أخذتنا السياسة ومشاكلها وصراعاتها فانشغلنا عن متابعة الخدمات والتنبيه لأوجه القصور بها.. يوم السبت الماضي مررت بتجربة مريرة في أتوبيس الصعيد كان من المستحيل الا أعلق عليها مادمت أهدف من كتاباتي المصلحة العامة وليس النيل من جهة أو شركة أو شخص ما. الشيء المؤكد الذي خرجت به من هذه التجربة أنه لو كانت الشركة التي يتبعها الاتوبيس الذي ركبته من المنيا إلي القاهرة متخصصة في نقل المواشي لعاملتها أفضل مما تعامل به ركابها من البشر.. ولكنه قدر أهل الصعيد أن يقعوا فريسة لهذه الشركة خاصة في ظل توقف حركة القطارات. كانت البداية عندما سألت الموظف بمكتب الحجز التابع لشركة الصعيد للنقل والسياحة »هل السيارة مكيفة؟ فقال »التكييف عطلان ولهذا خصمنا 5 جنيهات.. حانعمل إيه تاني؟«.. ركبت الأتوبيس مضطراً لأنني كنت علي موعد لسفر آخر إلي الاسكندرية صباح اليوم الثاني.. حالة السيارة من الخارج والداخل يرثي لها.. المسافات بين المقاعد ضيقة جدا وظهورها ثابتة ولا توجد دورة مياة في السيارة رغم طول المسافة والاضاءة ضعيفة وشاشات التليفزيون لا تعمل.. أما رائحة السيارة نفسها فحدث ولا حرج وكأنها لم تنظف منذ عام! تحرك الأتوبيس الساعة 03.4 عصرا وبعد ثلث ساعة اكتشف السائق عطلا اضطره للعودة إلي الجراج.. وقف الركاب في ساحة الجراج المتهالكة من كل النواحي نصف ساعة حتي تم اصلاح العطل وعاد الاتوبيس ليواصل رحلته ابتداء من الساعة 03.5 بسرعة متوسطة وسط انتقادات مستمرة من الركاب لحالة السيارة.. عندما وصلنا الكريمات حوالي الساعة 03.8 توقف السائق لاستراحة قال إنها ربع ساعة لكنها امتدت لأكثر من نصف ساعة عاد بعدها ليقول إن العطل عاد مجددا ولن يستطيع الاستمرار في رحلته للقاهرة وعلينا الانتقال لاتوبيس آخر كان يقف مصادفة في الاستراحة قادما من ملوي.. ولكم أن تتخيلوا كيف يكون المشهد عندما يتم تحميل ركاب سيارة علي ركاب سيارة أخري ! غالبية ركاب سيارة المنيا واصلوا الرحلة وقوفا لأكثر من ساعتين ونصف حتي محطة عبود.. حالة سيارة ملوي كانت أسوأ.. ويبدو أن الشركة تخصص السيارات الأسوأ لمراكز المحافظات بينما تخصص السيارات »الفاخرة« مثل التي ركبناها لعواصم المحافظات ومن بينها المنيا.. خلال الطريق فوجئنا بغطاء الموتور الموجود خلف السيارة يطير في الهواء.. ستر ربنا أنه لم تكن خلفنا مباشرة سيارة ملاكي مثلا والا وقعت كارثة.. صاح الركاب لتنبيه السائق وأعاد تثبيت الغطاء.. صحيح »هم يضحك وهم يبكي« ! عندما عرف الركاب أنها المرة الأولي التي اركب فيها اتوبيس الصعيد قالوا »احنا في الحال ده علي طول ولا أحد يستجيب لشكوانا وعندما عرفوا أنني صحفي وأنني سأثير هذا الموضوع استحلفوني ألا أتراجع وأكدوا استعدادهم للشهادة أمام أي لجنة تحقيق. مدخل الإسكندرية صباح اليوم التالي وخلال سفري إلي الاسكندرية كانت الملاحظة الثانية التي لا يجب السكوت عليها.. وهي حالة مدخل الاسكندرية التي لا تليق أبدا بمدينة في عراقة وسمعة الاسكندرية عروس البحر المتوسط. المسافة من البوابات حتي الحديقة الدولية تستغرق ثلاثة أضعاف الوقت المناسب بسبب رداءة الرصف وضيق الطريق والحفر والمطبات المنتشرة عليه.. هندسيا الطريق قابل للتوسعة علي حساب الجزيرة الوسطي وجانبي الطريق ويحتاج إلي اعادة رصف وتجميل وتشجير.. وهذا ليس بكثير علي محافظ الاسكندرية النشط اللواء طارق المهدي والذي أرجو أن يضع تطوير مدخل الاسكندرية في مقدمة أولوياته. ماذا أصاب شبكات المحمول ؟ ماذا أصاب شبكات المحمول الثلاث؟ نادرا ما تكتمل مكالمة حتي نهايتها لأن الخط ينقطع دائما بلا سبب - حتي ان كانت الشبكة قوية طبقا لما يظهر علي شاشة المحمول - فيعاود المتصل المحاولة مرة أخري أو أكثر مما يحمل المشتركين أعباء اضافية بلا مبرر. لا أعتقد أن هذه شكوي شخصية فكل من أعرفهم يعانون نفس المشكلة... أين جهاز الرقابة علي شركات المحمول؟ وهل يدخل في اختصاصه مراقبة جودة الشبكات والاطمئنان إلي القيام بأعمال صيانتها في المواعيد المحددة؟ أم أن هذه الاعمال من اختصاص الشركات لان انقطاع الخط يحدث في الاتصالات التي تتم عبر الشبكات الثلاث العاملة حاليا فهل معني ذلك أن أجهزتها ومعداتها تهالكت إلي الحد الذي لم تعد تستطيع معه توفير الخدمة بالمستوي الذي بدأت به.