الرسالة المباشرة والواضحة للخروج الكبير لجماهير الشعب، واحتشادها في الميادين والساحات بكل المدن والمحافظات يوم السبت الماضي، احتفالا بالعيد الثالث لثورة الخامس والعشرين من يناير، كانت ذات شقين متلازمين، أولهما: موجه لفلول الجماعة الارهابية، الكارهة لمصر والمصريين، والثاني: موجه الي البعض منا ممن يطلقون علي انفسهم لقب نشطاء سياسيين أحيانا، والنخبة الثورية أحيانا أخري. أولي الرسائل كانت تؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان شعب مصر لن يخضع للارهاب ولن ينصاع لتهديداته الجبانة، ولن تخيفه جرائمه الخسيسة، وانه قرر المواجهة والتصدي، والوقوف بكل الصلابة والصمود مع قواته المسلحة وشرطته الباسلة في حربها ضد المؤامرة الارهابية القذرة التي تستهدف مصر وشعبها. وعلي قدر وضوح الشق الأول من الرسالة، كان الشق الثاني علي نفس القدر من الوضوح والمباشرة في تأكيده علي ان ثورة الخامس والعشرين من يناير هي ثورة كل المصريين، ومن السذاجة والخطل ان يدعي أحد أو فئة انه أو أنهم اصحاب الثورة وسدنتها، والمالكون لصكوكها واختامها، وانهم وحدهم المتحدثون باسمها والمستحوذون علي حقوق منح شرف أو صفه الانتساب اليها لمن يرونه أهلا لذلك، ويمنعونه عمن لا يرونه كذلك. يوم السبت الماضي كانت جماهير الشعب وجموعه المحتشدة في كل الميادين والساحات تقول لهؤلاء بكل الوعي والحكمة بالمصالح الوطنية الحقيقية لمصر، ان النداء الوحيد الذي يجب ان يرتفع الان في كل مكان علي ارض الوطن، هو نداء وحدة الصف والهدف في مواجهة خطر الارهاب الاسود وتهديداته المسعورة، والسعي بكل الجدية لانجاز خارطة المستقبل وتحقيق اهداف الثورة. كانت الرسالة تؤكد علي ان الثورة هي في حقيقتها وجوهرها ثورة الشعب كله، بكل اجياله وفئاته دون استثناء لاحد، سوي اعداء الشعب، ودون تزيد أو استعلاء من احد علي آخر، أو من فئة علي أخري فهي ثورة كل الناس،..، بدأت بانتفاضة غاضبة ومطالب مستحقة من الشباب، وتحولت الي ثورة عامة بعد ان احتضنها الشعب، ونادي بالحرية والديمقراطية والعيش والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية،..، وذلك في ظل حماية الجيش ومساندته ودعمه الكامل. »وللحديث بقية«