يمارس البعض السياسة " بالدراع " كما يمارس وضع الدساتير " بالدراع ".. فنجد أن لجنة الخمسين التي شكلت من كل حدب وصوب بدون تناسق أو بناء واضح تطرفت في ممارسة السياسة بالدراع وقررت بالتصويت إلغاء نسبة العمال والفلاحين في البرلمان ! بعض أصحاب الدراع الذين بالطبع لا يملكون المخ.. تطرفوا في رأسماليتهم إلي درجة إلغاء مكسب من أهم مكاسب الثورة العظيمة، ثورة 23 يوليو 1952 . أحلف يمين " ....." أن معظم الذين أفتوا بإلغاء هذه النسبة لم يقرأوا سبب وجودها ولم يفهموا سبب وجودها وأسباب استمرارها . ارتفعت من قبل أصوات كثيرة ممن مزجوا بين الحكم والسياسة ورأس المال والمصالح تطالب بإلغاء هذه النسبة، لكن الرئيس الأسبق حسني مبارك كان يرفض لأن نسبة كبيرة من الشعب المصري تتكون من العمال والفلاحين والحفاظ علي حقوق هذه الشريحة الكبيرة أمر جوهري لتحقيق الاستقرار في المجتمع . لقد اتهم نظام مبارك بالتزاوج بين رأس المال والسلطة وهذا حقيقي لكنه حافظ علي نسبة العمال والفلاحين ولم ينزلق إلي تصرف معيب يقوم به حاليا من ثاروا علي مبارك . كان من المكاسب الاشتراكية أن يمثل العمال والفلاحون في البرلمان وأن يمثل العاملون في الشركات والمؤسسات في مجالس الإدارة والجمعيات العمومية، فهل تعد لجنة الخمسين المكونة في معظمها من الهواة الذين لا يعرفون الفرق بين الدساتير الجامدة والدساتير المرنة - علي سبيل المثال - لإلغاء نسبة تمثيل العاملين في شركاتهم ومؤسساتهم ورقابتهم علي السياسات والمال العام؟!. ثبت أن لجنة الخمسين تمارس التشريع الدستوري بالدراع والمفترض أن هذه اللجنة تمثل نبض الشعب، فهل الشعب رأي أن يلغي نسبة تمثيل هاتين الفئتين المهمتين جدا في هذا التوقيت ؟ وهل الشعب فوض لجنة الدراع في تقويض مكاسب هاتين الفئتين الأكثر معاناة في كل مناحي الحياة ؟ هل الوقت مناسب لكي أقصي كل هذا العدد من التمثيل في البرلمان ثم بعد ذلك في الشركات والمؤسسات ؟ ولصالح من هذا الإقصاء؟ يا لجنة الدراع.. كل الشعب سيصوت ضد هذا الدستور أبو دراع .