أشعر بالفخر والزهو لانني أنتمي الي العسكر الذين يحلو للبعض التندر بهم والتنصل منهم والاساءة لهم.. أشعر بالرضا والسعادة.. لانني من هذه الزمرة التي نذرت نفسها لخدمة وطنها واسترخصت دماءها وأرواحها فداء لحريته وسعيا لاستقلاله وحفظا لكرامته.. العسكر المفتري عليهم هم الافضل والانصع والانزه من كل من عداهم من شرائح وطبقات الشعب الاخري.. هؤلاء العسكر المظلومون ليس لهم أية طموحات في سلطة أو أية رغبات في جاه أو اية غايات حتي في مال.. لايمكن أن تجد احدهم غنيا أو موسرا طوال خدمته بالقوات المسلحة.. أنا واحد منهم تشرفت بالخدمة بين صفوفهم زهاء الثلاثين عاما لم أر فيهن أي رصيد بنكي طوال تلك الفترة.. بل غالبا ما كنت اقترض من »الفيزا« لسد حاجات أسرتي وحتي موعد صرف مرتبي.. وفي المقابل ورغم العوز المادي وضيق ذات اليد كان الجيش يوفر لي ولعائلتي الاحترام والسلام والعلاج والشموخ وكان يجعلني اشعر ان لوطني الذي يمدني بكل شيء وكما يقولون من الابرة للصاروخ الحق كل الحق في التضحية من أجله بالروح والدم والنفس.. العسكر تلك الكلمة التي يرددها الان بعض الصبية استهجانا واستخفافا بهم هم الذين قدموا انفسهم وارواحهم ودماءهم من اجل ان تظل مصر حرة أبية فتية عفية.. لو أن هؤلاء الصبية ومن معهم ومن خلفهم ومن يحرضونهم علي نهج تلك الافكار الخربة واتباع تلك الشعارات التافهة انخرطوا في سلك الجندية وعاشوا الحياة العسكرية وذاقوا مرارتها وقاسوا ويلاتها ولو لسويعات وليس لأشهر وسنوات لانحنوا اكبارا واحتراما وامتنانا لهذه الكيانات.. تلك النوعية التي اختارتها يد القدر لتمنح مصر والمصريين علي يديها النجاة من كل من يريدهم بسوء سواء اكانوا من اعداء الوطن بالخارج أو من طابورهم الخامس من الداخل.. لو لم يكن عبدالفتاح السيسي هو رجل الاقدار الذي استرخص حياته وتناسي ابناءه وتذكر وطنه الذي يناديه ليهب برجالاته وينقذه من الأيدي الدنسة والافكار العفنة لكانت مصر الآن مشتتة ومبعثرة ومقسمة لدويلات ولكانت سيناء مفتتة الي مناطق نفوذ ومساحات ومقاطعات تسيطر عليها حماس والموساد والامريكان.. العسكر أيها الصبية الماجنون هم الذين وفروا لكم الامن حين عز عليكم الأمان.. هم الذين تصدوا للارهاب حين استشري وتفشي واستحل دماءكم واعراضكم واموالكم.. هم الذين يربتون علي كتف المقهور.. ويمسحون دمعة المظلوم ويأخذون بأيدي الشاردين والتائهين وحمايتهم من الخوض في طرق الغواية.. لولا العسكر لما حافظت مصر علي تماسكها ووحدتها وصلابتها وقوتها.. لتحولت ارض الكنانة الي خرابات ومتاهات وامتلأت بالنفايات..ثم اخيرا ماذا تريدون الآن من العسكر؟! انتم أو معظمكم تتخوفون من بلوغهم سدة الحكم ووصولهم للمقعد الرئاسي.. مع أن السيسي ورفاقه لطالما أعلنوا زهدهم فيه وكرههم له.. فاذا كان عندكم من هو أهل لشغله فليتقدم علي الرحب والسعة كي تجربوا ما حاق بكم من قبل علي ايدي مرسي ورفاقه في عدة أشهر لم تكمل السنة.. اما اذا كنتم تضمرون لرجالات الجيش والعسكر شرا فان سهامكم سترتد لنحوركم وستقضي عليكم لان العسكر لايمثلهم السيسي بمفرده. صحيح هو رمزهم الشامخ الصامد الآن.. لكن هناك العشرات والمئات والآلاف امثال السيسي.. لن يقبلوا ان تسقط مصر أو ان تزل.. وسيضحون بكل غال ونفيس من أجل ان تظل رايتها عالية خفاقة وارضها غالية عزيزة مستقلة وشعبها آمنا مطمئنا.. ولتذهب دعاواكم المغرضة وشعاراتكم المريضة الي الجحيم.. العسكر لن يهمهم كلماتكم الرخيصة وهتافاتكم الخسيسة لانهم ماضون في طريقهم قاطعون المشاوير والمسافات التي تضمن لمصرهم السلام ولشعبها الامن والامان ولتظل مصر وشعبها قادرة علي مقاومة صنابير الاموال المفتوحة والاصوات الممجوجة التي تستهدف ضرب بؤرة المقاومة الوحيدة الباقية في الشرق الاوسط بعد ان تمكنوا من وأد مثل هذه البؤر الشبيهة بالعراق وسوريا ليصلوا الي اوهامهم المغرضة المنادية بدولة الخلافة او المطالبة بالشرق الاوسط الجديد او المستهدفة لخدمة دولة صهيون الكبري لتمتد ارجاؤها من النيل الي الفرات.