الحادثة بشخص آخر وربما هناك خطأ في ذات الوقت كانت قد هرعت قوات الإنقاذ النهري إلي ترعة الموت لتبدأ عملاً مكثفاً في البحث عن صاحب السيارة التي تم انتشالها من مياه الترعة. لتكن الكارثة ويردد جميع الحضور »سيارة- دايو لانوس زرقاء تحمل لوحاتها المعدنية أرقام ف.ع 4517 مصر« هل هي سيارة محمود؟ الجميع علي أمل كاذب أن تكون سيارة أخري لكن أرقامها صحيحة هكذا اهمسوا جميعاً لبعضهم وكانت الفاجعة حينما عثروا بداخلها علي أوراق خاصة بالتحقيقات موقعة باسمه كاملاً وكذلك بطاقة رقم قومي وكارنية صادر من وزارة العدل باسم »محمود أحمد إبراهيم عبود«. لم يتمالك الجميع أنفسهم أنه محمود عبود زميلهم في العمل وصديقهم ولكن أين هو هل عثر عليه أحد وتمكن من انقاذه وذهب به إلي مستشفي؟ أمل هل... آه؟ لا.... هل »غرق«؟ الجميع رددها في نفسه وكأنه لا يريد سماعها بل لا يريد تصديقها. ظلت قوات الإنقاذ النهري تبحث عن جثمانه بطول الترعة ذهاباً وعودة علي مدار ثمانية ساعات متواصلة والأمل بين كل لحظة وأخري يتجدد وسرعان ما يتلاشي القلق حقا يساور الجميع الشكوك والظنون تلاحقهم والكل في حالة النظار وترقب وتساؤل أيضاً »أين محمود«؟ »وما مصيره«؟ الشمس شارقت علي المغيب ومحمود لا يعلم بمكانه إلا الله وحده. الأمل يتلاشي إلا في العثور عليه فقط أياً كان حالة لكنه سرعان ما تجدد في أرجاء المكان صوت أذان المغرب.. الكل يبتهل بالدعاء وينظر إلي السماء آملين أن يستجيب الله لدعائهم ويظهر محمد مرة أخري. ويتردد صوت قوات الإنقاذ »ها هو لقد عثرنا عليه« وابتسامة سرعان ما اجهضت وتبددت ببكاء من الجميع محمود عبود جثة تحملها قوات الإنقاذ لقد لقي وجه ربه الكريم وفاضت روحه الطاهرة إلي بارئها بوجه مضئ كالبدر في تمامه.. وجه مضئ بالايمان وقراءة القرآن والجميع يرددون »سبحان الله.. ولا إله إلا الله«. الشاهدة الوحيدة »سمعته يردد الشهادتين«: قالت إحدي السيدات التي تواجدت مصادفة بالقرب من مكان الحادث وكانت الشاهدة الوحيدة كنت في أرض زوجي يسار الترعة وهي بالفعل واسعة وعميقة وتمتد في منتصف طريقين بطولهما إحداهما باتجاه قرية المنصورية لكنه طريق سريع وبعيد عن المنطقة السكنية ومحفوف أيضاً بالمخاطر فهو لا يخلو من سيارات النقل الكبيرة أما الآخر فهو طريق ملتو وغير ممهد، وأضافت فجأة سمعت صوت انفجار وارتطام جذب سمعي ونظري وهرولت إلي الترعة لأجد سيارة وبها شاب وسيم لا يتعدي أكثر من ثلاثين عاماً تتهاوي إلي الترعة ويخرج منها الشاب ويصارع الموت ويحاول الصعود علي واجهة السيارة ويستغيث: »مبعرفش أعوم.. الحقوني« وسمعته يردد الشهادتين ثم ابتلعته مياه الترعة وغاب عن الأنظار صرخت حد يلحقه لكن أمر الله نفذ. إجراءات ومشوار طويل في سرعة البرق أنهي شقيقيه ووالده وأصدقائه الإجراءات المعهودة وحصلوا علي تصريح الدفن واتهجوا ب»محمود« إلي مسقط رأسه بشمال الجيزة لتشييع جثمانه ودفنه في مقابر العائلة قطع الجميع بصديقهم مشوار طويل بسياراتهم استمر قرابة الساعتين في الطريق دون توقف إلي قرية »أبو غالب« ليشيعونه إلي مثواه الأخير وعلي مشارف القرية كان الأهالي بانتظار خيرة شبابها واتجهوا به في نحو 30 ألف من المشيعين بالإضافة إلي أصدقائه وزملائه ورؤسائه إلي المسجد الكبير بالقرية لأداء صلاة الجنازة التي وصفت بالمهيئة فقد ملأ المصلون المسجد واصطفوا أيضاً خارجه وفي الشوارع المحيطة به والكل يتعجب كيف كان يهرول جثمان محمود وهم يحملونه علي اكتافهم فور الانتهاء من صلاة الجنازة إلي مثواه الأخيرة وكأنه أشتاق للقاء ربه بعدما قطع مشواراً لم يكن طويلاً في الحياة لكنه كان رحلة جميلة إلي رحاب ربه قطع خلالها بعبادته له مسافات طويلة وربما أميال كي يكون من أصفيائه وأتقيائه ليرفعه عنده في أعلي الدرجات. قرية في حداد وخلال متابعتي لرحلة محمود عبود منذ سقوطه بالمريوطية وحتي وصوله إلي قريته بأبو غالب فعقب تشييع محمود إلي مثواة الأخير باتت القرية ليلة حزينة وقاسية وكأنها أعلنت ضمناً حداداً حزناً وكمداً علي فراق خيرة شبابها وأطهرهم وأنقاهم الهدوء والسكون يخيم عليها سوي من مكبرات الصوت التي يرتل خلالها أحد الشيوخ القرآن الكريم هكذا رصدت أحوال القرية في أول ليال العزاء حينما توجهت إلي هناك حيث قرية »رأس غالب« مسقط رأس محمود عبود لتقديم واجب العزاء إلي أفراد أسرته الجميع يتطوعون بوصف الطريق إلي السرداق حيث رافقني أنا والسائق أحد جيرانه والذي قال لي خلال الطريق: كان خيرة شباب أبو غالب علماً وأدباً وخلقاً وربنا اختاره عنده ونحتسبه عند الله من الشهداء.. أهالي القرية كلها حزينة عليه لكن ربنا أراد أن يرفعه درجات ونسأل الله أن يأجرنا فيه وبالقرب من المكان نزل جاره بعدما أشار إلي الشارع المتواجد به سرادق العزاء في البداية أضواء خافته من أعمدة الإنارة ثم ترتفع شيئاً فشيئاً كان الزحام شديداً حيث اكتظ السرادق الكبير والممتد علي مرأي البصر لعدة مترات بطول الشارع وخارجه بأصدقائه وزملائه ورؤساء وجيران وأهل الفقيد السيارات التي تقل المشيعين من داخل القرية وخارجها كانت متراصة علي بعد بضعة أمتار حيث ترجلت وانتظرني السائق في المكان المخصص للانتظار كان ذلك في تمام التاسعة حيث شاهدت والده وتنامي إلي سمعي عبارة قالها والده حينما قمت بتعزيته »أصعب شيء في الدنيا يا بنتي أن أب يأتي عليه يوم ويأخذ عزاء ابنه لكنه أمر الله وملناش فيه حيلة«. طفل يبكي »عمو محمود« بعدما تركت سرادق العزاء ترجلت إلي منزل أسرة محمود عبود حيث تجلس والدته لتعزيتها ومآزرتها والذي يبعد بضعة مترات عن سرادق العزاء حيث رافقني إلي المنزل طفل في السادسة من عمرة شاهدته يبكي وقالي اسمي محمد عندي 5 سنوات قولتلوا لماذا تبكي قالي زعلان علي عمو محمود كان دائماً بيضحك في وشي لما يشوفني ويلعب معايا ويجيبلي حاجات حلوة وخلاص مش هشوفوا تاني وأجهش بالبكاء ثانية فقلت له يا محمد عمو محمود عند ربنا في مكان أحسن من اللي إحنا فيه ووصلنا حيث تجلس والدة الفقيد. أم صبورة تدعو وتحتسب وألم مكتوم كانت أصعب لحظاتي في تلك الليلة عندما توجهت إلي حيث تجلس والدة محمود اقتربت إليها وأفصحت لها عن شخصيتي بأنني كنت أعمل معه في مدار سنوات عمله بالنيابة فأجلستني بجوارها وكانت أروع مثالاً للأم الحكيمة والحنونة والصبورة والعطوفة أيضاً والمحبة لولدها حقاً الطيبة تكسو ملامح وجهها رغم حزنها الدموع تحجرت في عينيها رغم النار التي تحرق قلبها السيدات حولها يبكين لكنها تحاول التماسك ولسان حالها يبكي ويبوح بالكثير من آلامها ظلت تتمتم له بالدعاء وتردد.. يا حبيبي يا محمود.. كان حنين عليا يا بنتي ربنا يرحمك يا ابني ويصبرني أنا وأخواتك علي فراقك ربنا يرحمك بحق ما كنت حنين عليا وراعيت ربنا فيا وقالت لي يوم الأحد صحي بدري وتوجه لصلاة الفجر في المسجد كان متعود علي كدة من زمان كان أول واحد يدخل المسجد وآخر واحد يخرج منه بعد شروق الشمس هو الابن الثاني وأخوة الكبير قاضي في محكمة المنوفية وأخوة الصغير إبراهيم محاسب بعد ما رجع البيت بدأ يستعد علشان يروح شغله لبس بدلته وجالي قبل رأسي وايدي وأطال النظر إلي وكأنه بيودعني وقالي ادعيلي يا أمي هتوحشيني قلت له أنا دائماً داعيالك يا حبيبي وأنت كمان هتوحشني سألته هتتأخر في الشغل يا محمود ضحك وقالي هتأخر وشكلي كدة هغيب وأطول قوي تكمل الأم أخذته في حضني وقلت له ترجعلي بالسلامة بس مرجعليش راح عند ربنا اللي أحسن من الكل. وتضيف الأم الثكلي: كل حياته كانت لشغله وبعدين لما بدأ يستقر فيه فكر يكمل نصف دينه كان خاطب يا بنتي وهيتجوز قريب بس ملحقش يدخل دنيا الملائكة زفته للجنة كل الناس كانت بتحبه وتحترمه لأدبه وأخلاقة وحنيته وتدينه واستمرت في دعائها له ربنا يديلك كتابك بيمينك يا ابني ويثبتك عند السؤال.. عمره ما زعلني يا بنتي واختتمت حديثها معي بدعائها له أيضاً مرددة »ربنا يرحمك ويقويني ويوسع قبرك ويجعله روضة من رياض الجنة ويارب تدخل الجنة ويصبرني علشان ما أبكيش خايفة بكايا يعذبه« وأمام عظمة هذه الأم الثكلي والراضية والمحتسبة لم أجد سبيلاً سوي الاستئذان للانصراف بعد ما دعيت لها. صدمة للجميع اصطحبتني ابنة عمه حتي الخروج من المنزل وقالت لي عندما علمنا بالحادث صدمنا جميعاً لكن كان عندنا أمل كبير في ربنا أنه يكون لسة عايش أو حد قدر يلحقه ولكن صعقنا لما سمعنا الخبر ولم نصدقه في البداية حتي تأكدنا من وفاته.. ربنا يرحمه. أصدقائه في أبو غالب رأيناه إمام عادل يستظل بعرش الرحمن ويروي أصدقاء محمود المقربون بقريته أبو غالب أن أحدهم ويدعي سعيد قص علي محمود قبل وفاته بشهر ونصف رؤية صالحة له فقال كأنه يوم المحشر ونودي علي محمود أن استظل بعرش الرحمن وبعدها علمنا أن تأويلها بأنه إمام عادل أدعو الله أن لا يخزه يوم يبعثون يوم لا ينفع مال ولا بنون. ليلة بكت فيها النيابة العامة »ملاكها« وعن ليلة وفاته وصف جميع أصدقائه المقربون ورؤسائه الذين عمل معهم وحظي بتقديرهم واحترامهم محمود بأنه ملاك النيابة العامة حيث إنهم لقبوه بذلك معتبرينه رغم تميزة في عمله ونبوغه الملحوظ بأنه في معاملاته مع غيره أشبه بالملائكة ووصفوا ليلة الحادث بأنها ليلة حالكة بكي فيها جميع أعضاء ومستشاري النيابات العامة بالقاهرةوالجيزة والمحافظات فقد وصفه المستشارين حمادة الصاوي وهشام الدرندلي المحامين العامين السابقين لنيابات جنوب وشمال الجيزة بأنه من أكفأ وأقوي محققي النيابة خلال السنوات العشرة الأخيرة. ووصفه المستشار حمادة الصاوي المحامي العام الأول بمركز الدراسات القضائية قائلاً محمود كنت أتعامل معه علي إنه ابني وليس مجرد وكيل للنيابة يعمل تحت رئاستي ربنا يرحمه. أما المستشارهشام الدرندلي المستشار بالمكتب الفني للنائب العام فقال إنه أعظم وكيل نيابة في مصر بالمقارنة بغيره وكان يتوقع له مستقبلاً باهراً. أما المستشار هشام حاتم القاضي بمحكمة المنصورة والصديق المقرب ل»عبود« فقال لي هرولت إلي هناك فور علمي بالفاجعة وانتظرت طيلة البحث عنه لكن الله أراد أن يختاره إلي جواره وتألمت كثيراً لفراقة فقد كان أصدق أصدقائي وأقربهم إلي قلبي فكنت أعتبره بمثابة أخاً ثانياً رحمه الله. ويقول المستشار عبدالرحمن حزين القاضي بمحكمة أسوان محمود كان رفيقاً لي لأكثر من ثلاثة أعوام بنيابة حوادث شمال الجيزة وكان صديقاً مقرباً فقد جمعتنا زمالة وصداقة منذ بداية عمله في شمال الجيزة وعلمت بالحادث وكان عندي أمل أن الخبر يكون مجرد حادثة وأنهم هيلاقوه وهيعيش لكن روحه فاضت إلي بارئها ادعي له. وأضاف محمود كان مرجعاً في القانون وتحقيقاته ومرافعاته تدرس. أما المستشار أسامة سيف ورئيس نيابة حوادث جنوبالجيزة السابق فقال انتقل محمود قبل مني بعام إلي نيابة الحوادث وعندما تقلدت منصب مدير النيابة كنت أعتمد علي محمود في كثير من القضايا الهامة وحضرت إلي مكان الحادث بعد سماعي الخبر وكلي أمل في العثور عليه حياً لكن أمر الله قد نفذ. وقال المستشار عبدالله يس علمت بالخبر وأنا بالمنيا ولم أصدق في البداية حتي تأكد لي مساء الأحد الماضي وحضرت في يوم الإثنين إلي أبو غالب لتقديم العزاء في أول أيامه. وقال محمود حلمي وكيل نيابة حوادث غرب القاهرة كان أكبر مثلاً للتحلي بخلق الرسول الكريم في كل تصرفاته وعباداته أما زميله وصديقه عمرو مصطفي في نيابة الثورة فقال عبود كان أفضل عناصر النيابة العامة ربنا يرحمه ويرزقنا حسن الخاتمة. مرافعات في قضايا كبري ترافع محمود عبود في قضايا كبري شغلت الرأي العام منها قضيتي هبة ونادين والمذيع إيهاب صلاح وقطاري الصعيد بالعياط بصفته ممثلاً للنيابة العامة وكان مرشحاً للمرافعة في قضية القرن الخاصة بإعادة محاكمة الرئىس السابق الشهر القادم. رحيل وذكري عطرة لقد رحل محمود عبود رحل رجلاً نبيلاً ومحققاً ممتازاً فالموت حقاً ينتقي من هم أقيم من البقاء في هذه الدنيا لكن تبقي الذكري العطرة معلقة بالقلوب حتي وأن رحل صاحبها رحم الله محمود عبود الذي أحب الله بصدق فأحب الله لقاءه