أنت لا تعرف من هو محمود عبود، عضو نيابة الثورة.. أنت لم تشاهد إلا صورته فى الصحف بعد وفاته الأحد الماضى.. «عبود بيه» أو «الشيخ عبود».. كما يحلو لزملائه وأساتذته أن ينادوه أو أفضل وكيل نائب عام فى مصر.. هكذا لقبه محامو عموم عمل معهم.. وأروع من يكتب مرافعة للنيابة العامة ويترافع أمام الجنايات «عبود» صلى الفجر يوم الأحد الماضى.. كان أول من دخل المسجد فى قريته، أبوغالب شمال الجيزة.. خرج منه بعد شروق الشمس.. هكذا تعود منذ سنوات طويلة.. وتعود أهل قريته وأهل منزله على هذا الأمر. طريق طويل ارتدى بدلته الأنيقة وودع والديه وشقيقه إبراهيم وتحرك بسيارته قاطعاً الشارع الرئيسى بالقرية.. عن يساره ترعة المريوطية وعن يمينه ترعة «اللبينى».. والطريق مرتفع كثيراً عن شاطئ ترعة المريوطية، بينما تفصله مساحات زراعية عن ترعة اللبينى.. هذه المساحات تتكفل بمنع سقوط السيارات فى الترعة حال انقلابها.. أما فى الناحية الأخرى.. فالسقوط فى ترعة المريوطية حتمى إذا اختلت عجلة القيادة أو.. أصاب مكروه قائدها. الساعة تجاوزت الثامنة بقليل.. مشوار «محمود» إلى عمله فى نيابة الثورة ليس قريباً بالمرة.. هو يسكن فى قرية أبوغالب شمال الجيزة.. ومقر النيابة فى التجمع الخامس شرق القاهرة.. تقترب من 100 كيلومتر أو أكثر فى طرق غير ممهدة وملتوية.. المسافة تتجاوز الساعتين فى طريق الذهاب.. ومثلهما فى طريق العودة.. وتصل المدة إلى الضعف أحياناً عندما تكون حركة المرور متعثرة. سقوط فى المريوطية وصل محمود بسيارته إلى قرية المنصورية.. هكذا طريقه اليومى.. وقبل 300 متر من المعهد الأزهرى بالمنصورية.. اختلت عجلة القيادة فى يده.. الإطار الأيسر للسيارة انفجر.. حاول الشاب أن يسيطر على سيارته وقادته ببطء إلى الترعة واحتكت بشجرة لم تمنعها من السقوط.. الترعة ليست صغيرة.. بل واسعة وعميقة.. والطريق سريع ومكان السقوط بعيد عن المنطقة السكنية. خرج «محمود» من باب السيارة دون إصابة أو خدش أو أذى.. صعد فوق سيارته فى ثوانٍ.. كانت تهوى فى عمق ترعة المريوطية.. صوت السيارة والفرامل ولحظات السقوط جذبت أنظار القريبين من المكان.. سيدة كانت فى الحقل إلى يسار الترعة.. وبعض تلاميذ المعهد الدينى و3 رجال هرولوا إلى المكان.. محمود يقف فوق «كبوت» السيارة.. وينزل جسده قليلاً قليلاً.. ينادى على من حوله: «مبعرفش أعوم.. مبعرفش أعوم.. الحقونى».. يتحرك الرجال وهم ينادون هاتوا حبل.. هاتوا حبل. نطق الشهادتين السيدة تقف تتابع.. الموقف يذهلها.. الشاب كل لحظات ينزل إلى أسفل.. والمياه تغطى أجزاء من جسده.. تنتفض وتصرخ.. ولا أحد يستجيب.. تقول السيدة فى روايتها عن الحادث: «كنت هناك.. ولقيت عربية بتقع.. قلت يا ساتر يا رب.. المهم فرحت لما لقيت الشاب طلع فوقها ومفهوش إصابات.. بس كان بيشاور مبعرفش أعوم.. مبعرفش أعوم.. الحقونى.. الله يرحمه.. أنا قلت للناس بعدما اختفى.. واضح إنه ابن ناس قوى.. ولبسه حلو.. و أنا سمعته وهو بيقول: «أشهد أن لا إلا الله وأن محمداً رسول الله.. أشهد أن لا إلا الله وأن محمداً رسول الله».. الله يرحمه قال الشهادتين وبعدها مشفتوش تانى.. اختفى خالص يا عينى.. والناس جت ومعاهم حبل بس ملحقوش الشاب كان غرق ومفيش أثر له خالص. جاكيت بدلة وكارنيهات[Image_2] يتجمع أهالى المنصورية.. ويترقبون ظهور الجثمان دون فائدة.. تأتى سيارات وتتوقف.. ويظهر حبل قوى.. وينزل بعض الأشخاص إلى الترعة ويربطون الحبل ويخرجون به ويربطونه.. وتخرج السيارة ويقول شباب: «الحمد لله مفهاش حد.. مفهاش حد».. ويدور السؤال: أين صاحبها أو من هو.. وتمتد الأيادى داخل السيارة ويصلون إلى كارنيهات وأوراق وجاكيت بدلة.. يقرأ أحدهم: «محمود أحمد إبراهيم عبود».. ويصرخ شاب لا إله إلا الله.. هات الكارنيه.. ويقرأ الاسم من جديد ويتأكد من الاسم.. هذا الشاب يعرف «محمود عبود».. ويعرف أنه من عائلة عبود الكبيرة والعريقة فى أبوغالب. الشاب يتصل بإبراهيم شقيق «محمود عبود».. ويسأله: «لون عربية محمود بيه إيه.. ورقمها كام.. ولون بدلته اللى نزل بيها النهاردة».. وينتفض قلب وعقل إبراهيم ويسأله فيه إيه ويرد الشاب: «أهل المنصورية لسه مطلعين عربيته من الترعة.. ومش عارفين هو فين.. يهرول إبراهيم.. وآلاف من أهل القرية.. وينطلقون إلى منطقة السقوط.. وتظهر مراكب الصيد للبحث.. وتحضر قوات الإنقاذ وتساعد الأهالى فى الرحلة.. الخبر يصل إلى زملاء محمود عبود.. أسامة سيف الرئيس السابق لنيابة حوادث جنوبالجيزة.. وهشام حاتم الرئيس السابق لحوادث شمال الجيزة.. والمستشار عبدالرحمن حزين.. والمستشار هيثم أبوالحسن.. زميله فى الجامعة وزميله فى نيابة الثورة أيضاً.. ويتحرك مئات من الزملاء وهم لا يصدقون أن «عبود» مات.. تمر الساعات طويلة.. أقرب لسنوات. راح ل«حبيبه» عند آذان المغرب تحديداً.. تصل رحلة بحث الأهالى وقوات الإنقاذ إلى جثمان محمود.. يصف هشام حاتم المشهد: «كان خارج زى الملاك.. وجهه أبيض منور.. الجميع ردد لا إله إلا الله.. الدعوات لا تتوقف.. محمود ده مش زينا.. محمود مش بشر.. محمود والله ده ملاك كان عايش معانا وراح لحبيبه فوق.. راح عند ربنا.. أمم كانت معانا على الترعة.. حوالى 30 ألف أو أكتر من أبوغالب كانوا هناك.. صلاة الجنازة كانت فى الجامع وبره.. وفى الشوارع.. وفى كل حتة فى البلد أنا سمعت الشيخ اللى صلى بينا الجنازة وهو فى المقبرة بيقول: «يارب اللهم إنا استودعنا شيخاً عندك.. نشهدك يا رب أنه كان يصلى الفجر معنا اليوم وكل يوم.. نشهده أنه كان يعلم أبناءنا القرآن.. نشهدك يارب أنه كان أول من يدخل المسجد وآخر من يخرج منه.. نشهدك أنه لم يخطئ فى حق أحد أو يسب أحداً طوال عمره» بلال بن رباح والهندسة محمود أحمد إبراهيم عبود.. مولود فى 15 أكتوبر عام 1982.. كان متفوقاً.. نابهاً.. ذكياً.. هادئاً.. هو الأول على مدرسته بلال بن رباح الابتدائية المشتركة وحفظ القرآن الكريم كاملاً وهو فى سن الرابعة عشرة.. وهو الأول على مدرسته أبوغالب الإعدادية المشتركة وعلى مديرية التعليم كاملة.. يدخل ثانوية عامة «علمى».. ويحصل على مجموع تجاوز ال90%.. يقول زميله محمد ناجى طراد: «كنا مع بعض فى ثانوية عامة.. وقال لى وقتها.. إن لم أحصل على مجموع يدخلنى هندسة القاهرة أو عين شمس أو حلوان مش هدخل هندسة أقاليم.. هادخل حقوق وأجتهد وأبقى معيد».. ويدخل محمود عبود حقوق القاهرة عام 2000 ويحصل على الرابع مكرر.. وفى 2001 يحصل على المركز الثالث.. وفى سنة تالتة يتكرر نفس المشهد.. وفى السنة الأخيرة يحصل على جيد جداً ليصبح الثالث.. وتختار الجامعة الأول فقط معيداً.. والأول من حقوق إنجليزى.. ويقول محمود: «اجتهدت والحمد لله على ما اختاره لى».. وفى 2005 يدخل النيابة العامة. «جوزيه النيابة» يكتشف «عبود» يعمل محمود ابن ال23 عاماً فى نيابة الوراق شمال الجيزة بدرجة معاون نيابة.. ثم مساعد نيابة.. ثم وكيل نيابة.. و تظهر «عبقريته» فى التحقيق ونوعية الأسئلة وكتابة المذكرات والقرارات.. مبكراً ظهرت موهبة «محمود عبود».. يقول أسامة سيف، الرئيس السابق لنيابة حوادث جنوبالجيزة: «محمود اشتغل فى الوراق وبعد سنة من الشغل لفت نظر جوزيه النيابة العامة اللى هو المستشار هشام الدرندلى، المحامى العام الأول لنيابات شمال الجيزة فى ذلك الوقت.. هشام بيه كان «حريف» ودارس كويس.. وكان بيبص فى ورق القضايا يعرف ده مين وإمكانياته إيه وعشان كده إحنا كأعضاء نيابة أطلقنا عليه لقب «جوزيه» نسبة إلى المدير الفنى للنادى الأهلى.. المهم استدعى محمود عبود.. وقال له: «إنت ممتاز يا محمود شد حيلك والسنة الجاية هتتنقل من الوراق لمكان أفضل».. احمر وجه محمود خجلاً وشكر المحامى العام الأول وعاد إلى مكتبه. أفضل وكيل نيابة فى مصر فى حركة التنقلات القضائية الداخلية -الكلام على لسان أسامة سيف-.. ينتقل محمود عبود إلى نيابة حوادث شمال الجيزة كما وعده هشام الدرندلى بمكان أفضل.. وهى النيابة المختصة بجرائم القتل وتحتاج إلى عقل وتروٍ وقوة ودقة ومذاكرة رائعة لمواد القانون وبها 3 أو 4 أعضاء من وكلاء النيابة.. ومن بين الأعمال المكلف بها محمود عبود فى نيابة الحوادث إنه بيفحص قضايا نيابة مركز إمبابة.. أنا كنت شغال هناك وكنت لسه معرفش محمود نهائى.. وفجأة لقيت المستشار هشام الدرندلى بيطلب نيابة مركز إمبابة ويقول ابعتوا لى أسامة بيه سيف.. أنا دخلت مكتبه.. لقيت 2 من الزملاء معرفش أسمائهم.. ولقيت هشام بيه، بيقول لى: «يا أسامة بيه دى قضيتك اللى قدامى.. ده كان محضر عادى جداً وإنت اشتغلت فيه صح وطلعت من وراه جريمة قتل كبيرة ولو عملت غير كده مش هنلومك نهائى.. أتمنى لك مزيداً من التقدم والنجاح».. وعرفت بعد ما خرجت من المكتب إن اللى جوه هما عبدالرحمن حزين ومحمود عبود وكلاء نيابة الحوادث.. ومحمود عبود كان بيفحص القضية اللى أنا حققت فيها وقال لهشام الدرندلى: «لازم نشكر وكيل نيابة اسمه أسامة سيف فى مركز إمبابة وشغله ممتاز».. المهم خلصت السنة القضائية.. وكان لازم محمود عبود يتنقل لجنوبالجيزة فى 2008.. ويوم النقل.. هشام الدرندلى اتصل بالمستشار حمادة الصاوى المحامى العام الأول لنيابات جنوبالجيزة وقال له نصاً: «جاى لك وكيل نيابة أرجو أن تحسن استغلاله.. أحسن وكيل نيابة فى مصر وهو محمود عبود.. وأنا خلاص مفيش علاقة بينى وبين محمود، لكن إرادة ربنا جمعتنى بيه فى عام 2009 لما بقيت رئيس لنيابة حوادث جنوبالجيزة وكان محمود عضواً بها واشتغلنا سنتين مع بعض». «هبة ونادين» ومرافعة تاريخية فى نيابة جنوبالجيزة، تألق محمود عبود وشارك فى كشف غموض جرائم كثيرة -أسامة سيف ما زال يتحدث- تفتكر قضية هبة ونادين.. محمود وبتكليف من المستشار حمادة الصاوى، المحامى العام الأول، فى ذلك الوقت.. دخل فى القضية بعد شهر من حدوثها وشارك فيها لأنه حصل بعض المشاكل مع وكيل النيابة اللى حققها فى الأول.. محمود أحكم قبضته على أدلتها وأوراقها.. وفى الجلسات ومع مراوغة المتهم وحيل لجأ إليها محاميه.. تدخل محمود عبود وكان ممثلاً للنيابة العامة وطلب من المستشار محمد عبدالرحيم إسماعيل، رئيس الدائرة أن يصطحب المتهم بالقتل إلى مسرح الجريمة.. وهى من المرات النادرة التى تنتقل فيها المحكمة للمعاينة.. ويومها أخطأ المتهم، عندما قال له المستشار عبدالرحيم إزاى طلعت الدور التانى ورد المتهم فى «غفلة»: «أنا طلعت كده من الشباك ده.. وانتهت الجلسات بمرافعة تاريخية من محمود عبود أبدع فيها وتألق وكان محمود حافظاً للقرآن واختار الكلمات فى مواضعها وأحسن مرافعته وجذب بها أذهان الجميع. جاءت المرافعة فى 5 آلاف كلمة.. وهذا جزء من مقدمتها: «سيدى الرئيس ويزيدُ القتلَ جرماً أن يقترن بالغدر.. فلا يعلمُ القتيلُ فيما قتل.. يخلد إلى نومه فى مسكنه ثم يأتى من يقتحمُه عليه ليقتلَه. حقاً سيدى الرئيس.. إنّ القتلَ مع الغدر من أبشعِ صورِ القتل.. ولكنْ من القتلِ ما هو أبشعُ جرماً، وأعظمُ إثماً وذلك أن يَسلبَ القاتلُ حياةَ ضحيِته بالقتل لأجلِ عرضٍ قليلٍ تافه يُزهق روحَ إنسان طمعاً فى القليلِ من المال سيدى الرئيس.. إنّ المتهم الماثل أمامَنا الآن فى قفصِ الاتهام.. جاء فى القتل فى أبشع صورة، فلم يقتل نفساً واحدة بل قتل فتاتين فى ريعان شبابهما، قتلهما بكل قسوة بلا رأفةٍ ولا شفقة.. فكر ودبر تسلل واختبأ ثم ذبح وطعن وضرب وأصاب ولما قتل سرق وهرب. سيدى الرئيس.. لقد هانت على المتهم نفسان طاهرتان بريئتان من أجل عرضٍ قليلٍ زائل.. أفلا تهونُ علينا نفسُه الخبيثةُ الدنيئة ونحن نطبقُ فيه شرعَ اللهِ العادل. سيدى الرئيس.. حضرات السادة أعضاء الهيئة الموقرة.. السادة الحضور اسمحوا لى بأن أعودَ بحضراتِكم إلى زمانِ الواقعة.. نعيشُ سوياً وقائعَها بما حوته من آثامٍ وآلام.. نتعرفُ على القتيلِ وبراءتِه.. نرى القاتلَ وشراستَه.. فأعيرونى الآذانَ والأذهان.. وتخيلوا معى ما أقول.. ومن جانبى، فاللهَ أدعو أن يُوفقَنى فى تجسيدِ الواقعة لتظهرَ بالمظهرِ الذى كانت عليه.. استمر وكيل النيابة الشاب فى مرافعته وانتهى من الوصف إلى أدلة الإدانة.. وأقوال الشهود واستشهد بانتقال المحكمة لمسرح الجريمة ومعاينتها التى جعلتها تتيقن أن المتهم هو القاتل.. وطالب بإعدام المتهم وأصدرت المحكمة حكمها بالإعدام. الله.. الله أسامة سيف، يضيف عن زميله وصديقه الذى لازمه العمل عامين كاملين فى نيابة حوادث جنوبالجيزة، وكان أسامة هو المدير المباشر للشاب «محمود عبود».. محمود عبود قضى 3 سنين فى نيابة جنوبالجيزة وقبلها 3 فى شمال الجيزة.. وانتهت معها مدة المنطقة المركزية وهى 6 سنوات وانتقل إلى الفيوم مديراً إلى نيابة أطسا.. ثم مديراً لنيابة الطفل فى الفيوم منذ 8 أشهر.. ويقول له أسامة سيف: «معقولة يا محمود بيه.. إنت تروح نيابة الطفل.. ليه».. ويرد محمود عبود ب«رضا».. تعرف يا أسامة بيه أنا اتعلمت حاجات كتير فى نيابة الطفل.. ولو ما رحتش نيابة الطفل مكنتش هاتعلمها.. ويرد سيف: ده إنت تصلح محامى عام بإمكانياتك دى.. ويرد عبود: «الحمد لله أنا راضى ومبسوط باتعلم».. ومنذ شهور تتكون نيابة الثورة.. ويرشح الجميع محمود عبود ليكون عضواً بها.. ورغم مرور شهرين على بدايتها، فرؤساؤه حددوا أن يكون «محمود عبود» مترافعاً فى قضية القرن.. قضية الرئيس السابق مبارك، المقرر بدايتها الشهر المقبل ومعه آخرون من مكتب النائب العام. يتذكر أسامة سيف: فى مرة كنا فى نيابة جنوبالجيزة.. والمستشار حمادة الصاوى، المحامى العام، طلب محمود بيه يروح له المكتب وكان بيحبه جداً.. المكتب جنب المكتب.. ومحمود اتاخر شوية.. والمحامى العام قال له: لو سمحت يا محمود بيه ما تتأخرش تانى وكان غاضباً.. وعاد محمود إلى المكتب وقال: «تخيلوا حمادة بيه زعلان منى جداً إنى اتأخرت وطلب إنى ما أتأخرش تانى».. وقلنا له أنا وزمايلى، هشام حاتم وهيثم أبوالحسن: «متزعلش يا عبود».. ابتسم بهدوء.. وقال «إنتوا مش فاهمين حاجة.. أنا مش زعلان خالص.. بس سألت نفسى لو كان المحامى العام زعلان كده عشان أتاخرت عليه.. أمال ربنا لما نتأخر عليه فى الصلاة بعد الأذان.. بيبقى زعلان أد إيه».. محمود كان حافظاً للقرآن ومش بيفوته فرض ولا سنة.. وكان بيجمعنا فى رمضان يعلمنا أصول قراءة القرآن.. محمود كان بيحب ربنا.. بيحب ربنا قوى.. و ربنا بيحبه.. وكلنا بنحبه.. عشان كده محمود ما ممتش.. محمود طلع فوق.. طلع عند حبيبه.