في كل الحروب التي خاضتها مصر عبر تاريخها الطويل، كان الشعب مشاركا بكليته في تلك الحروب بجوار جيشه، بل كان دائما في حالة توحد وانصهار كامل مع قواته المسلحة، يشد من أزرها ويبذل أقصي الجهد لدعمها ومساندتها. كان الشعب دائما هو السند الرئيسي والمدد الذي لا ينضب لجيشه في دفاعه عن حرية الوطن واستقلال إرادته وحماية أراضيه، وكان يعيش المعركة لحظة بلحظة مدركا انه لا مجال للركون إلي الراحة أو الدعة، ولا مكان للتهاون أو التراخي في مواجهة الخطر الذي يهدد الدولة والشعب معا. كان ذلك هو واقع الحال دائما وأبدا خلال كل الحروب التي خاضتها مصر، حيث الشعب في خندق المواجهة والتصدي، في كامل التأهب والاستعداد واليقظة والاستنفار، حاميا لوطنه حافظا لجبهته الداخلية داعما لجيشه وشرطته في جهدهما للحفاظ علي الأمن والأمان في ربوع البلاد. ولكن الأمر يبدو مختلفا الآن في ظل الحرب الشرسة التي يخوضها الوطن في مواجهة الإرهاب حاليا، والتي تسعي فيها قوي الظلام والتخلف إلي تدمير الوطن والقضاء علي الدولة والشعب معا. وإذا ما أردنا الحقيقة والواقع، فلابد أن نقول بوضوح، إن الحرب الشرسة التي نتعرض لها الآن من عصابات الشر والإرهاب، لا تقل خطورة علي الإطلاق عن كل الحروب التي خضناها قبل ذلك، ان لم تذد،...، ولكن رغم هذه الخطورة، وبالرغم من التهديد الجسيم الذي تمثله علي حاضر ومستقبل الوطن والأمة، إلا اننا كمجتمع وكدولة لا نواجه الأمر بما يتطلبه من الجدية والمسئولية. وفي هذا الإطار، هناك قلة، إن لم تكن غيبة، للإحساس العام لدي المواطنين بخطورة وجدية الحرب التي تخوضها الآن ضد الإرهاب، وهناك غيبة للفهم الصحيح لحقيقة المؤامرة التي تستهدف النيل من وطننا، والتي تقوم جماعة الإرهاب والقتل والتدمير بتنفيذها الآن. ولعلنا نلمس جميعا ما نحن عليه من غياب لليقظة والانتباه اللازمين والواجب توافرهما لدي جميع المواطنين، وعموم الناس وكافة مؤسسات الدولة، وكل بيت، وفي كل شارع، وفي كافة أماكن العمل، بل وكل المواقع بطول البلاد وعرضها،..، وهذا أمر بالغ الخطر ولا يجب السكوت عليه علي الإطلاق. يا سادة لابد من ان نكون في حالة استنفار عام وشامل وفي كامل اليقظة والانتباه والاستعداد لمواجهة هذا العدو الجبان وتلك الحرب الغادرة،..، حتي يكتب الله لنا النصر فيها بقدرته وعونه.