سعر سبيكة الذهب في مصر بعد الانخفاض الجديد في جميع الأوزان    رد فعل محمد صبحي بعد تبديله يفجر حيرة جماهير الزمالك    سقطت من الدور الخامس.. النيابة تحقق في مصرع ربة منزل بالعبور الجديدة    نكبة جديدة ونهائية    منظومة الدفاع الجوي الصينية HQ-9.. قوة ردع باكستانية أمام الهند    بوليانسكي: روسيا ترحب بإصلاح متزن لدور الأمم المتحدة    جمعية الخبراء: الضرائب الرقمية تحدد مسار قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات    الكرة النسائية.. الزمالك يخطف نقاط المقاولون بهدف نظيف    انطلاق قمة "رايز أب 2025" من المتحف المصري الكبير    المخرج محمد عبد العزيز يكشف كواليس علاقته بعائلة محمود عبد العزيز    قصور الثقافة: مكتبات وبيوت الثقافة التي تضم أندية أدب وفرقا فنية مستمرة في أداء دورها    قصص «أقفل المحضر في ساعته وتاريخه» لوئام أبوشادي ترصد الصمود الإنساني في وجه الأزمات    وزير الثقافة يصطحب نظيرته الفرنسية في جولة بالجناح المصري في بينالي فينيسيا للعمارة    فريق طبي بسوهاج الجامعي ينجح في استخراج «دبوس» من معدة طفل    نانسي عجرم تستعد للغناء في جاكرتا هذا الموعد    ستيف ويتكوف: ترامب يؤمن بالسلام عبر القوة ويفضل الحوار على الحرب    تكريم رئيس هيئة قضايا الدولة في احتفالية كبرى ب جامعة القاهرة    عمرو سلامة عن تعاونه مع يسرا: «واحد من أحلام حياتي تحقق»    خطيب الجامع الأزهر: الحديث بغير علم في أمور الدين تجرُؤ واستخفاف يقود للفتنة    حريق في عدد من المنازل بعزبة البهنساوى ببنى سويف بسبب ارتفاع درجات الحرارة    إدارة القوافل العلاجية بالمنوفية تحصد المركز الثاني على مستوى الجمهورية    "بنقول للضحايا إحنا مباحث".. اعترافات عصابة الشرطة المزيفة ب"عين شمس"    الزمالك يحدد جلسة تحقيق جديدة مع زيزو    النيابة تصرح بدفن جثة شاب غرق بترعة أبيس في الإسكندرية    إمام المسجد الحرام: تأشيرة وتصريح الحج من لوازم شرط الاستطاعة    الدوري الألماني.. توماس مولر يشارك أساسيا مع بايرن في لقائه الأخير بملعب أليانز أرينا    تراجع جديد في أعداد قاطني مخيم الهول السوري    ترامب يوجه رسالة إلى الصين: الأسواق المغلقة لم تعد مجدية    فريق طبي بمستشفى سوهاج الجامعي ينجح في استخراج دبوس من معدة طفل    شهادات مزورة ومقر بدون ترخيص.. «الطبيبة المزيفة» في قبضة المباحث    مصرع عنصرين إجراميين في مداهمة بؤرًا خطرة بالإسماعيلية وجنوب سيناء    محافظ الشرقية يطمئن على نسب تنفيذ أعمال مشروعات الخطة الإستثمارية للعام المالي الحالي بديرب نجم    أمين الفتوى: المعيار الحقيقي للرجولة والإيمان هو أداء الأمانة والوفاء بالعهد    سجل الآن.. الوطنية للتدريب تطلق مبادرة "أنا أيضًا مسئول" لبناء وعي القيادة والمسؤولية لدى الشباب    الضرائب: 9 إعفاءات ضريبية لتخفيف الأعباء وتحفيز الاستثمار    ارتفاع توريد القمح المحلى إلى 128 ألف طن وزيادة التقاوى ل481.829 طن بالدقهلية    «المستشفيات التعليمية» تنظم برنامجًا تدريبيًّا حول معايير الجودة للجراحة والتخدير بالتعاون مع «جهار»    عقب أدائه صلاة الجمعة... محافظ بني سويف يتابع إصلاح تسريب بشبكة المياه بميدان المديرية    عاجل.. الزمالك يُصعّد: نطالب بحسم مصير "القمة" قبل 13 مايو لضمان العدالة في المنافسة على اللقب    الشباب والرياضة تنظم الإحتفال بيوم اليتيم بمركز شباب الحبيل بالأقصر    تنفيذ فعاليات حفل المعرض الختامي لأنشطة رياض الأطفال    رئيس جامعة الإسكندرية يستقبل وفد المجلس القومي للمرأة (صور)    مروان موسى: ألبومي الأخير نابع من فقدان والدتي    التموين تعلن آخر موعد لصرف الدعم الإضافي على البطاقة    "موسم لا ينسى".. صحف إنجلترا تتغنى ب محمد صلاح بعد جائزة رابطة الكتاب    هل يجوز الحج عن الوالدين؟ الإفتاء تُجيب    جدل فى بريطانيا بسبب اتفاق ترامب وستارمر و"الدجاج المغسول بالكلور".. تفاصيل    قناة السويس تدعو شركات الشحن لاستئناف الملاحة تدريجيًا بعد هدوء الهجمات    البابا لاون الرابع عشر في قداس احتفالي: "رنموا للرب ترنيمة جديدة لأنه صنع العجائب"    رئيس الوزراء يؤكد حِرصه على المتابعة المستمرة لأداء منظومة الشكاوى الحكومية    10 لاعبين يمثلون مصر في البطولة الأفريقية للشطرنج بالقاهرة    لجنة المشاركة السياسية بالمجلس تنظم ندوة لتوعية الشباب بجامعة بورسعيد    سائح من ألمانيا يشهر إسلامه داخل ساحة الشيخ المصرى الحامدى بالأقصر..فيديو    كاف اعتمدها.. تعرف على المتطلبات الجديدة للمدربين داخل أفريقيا    محافظ القليوبية يستقبل وفد لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب لتفقد مستشفى الناس    تحقيقات موسعة في العثور على جثة متعفنة داخل منزل بالحوامدية    التنمر والتحرش والازدراء لغة العصر الحديث    في ظهور رومانسي على الهواء.. أحمد داش يُقبّل دبلة خطيبته    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المفكر الليبرالي طارق حجي في حوار شامل ل «الأخبار» : السيسي قائد محنك
وانحيازه للشعب في 30 يونيو أهم مؤهلاته «يسقط حكم العسکر» تعبير إخواني کريه هدفه إسقاط الدولة الإخوان : خسروا بالنقاط وليس بالضربة القاضية السلفيون أكثر عداء للدولة المدنية .. والصراع
نشر في أخبار اليوم يوم 02 - 04 - 2014

فتح د. طارق حجي الكاتب والمفكر الليبرالي قلبه ل»الاخبار» في حوار شامل جامع تطرق الي اهم قضايا الساعة.. وقال انه يري في بيان المشير السيسي الذي اعلن فيه نيته الترشح للرئاسة توازنا بين المأمول والواقعي، ورسالة لثلاثة أطراف أولهم الشعب الذي يقول له أن ترشحه ليس لكي ينول شرفا كبيرا إنما لكي يقود تحديا كبيرا،وللطرفين الآخرين أعداء الدولة المصرية في الداخل والخارج فيقول لهم أن هذا الجيش وجد لأسباب في مقدمتها الحفاظ علي الدولة وأنه سيعمل من أجل ذلك، وشدد علي أن حجم الرفض الذي يلقاه المرشح عبد الفتاح السيسي من أمريكا يعود في الاساس لأنه سينهض بمصر تلك النهضة التي لا توافق عليها الولايات المتحدة وأنصارها فهم يريدون رئيسا لمصر يكون منخرطا في تنفيذ البرنامج الأمريكي للمنطقة مثلما كان البرادعي منخرطا في تنفيذ هذا المشروع ومعه بعض الإعلاميين.
ويشير د. حجي الي أن مروجي عبارة»يسقط حكم العسكر»هم الإخوان بهدف الإساءة للجيش وإسقاط بنية الدولة،ويؤكد أن «30 يونيو» و «3 يوليو» وجهان لعملة واحدة..واستبعاد 3 يوليو من الاحداث كان سيؤدي الي حرب أهلية،ويحذر من أن الصراع السلفي مع الدولة المصرية قادم لأن السلفيين أكثر عداء للدولة المدنية من الإخوان ولكنهم يلعبون سياسة بمهارة ويتوقع حصولهم علي 10 % في البرلمان القادم لأن الشعب تعلم الدرس بعد فترة حكم الإخوان.. وإلي تفاصيل الحوار
كيف قرأت بيان المشير السيسي للشعب المصري؟
أعتقد أنه من أكثر البيانات السياسية توازنا تكلم فيه بتوازن غير معهود في معظم الساسة بين المأمول والواقع.. كانت فيه نبرة ألم وفيه بنفس القدر نبرة واقعية،وأيضا ما سمعته عنه من كل من تعامل معه.. تميزه بنبرة تواضع عالية جدا فهو من ألف الي ياء،الخطاب نفس الشخص المتواضع الذي يتحدث عن انه مكلف من الناس أكثر مما هو متشرف بالمنصب.
هل نبرة الألم تتعلق بتركه طواعية للحياة العسكرية؟
نعم، هذه نبرة لا يعرفها إلا من عاش الحياة العسكرية..فالعسكرية تختلف في كل بلد عن الآخر ففي تركيا كل أبناء الطبقة العليا يدخلون الجيش وأكثر بلدين يحظي فيهما العسكري باحترام مجتمعي هما ألمانيا وتركيا، ونحن ايضا عندنا رابطة قوية بين الجيش والشعب ودائما أذكّر الناس اننا كنا جزءا من الإمبراطورية العثمانية وكان العثمانيون يحاربون ويدافعون نيابة عنا ومحمد علي قال وهو ينشئ الجيش المصري الحديث انه يعرف انه يكوّن رحم الوطنية المصرية.
إذن ماذا تعني لك عبارة»يسقط حكم العسكر»؟
بداية،القوي المعادية للجيش في تركيا هي التي قامت بصك هذا التعبير لأن الجيش في تركيا هو الذي شكّل قمة الهرم السياسي لقرون لذلك جاء أعداء الجيش واستعملوا كلمة»العسكر».. مروجو كلمة العسكر في مصر هم الإخوان وهدفهم الإساءة للجيش لأن في كلمة العسكر نبرة استهزاء او تحقير او معاداة وكأن هؤلاء ظلمة وهذا غير صحيح علي الإطلاق..الجيش المصري هو ركن الأساس لفخر المصريين بوطنيتهم وركن الأساس للوطنية المصرية ولكن الإخوان يريدون إسقاط بنية الدولة لذلك اخترعوا تعبيرا آخر ولكن لم يكتب له الرواج مثل كلمة «العسكر» وهو»الدولة العميقة» وكأنها أيضا شيء سلبي..الدولة المصرية هي شريك في اسقاط حكم العسكر لأنها دافعت عن المجتمع المدني وفي الحقيقة ان ما نحن فيه الآن هو نتاج لإرادة الشعب والدولة..الشعب يوم 30 يونيو والدولة يوم 3 يوليو..وتعبير»يسقط حكم العسكر»تعبير إخواني مقيت وكريه ولا يمكن ان يستعمله انسان محب لمصر فعملتنا اليوم علي جانبها الأيمن كلمة» 30 يونيو» وعلي جانبها الأيسر كلمة»3 يوليو» واذا استبعدنا 3 يوليو أصبحت 30 يونيو بدون حماية وبدون مظلة وبالتالي كنا معرضين لحرب أهلية وحرب شوارع بين من نزلوا لإقصاء الإخوان يوم 30 يونيو وبين من يريدون بقاء الإخوان.
رسائل البيان
في عودة لبيان المشير السيسي..كيف قرأت ما تضمنه من رسائل؟
أعتقد أن في بيان السيسي رسائل الي ثلاثة أطراف:المعادين للدولة في الخارج، والمعادين لها في الداخل، والشعب المصري..فهو يقول للشعب المصري الذي يؤيد 30 يونيو ويعلم أنه لولا السيسي لكانت مصر الآن في حرب أهلية أنني سأترشح لكن لا لكي أنول شرفا كبيرا إنما لكي أقود عملا كبيرا..أما بالنسبة لأعداء الدولة المصرية في الداخل والخارج فيقول لهم إن هذا الجيش وجد لأسباب في مقدمتها الحفاظ علي الدولة وأنه سيعمل من أجل ذلك وهنا أود الإشارة الي تواكب تكوين فرقة التدخل السريع مع الإعلان عن الترشح فهو يقول من خلالها انه اخذ «كريمة»القوات المسلحة وكون منها فرقة جديدة تكون لأول مرة في مصر لتكون مهمتها الدفاع عن مصر المدنية والدولة والشعب في مواجهة أعداء الدولة في الداخل والخارج..ليس هناك تصرف يحدث صدفة من رجل كان مديرا للمخابرات الحربية فمن كان في ذلك المنصب يعمل بسيناريوهات وبرامج وخطط طويلة ومتوسطة وقصيرة المدي لذلك عندما يشهد تأسيس فرقة جديدة في الجيش وفي أقل من 36 ساعة يرشح نفسه أظن أن هناك رابطة إيجابية جدا.
كيف سيغير البيان في المشهد السياسي الحالي؟
الناس كانوا في حالة قلق غير عادية من عدم ترشح السيسي من قبل وأنا كنت متأكدا من انه سيترشح لأني أراه رجلا مسئولا والرجل المسئول لا يفعل ما حدث يوم 3 يوليو ثم يترك الأحداث لقوانين المصادفة بالرغم من معرفتي بالضغوط المهولة التي كانت تمارس عليه والتي وصلت الي حد مكالمة تسربت أخبارها لكثيرين وكانت من وزير الدفاع الأمريكي للمشير السيسي وجاء فيها أن الولايات المتحدة الأمريكية ستوافق علي أي رئيس يرشحه السيسي علي ألا يكون هو نفسه..مما يعد هذا منتهي التدخل في الشأن المصري ولكنه يوضح مدي رفض الولايات المتحدة للسيسي ولذلك أصبحت أري أن كل ما ترفضه الولايات المتحدة من خياراتنا هو خير وكل ما تقبله من خياراتنا هو شر.
وما سر الرفض الأمريكي الشديد لشخص السيسي؟
لأنه سينهض بمصر تلك النهضة التي لا توافق عليها الولايات المتحدة وأنصارها..هم يريدون رئيسا لمصر يكون منخرطا في تنفيذ البرنامج الأمريكي للمنطقة كما انخرط البرادعي في تنفيذ هذا المشروع ومعه بعض الإعلاميين ولكنهم قلة منخرطون أيضا في تنفيذ البرنامج الأمريكي،وهنا أفرّق بين قراءة المشهد السياسي والواقع فلقد سمعت بنفسي من اللواء عمر سليمان أن رئيس المخابرات الأمريكية جاء لزيارته قبل غزو الأمريكيين للعراق سنة 2003 وقال له جهارا نهارا قل للرئيس مبارك أننا نفعل ذلك لسبب أساسي وهو ألا تكون هناك دولة كبيرة مثل العراق وجيش كبير مثل الجيش العراقي الي شرق اسرائيل وأشهد اللواء حسين كمال مدير مكتب اللواء عمر سليمان علي هذه المقولة والتي أقول إنها تعني الكثير فمن يرفض وجود الجيش العراقي الي شرق اسرائيل ويرفض وجود الجيش السوري الي شمال شرق اسرائيل سيرفض أيضا وجود الجيش المصري جنوب غرب اسرائيل لأن المنطق واحد فالهدف الرئيسي للإمريكيين هو إضعاف الجيش المصري لأنه إذا أزيح من المشهد المصري لن يبقي شيء يستعصي علي الإمريكيين في تطويع المنطقة بمعني أن المشهد العربي سيكون لينا وسهل التطويع إلي أبعد حد..لذلك أصبحت أري مثل بسطاء الشعب المصري الذين يتسمون بحكمة لها مكونات تاريخية أن ما تريده لنا الولايات المتحدة الأمريكية لنا شر وما ترفضه من مسلكنا خير.
هدف واحد
وهل لهذا السبب ما زالت الولايات المتحدة تراهن علي الإخوان فنحن نعلم من تصريحات رجالها أنها رفضت إعتبارهم كجماعة إرهابية وتراهم فصيلا سياسيا تتواصل معه؟
الولايات المتحدة الأمريكية تعرف يقينا انه لا يوجد بين تيارات الإسلام السياسي خلافات استراتيجية تتعلق بالهدف فأسماء بعض تيارات الإسلام السياسي مثل:الإخوان، حماس، القاعدة، التنظيمات الجهادية، السلفية الجهادية، النصرة، داعش..في النهاية تختلف في التكتيكات ولا تختلف في الإستراتيجيات..فالهدف الإستراتيجي واحد وهو إقامة دولة الخلافة وتطبيق الشريعة كما يرون هم الشريعة..إذن الذي يقول لي أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تعرف أن الإسلام السياسي هو شجرة لها ساق وفروع..الساق هم الإخوان والفروع هم كل التيارات الأخري أقول أنني لا يمكن أن أصدق فالولايات المتحدة فيها جامعات عميقة ومراكز بحوث..مثالا عندما ينخرط البعض في إفهام الأمريكيين أن الإخوان قوة معادية لحقوق المرأة أو حقوق الأقليات أقول لهم هم يعرفون ذلك ولكن هناك هدفا سياسيا أهم من هذه التفاصيل وهو الهيمنة علي الدولة المصرية وتلك الهيمنة لا تتأتي إلا بعد أن يكون الجيش المصري إما تحت السيطرة أو أصغر من حجمه وأقل قوة من وضعه الحالي..لذلك لا أجد فارقا استراتيجيا بين كل التيارات السلفية..الولايات المتحدة تريد أن تمرر في النهاية مشروع الشرق الأوسط الكبير بما فيه من دور محوري كالقلب من الجسد بالنسبة لإسرائيل هذا الدور لا يستطيع أن يسيطر علي الجماهير ويقنعها به الا الإخوان في رأي أمريكا لذا تقول:غلاة الإسلام السياسي إذا شاركوني في الحكم وكانوا في اتفاق معي يستطيعون أن يبرروا لشعوبهم مشروع الشرق الأوسط الكبير واسرائيل الكبري.
وما دليلك علي ذلك؟
الإخوان جاءوا إلي حكم مصر يوم 30 يونيو 2012 وقبل مرور 180 يوما علي حكمهم كانوا قد أجبروا حماس علي توقيع اتفاق مع اسرائيل يسمونه هدنة لكنه في الحقيقة صلح لأنه تعهد بعدم العدوان العسكري أو الإقتصادي أو الإعلامي!تخيلي أن هناك بندا تتعهد فيه حماس في شهر ديسمبر 2012 بعدم العدوان علي اسرائيل بكل أشكاله بما فيها العدوان الإعلامي..هذا يفسر لنا لماذا يريد الأمريكيون وجود الإسلاميين في حكم مصر لأن هذا الإتفاق الذي لم يقترب من مثله حسني مبارك لأنه إذا كان قد فعله كانت الشوارع ستموج بالإعتراضات وهذا من وجهة نظر الأمريكيين لكن عندما قام به الإخوان ووقّّع المرشد كضامن لإتفاق حماس وإسرائيل هذا أعطاهم فكرة أن لو الإخوان باعوا القضايا فإن الشعوب لن تعترض..أمريكا تريد الإخوان في العراق، والأردن، وسوريا، ومصر، وليبيا، والسودان، واليمن، والجزائر وفي تونس لأن هؤلاء في نظر الأمريكيين هم الذين سيمررون مشروعين:مشروع الشرق الأوسط الكبير، ومشروع اسرائيل اليهودية وهنا نلتفت الي أنه اذا كانت الأردن مثلا في يد الإخوان فاسرائيل لماذا لا تقول إنه من حقها ان تكون دولة يهودية؟هذا مطلب اسرائيل الحالي..لذا أري وان كانت أمريكا قد تلقت لطمة قوية يوم 3 يوليو ويوم إعلان السيسي لترشحه للرئاسة إلا انهم لن يكلوا ولن يملوا عن الحرب.
الضربة القاضية
هل الأمريكيون مازالوا علي قناعتهم بأن الإخوان هم من سيحققون لهم حلمهم علي الرغم من حجم الكراهية والهزيمة المنكرة التي تلقوها في داخل مصر وفي الدول العربية؟
نعم، لأني أعتقد أنهم يظنون أن هذه مجرد جولة وأن الدولة المدنية والمصريين فازوا بالنقط وليس بالضربة القاضية والضربة القاضية ستكون عندما يكون هناك رئيس جمهورية قوي وحاسم وحازم في مصر يسحب مصر الي الأمام ويحرز تقدما في مجالي الأمن والتنمية عندئذ سيهزم الإخوان بالضربة القاضية وليس بالنقاط.
وماذا عن حزب النور هل تراه يحاول ارتداء عباءة الإخوان؟
لا أشك أن حزب النور أكثر عداء للدولة المدنية التي نرجوها من الإخوان ولكنه يلعب سياسة بحنكة أكثر منهم..مثالا ممثل حزب النور في لجنة الخمسين كان المعترض الأساسي علي كل المواد التي فيها شبهة مدنية الدولة إذن هم فقط يعتقدون أن الوقت غير مناسب لمناطحة الدولة المدنية فمناطحتها الآن قضت علي الإخوان إذن هم يؤخرون هذه الخطوة، ولكن أنا أؤكد لك أن رأي السلفيين في قضايا المرأة، والأقباط، والتشريعات الحديثة كلها يماثل رأي الإخوان تماما.. كل ما في الأمر أنه يؤجل الصراع حتي تقوي شوكته مثالا بوجود عدد كبير من رجاله في البرلمان القادم فيكون القضاء عليهم أشد صعوبة من القضاء علي الإخوان ولكن الأجندة السياسية للسلفيين لا تختلف كثيرا عن الأجندة السياسية لكل قوي الإسلام السياسي من النصرة للقاعدة لداعش للإخوان.
هل تتوقع حصول السلفيين علي 30%من مقاعد البرلمان القادم كما يروجون؟
أتوقع حصولهم علي 10% من مقاعد البرلمان القادم والفارق كبير بين أن يكونوا 10% و30% لأنني لا أبالي ان كانوا 10% وانما اذا كانوا معارضة قوية فسيعملون ضجة كبيرة وفي أغلب الظن سيجد الإخوان أنفسهم مضطرين الي الإصطفاف مع السلفيين لأنه التوجه الوحيد القريب منهم ولا أعتقد حصولهم علي 30% لأني أعتقد أن الشعب المصري تعلم أن الذين يرفعون راية الدين في السياسة لهم أغراض سياسية محضة.
وهذا ما اتضح جليا في الإستفتاء علي الدستور عندما أعلنت قياداتهم تأييدهم للدستور بينما غابت قواعدهم عن صفوف الناخبين؟
بالضبط،لذلك اذا اخذنا الإستفتاء كأداة قياس لما سيحدث في المستقبل سنري أن شمس الإخوان غربت وشمس السلفيين تغيب وراء السحب.
استغرق الإخوان ما يقرب من 80 سنة حتي وصلوا الي ما كانوا يهدفون إليه فكم من الوقت يلزم السلفيين؟
السلفيون لن يستغرقوا 8 سنوات لأن أدوات الناس سنة 1928 كانت مختلفة فهم كانوا ينتظرون صدور مجلة المصور كل أسبوع لقراءتها بينما اليوم ادوات العصر من فيسبوك وانترنت ويوتيوب لا تعمل لمصلحة كل من يريد أن ينصب علي الناس باسم الدين..السلفي بعيد عن العصر من الإخواني وبالتالي الصراع سيكون أكبر وهذا ما يطمئنني بأن السلفي اذا جاء فسيأتي بنسبة محدودة لأن الشعب المصري أصبح شديد الشك فيمن يبيعون أنفسهم باسم الله.
ومتي تتوقع حدوث هذا الصراع؟
خلال فترة الرئاسة الأولي للرئيس القادم لأنهم سيقولون لأنفسهم إننا لعبنا بطريقة مختلفة عن الإخوان وصبرنا لنري النتيجة واذا وجدوا ان الصبر لم ينفعهم فسيسرّعون الرتم وبالتالي يحدث الصراع.
العمل التنفيذي
من يطلق عليهم نخب يروجون أنه لا يوجد تكافؤ فرص بين السيسي وأي مرشح آخر؟
فعلا لا يوجد تكافؤ فرص لأن معظم الضمير الجمعي المصري مع السيسي وبالتالي هم لن يرضوا أبدا لأنهم يبحثون عن أسباب للتجريح لكن ما رأيته في الحقيقة أن التليفزيون المصري بما فعله بعد انتهاء بيان السيسي يقول إنه في موقف حرج وسيتجنب الحرج وأذاع فيلما وثائقيا عن حمدين صباحي وكان كريما في حقه لأنه إذا لم يكن صباحي قد رأي النتيجة من الآن فهو مؤكد لديه خطأ في الحسابات ليس لأن الدولة تقف مع السيسي لكن لأن السيسي وقف مع الشعب المصري..مع احترامي للأستاذ حمدين إلا أن خلو تاريخه من أي عمل تنفيذي طوال حياته يجعله عرضة لنقد شديد جدا ودائما سيكون معرضا للسؤال عن وظيفته ومن أين يتكسب حتي يتمكن الناس من الحكم عليه..رئيس مصر بلغة الإدارة هو المدير التنفيذي لمصر ولهذا سنسأله عن تاريخه في الأعمال التنفيذية وليس في الخطابة والمظاهرات وأرجو أن يصحح لي لو كنت مخطئا لأنه لم يمارس أي عمل إداري أو تنفيذي في حياته أبدا ولا يقل لنا أن إصدار جريدة عمل تنفيذي لأنه حتي لم يكن رئيس تحريرها.
ما وجه الشبه بين السيسي وعبد الناصر؟
هناك وجهان يربطان بين السيسي وعبد الناصر: الكاريزما والقبول الإنساني العارم فالسيسي عنده الكاريزما فهو له حضور طاغ ومؤهل لأن يحبه المصريون لكن لا أظن أن السيسي سيكون نسخة من عبد الناصر في قراراته لأن بيئة عبد الناصر تختلف عن بيئة السيسي فعبد الناصر من وجهة نظري المتواضعة كان ضحية الحرب الباردة فأمريكا وروسيا حاربا بعضهما البعض في شخص عبد الناصر وأمريكا اعتبرت أنها ضربت روسيا أو الإتحاد السوفيتي آنذاك يوم 5 يونيو 1967 لأنها هزمت عبد الناصر رجل الإتحاد السوفيتي اذن الظرف التاريخي مختلف..كما أن السيسي محنك جدا والدليل أن السيسي رأي أن الشعب متجه الي مواجهة حاسمة مع الإخوان علي الأقل من 3 الي 6 أشهر قبل 3 يوليو ولكنه أدي اداء مبهرا علي المسرح السياسي فمعظمنا اعتقد ان نزول الجيش الي الشارع كان من أجل حماية مرسي فنحن بصدد سياسي محنك آمن له الإخوان ولم يتوقعوا ان ينحاز الي جانب الشعب المصري وهنا هو يشبه السادات عن عبد الناصر لذا أعتقد أنه به سمات من عبد الناصر والسادات وهذا ما يجعلني أكرر دائما أن مصر لو قيض لها رئيس غير عبد الفتاح السيسي في الظرف الراهن فهي عرضة للإنقسام والتناحر وحرب أهلية بين من يظنون أنهم حماة الدين الإسلامي وبين من يرفضون هذا الإدعاء.
ما ترفضه أمريكا من خياراتنا خير .. وما تقبله منها شر
حنكة السيسي
كأستاذ لعلوم الإدارة..كيف تري السيسي رئيسا؟
السيسي مدير محنك يعرف كيف تنفذ المشاريع بكفاءة عالية وقد سمعت من كثيرين ممن كانوا حوله أن السيسي ولد مديرا، فكل مشاريع القوات المسلحة تنم عن إدارة جيدة ولاسيما خلال فترة وجود السيسي في الوزارة وقد سمعت من أمريكي له علاقة بالمساعدات الأمريكية لمصر أن الفترة التي قضاها السيسي كوزير للدفاع وهي سنة واحدة أنه استطاع أن يقضي فيها علي 90% من فساد داخل منظومة العقود في القوات المسلحة كما أن الأصل في أنه مدير ناجح ومؤهله في ذلك رؤيته يوم 30 يونيو كافية فالرؤية متوافرة والمنظومة الإدارية واضحة جدا.
هل تعتقد أن وتيرة العنف ستزداد أم ستقل في الأيام القادمة؟
ستقل وأعتقد أننا سنعيش مع العنف لمدة سنة من الآن ولكن خلال تلك السنة سيكون هناك انحسار مع تمكن للقوات المسلحة والشرطة من ضبط إيقاع الأمن وضبط الحدود الشرقية مع حماس والغربية مع ليبيا وبمرور السنة الأولي من رئاسة الرئيس الجديد اذا كان رئيسا حازما وحاسما وأعتقد أنه سيكون فسوف نصل الي وضع أمني طيب في النصف الثاني من 2015 وأنني أثق أن جنون أمريكا وقطر وتركيا والإخوان وحماس من السيسي سببه معرفتهم أنه سيقضي علي الإرهاب وسوف يقضي علي العنف وهم يريدون رئيسا غير قادر علي ذلك وأمريكا سترضي عن رئيس وظيفته الوحيدة أنه يتكلم أو يرفع علي الأكتاف..كل ما تريده أمريكا ليس في صالحنا وكل ما يغضب أمريكا هو الصواب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.