مرت الكرة المصرية هذا الأسبوع بفرحة جميلة أسعدت الجماهير العاشقة لتلك الساحرة المستديرة بعد طول غياب عن تحقيق النصر أو الفوز علي الملاعب الخضراء التي عاشت طويلا تعاني من شبح الهزائم. نعم كان للأزمات السياسية أثر كبير في غياب اللاعبين عن رياضتهم مما تسبب في فقدهم اللياقة البدنية والروح المعنوية التي كانوا معروفين بها في كل مكان ..كان السبت الماضي موعد النصر الكبير لنادي الزمالك الذي استحق عن جدارة أن يفوز بكأس مصر بعد غياب خمس سنوات عن تحقيق البطولات وكان لهذا الفوز علي منافسه وادي دجلة بثلاثة أهداف رائعة أكبر الأثر في اسعاد جماهيره التي احتشدت وملأت مدرجات الجونة رافعة الرايات البيضاء ومنشدة ومرددة لأغاني النصر ..ثم جاءت مبارة الأهلي في اليوم التالي لتؤكد للمصريين أن الكبوة التي مرت بها الكرة قد انتهت حيث استطاع المارد الأحمر أن يتألق ويحقق نصر أسطوريا علي منافسه الإفريقي أورلاندو بهدفين أسعدت الجماهير التي ملأت درجات نادي المقاولون العرب و تعالت صيحاتها لترتفع الي عنان السماء وتنتقل الأفراح لتدخل قلوب كل الأهلاوية الذين شاهدوا المباراة في البيوت والمقاهي عبر التليفيزيون وأسعدهم رؤية كأس بطولة أبطال إفريقيا يسلم للنادي الأهلي للمرة الثامنة والمقرر أن يحتفظ به للأبد.. أنها بحق فرحة غامرة نجح الزمالك والأهلي في إسعاد كل الجماهير المصرية لأنها تعني عودة الرياضة الي ملاعبنا لتؤكد للعالم أن مصر تستطيع أن تستضيف وتقيم كل المباريات والبطولات الكروية في أي وقت ومكان علي أرضها مؤكدة أن الأمن والأمان والاستقرار والترحيب والكرم والضيافة كلها صفات أصيلة للشعب المصري العاشق للرياضة والمشجع لأبطاله والمرحب والحامي لكل ضيوفه من رياضيي العالم ليس في كرة القدم فقط بل في جميع الألعاب الرياضية ..كما أن عودة الرياضة الي الملاعب ومشاركة الجماهير في التشجيع يعطي دفعات قوية ويدفع الي فتح ابواب الرزق لصناعات مرتبطة كثيرا بالرياضة مثل الملابس الرياضية بجميع أنواعها والمنشآت الرياضية كما تشجع علي خلق فرص حقيقية لأبطالنا الرياضيين للإحتراف في الخارج للعب في الأندية الكبري ..وكل هذا بالطبع سيكون له مردود إيجابي علي الحركة السياحية خاصة أن بلاد العالم بدأت الغاء حظر سفر مواطنيها من السياحة في مصر بعد أن تأكد مواطنها أن مصر أصبحت آمنة للجميع . وتبقي كلمة عتاب كبري لا نستطيع السكوت عليها أو إنكارها لأنها تمثل حجر الزاوية في سياسة تشجيع الجماهير داخل المدرجات الرياضية وهنا نخص بالذكر الموقف السلبي للألتراس الأهلاوي الذين نسوا أنفسهم وتناسوا عشقهم لناديهم فذهبوا الي نادي المقاولون العرب صباح يوم مباراة الأهلي واقتحموا بوابة نادي المقاولون العرب وقاموا بمحاولة تحطيم بعض المنشآت بداخله عندما طلب منهم الأمن الخروج لعدم حملهم تذاكر للمباراة حفاظا علي الأمن وسير الأمور بصورة طبيعية إلا أن المشكلة تفاقمت وحدث صدام بين الجانبين وكانت صورة سيئة جدا لدرجة أن الفيفا أخطرت اتحاد الكرة المصري أنه سيلغي المباراة لصالح الفريق الإفريقي إذا لم يتم الحفاظ علي الأمن العام في الملعب وتوفير الحماية اللأزمة للفريق الضيف ..هذا الموقف الغريب من أهلاوي ألتراس خاصة أن وزارة الداخلية كان لها وقفة رائعة عندما تدخلت للافراج عن 25 من الألتراس الأهلاوي في اليوم السابق الذين سبق أتهامهم في أحداث تلفيات جسيمة عند استقبالهم لفريق كرة الطائرة للأهلي .. أعتقد أن الألتراس عليه مراجعة نفسه خاصة انهم رابطة غير مرخصة ولا أحد يعلم مصادر تمويله وكلنا يجهل من يرأسهم أو يحركهم وهذا أغرب ما في الموضوع .