من الضروري ونحن نسعي للتقدم للأمام وتحقيق ما نتطلع إليه من دولة ديمقراطية حديثة، قائمة علي الحرية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية، في ظل سيادة القانون، ان نحرص بكل عزم وتصميم علي استكمال خطوات وبنود خارطة المستقبل بكل دقة وبأكبر قدر من الشفافية. وذلك يتطلب الوعي الكامل بأهمية وضرورة الحفاظ علي وحدة كل القوي الوطنية المساندة والمؤيدة لثورة الثلاثين من يونيو، المؤمنة بالأهداف والمبادئ التي نادت بها جموع الشعب في كافة الميادين والساحات لحظة خروجها لاسترداد الثورة وإصلاح مسارها. وفي تقديري ان جماهير الشعب التي خرجت بالملايين يوم الثلاثين من يونيو حملت معها عدة رسائل واضحة للداخل والخارج في ذات الوقت، تؤكد للجميع بما لا يدع مجالا للشك، ان شعب مصر لن يخضع للإرهاب ولن تخيفه التحديات التي تواجهه في سعيه الجاد والمؤكد لبناء دولته القوية والآمنة والمتطورة. وعلي نفس القدر من الوضوح أكدت جموع الشعب في خروجها الكبير، ان ثورة الخامس والعشرين من يناير ثورة كل المصريين، وان ثورة الثلاثين من يونيو هي الامتداد الطبيعي لها، وأن من الخطأ الجسيم ان يدعي أحد ان هناك خلافا بين الاثنين أو يحاول الترويج لذلك. وفي نفس الإطار كان التأكيد الواضح علي أنه لا يحق لأحد أو فئة الادعاء بأنه أو انهم أصحاب الثورة أو سدنتها والمالكون لصكوكها وأختامها، وانهم وحدهم المتحدثون باسمها والمستحوذون علي حقوق منح شرف أو صفة الانتساب لها لمن يرونه أهلا لذلك، وان لهم الحق في منع هذا الشرف عمن لا يرونه كذلك. أقول ذلك بكل الوضوح حتي لا تتوه منا الأمور وسط محاولات البعض للترويج لخلافات غير حقيقية واختلافات لا يصح ولا يجب ان تكون قائمة أو واردة بين أبناء وجماهير 25 يناير والثلاثين من يونيو. ياسادة الثورة لكل المصريين.