عضو الشيوخ يوستينا رامي: تشجيع الابتكار وريادة الأعمال على رأس أولوياتي    نقابة العلوم الصحية: تكليف خريجي المعاهد خطوة لتعزيز المساواة    عيد مرسال: مصر تقف بثبات إلى جانب الشعب الفلسطيني    الزراعة: حملات مكثفة على أسواق اللحوم والدواجن والأسماك بالمحافظات    مسؤول أوروبي: الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة كبيرة لتحسين القرارات البشرية    حلمي النمنم: الإخوان حاربوا مع الاحتلال ضد الجيش المصري في حرب 1973    الهيئة العامة للرقابة المالية تنعي وزير التموين الأسبق الدكتور علي المصيلحي    اسوشيتد برس: القارة الأوروبية تعاني من مستويات ارتفاع قياسية في درجات الحرارة    «هدية ل بوتين».. القوات الروسية تتقدم نحو مدينة غنية بإحدى مصادر الطاقة شرق أوكرانيا    مجلس أوروبا يدعو إلى فرض قيود على صادرات الأسلحة إلى إسرائيل    تقارير.. مانشستر سيتي يتواصل مع دوناروما لانقاذه من باريس سان جيرمان    وزير الرياضة بعد تأهل منتخب الناشئين لربع نهائي المونديال: إنجاز ودفعة كبيرة لكرة اليد    حلمي طولان يكشف تفاصيل المعسكر الأول لمنتخب مصر استعدادا لكأس العرب    اللواء مدحت قريطم: عبور المشاة العشوائي وراء حوادث الطرق    «خاتم ألماظ» .. آية سليم تكشف تعرضها للسرقة في مطار باريس    أمين الفتوى يكشف عن روشتة للتعامل مع الذكاء الاصطناعي في الفتوى    راغب علامة يكشف تفاصيل أزمة حفل الساحل خلال التحقيق بنقابة الموسيقيين    ما حكم ربط الحروف الأولى للأسماء بالرزق؟.. أمين الفتوى يجيب    من 3 إلى 5 سنوات.. الإخلال بفترة التباعد بين الحمل يؤثر على صحة الأم    وكيل صحة قنا يناقش إنشاء عناية مركزة للأطفال بقوص ويوجه بسرعة إصلاح جهاز الأشعة المقطعية    غدا.. الفرقة القومية للفنون الشعبية تقدم عرضا بمدينة المهدية ضمن فعاليات مهرجان قرطاج بتونس    مسئول بوزارة السياحة والآثار: الوزير وعد بمراجعة سعر تذكرة المتحف المصري الكبير.. و11 فئة تدخل مجانا    خالد عبدالعزيز يكرم رائد الإعلام العربي فهمي عمر    حكم الوضوء لمريض السلس البولى ومن يعاني عذرا دائما؟ أمين الفتوى يجيب (فيديو)    تصاعد الصراع وكشف الأسرار في الحلقة الرابعة من "فلاش باك".. أول ظهور ل خالد أنور    نجوى كرم: أتمنى تقديم دويتو مع صابر الرباعي (فيديو)    ريال مدريد يرفض إقامة مباراة فياريال ضد برشلونة في أمريكا    الرقابة الصحية (GAHAR) تطلق أول اجتماع للجنة إعداد معايير "التطبيب عن بُعد"    الحسيني وهدان يتوج بذهبية الكونغ فو في دورة الألعاب العالمية    ما الحكمة من ابتلاء الله لعباده؟.. داعية إسلامي يُجيب    الشيخ رمضان عبدالمعز: قبل أن تطلب من الله افعل مثلما فعل إبراهيم عليه السلام    وسام أبو علي يستعد للسفر إلى أمريكا خلال أيام.. والأهلي يترقب تحويل الدُفعة الأولى    منسقة الأمم المتحدة: إطلاق الاستراتيجية الوطنية للشباب يعكس اهتمام مصر بالرياضة كقوة ثقافية ومحرك للتنمية    ضبط سائق لحيازته 53 ألف لتر سولار بدون مستندات تمهيدًا لبيعها بالسوق السوداء في الأقصر    طريقة عمل البصارة على أصولها بخطوات سهلة وأرخص غداء    كريستيانو رونالدو يطلب الزواج من جورجينا رسميًا    غدًا.. قطع المياه عن مدينة أشمون في المنوفية 8 ساعات    «مصيلحي» و«المصيلحي».. قصة وزيرين جمعهما الاسم والمنصب وعام الموت    خلال زيارته لجامعة بني سويف التكنولوجية.. أمين «الأعلى للتعليم التكنولوجي»: يجب دمج المهارات العملية بالنظري    الطقس غدا.. موجة شديدة الحرارة وأمطار تصل لحد السيول والعظمى 41 درجة    حجز نظر استئناف المتهم بقتل مالك قهوة أسوان على حكم إعدامه للقرار    وزيرة التخطيط تشارك في إطلاق الاستراتيجية الوطنية للشباب والرياضة 2025-2030    خصم يصل ل25% على إصدارات دار الكتب بمعرض رأس البر للكتاب    الوزير يترأس اجتماع الجمعية العمومية العادية لشركة السكك الحديدية للخدمات المتكاملة    "الجمهور حاضر".. طرح تذاكر مباراة الزمالك والمقاولون العرب في الدوري    وكيل وزارة الصحة بالدقهلية يحيل المدير الإداري لمستشفى الجلدية والجذام للتحقيق    رسميًا.. باريس سان جيرمان يتعاقد مع مدافع بورنموث    الدقهلية تبدأ مهرجان جمصة الصيفي الأول 2025 للترويج للسياحة وجذب الاستثمار    مصرع طفل غرقا في ترعة باروط ببني سويف    الداخلية تضبط تيك توكر يرسم على أجساد السيدات بصورة خادشة للحياء    12 أغسطس 2025.. أسعار الأسماك في سوق العبور للجملة اليوم    وزير الصحة يبحث مع المرشحة لمنصب سفيرة مصر لدى السويد ولاتفيا التعاون الصحى    «تعليم كفر الشيخ» تعلن النزول بسن القبول برياض الأطفال ل3 سنوات ونصف    برلماني: توجيهات الرئيس لبناء إعلام وطني ضمانة لمواكبة التطورات العالمية    "زاد العزة" تواصل إدخال المساعدات المصرية إلى القطاع رغم العراقيل    أمين الفتوى: "المعاشرة بالمعروف" قيمة إسلامية جامعة تشمل كل العلاقات الإنسانية    تنطلق الخميس.. مواعيد مباريات الجولة الثانية من بطولة الدوري المصري    العظمي 38.. طقس شديد الحرارة ورطوبة مرتفعة في شمال سيناء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حرب الفتاوي بين الأزهر والقرضاوي!
د. عبد الفتاح إدريس: مصالح الشعب هي الأساس وإذا خالفها الحاگم سقطت شرعيته د. محمد أبو ليلة: حق الخروج علي الحاكم الفاشل مكفول للمواطنين

مصر تنزف، الجميع مستاء مما يحدث، قتل المصريين للمصريين الخطر الأكبر الذي يواجه المجتمع المصري الآن، ويجعله علي حافة الهاوية، وما يزيد من خطورة الموقف الفتاوي السياسية التي تصدر من مشايخ لهم توجهات سياسية وحزبية ومذهبية معينة، هؤلاء المشايخ تحركهم اهواؤهم وانتماءاتهم، فيصدرون فتاوي تبرر اراءهم وتعزز ثقة المنتمين اليهم ، ولكنها في الاساس هي فتاوي لاتؤدي الا لخراب مصر، تؤجج الصراعات وتشعل الفتنة بين ابناء الوطن الواحد، لانها تصدر من مشايخ لهم شعبية ولهم مريدون، فعندما يخرج علينا عالم جليل مثل الشيخ يوسف القرضاوي ويحرم الخروج علي مرسي تارة وشيخ اخر يحلل الخروج علي الحاكم الظالم او الفاسد او الفاشل وبين هذا وذاك يبقي الشعب هو الضحية، فكل مواطن يقتنع بالفتوي التي يراها تتناسب مع ارائه وتوجهاته وعلي حسب " الشيخ " الذي يحبه.. اساتذة الشريعة والفقه اكدوا ان مثل هذه الفتاوي تؤجج الصراع وتزيد الانقسام والفرقة بين ابناء الوطن الواحد، ويجب التصدي.. وحذروا المواطنين من الاستماع والانصات الي مثل هؤلاء المشايخ وعدم الاعتبار باي فتوي غير الفتاوي الصادرة من الازهر الشريف.
في البداية يقول الدكتور احمد كريمة أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر ان الاسلام وضع نظاماً للحكم اسمه " السياسة الشرعية " وما يحدث الان من بعض المشايخ أمثال الشيخ القرضاوي مخالف تماما للشرع فالقرضاوي يعلم جيدا ان اهل الحل والعقد في التشريع الاسلامي من الوظائف الدينية التي تباشر منهجا سياسيا واضحا يتمثل في توليه الحكام وعزلهم ,واهل الحل والعقد في عالمنا المعاصر يتمثلون في الشعب الذي يتمثل في الازهر والكنيسة والهيئة القضائية والمؤسسة الشرطية والقوات المسلحة والقوي المدنية، وهؤلاء جميعا اجمعوا علي اجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وهذا امر له اصل في الشرع ، وليس كما يقول المشايخ المتحزبون والمنتمون الي جماعات واحزاب ، فكيف لهؤلاء وعلي رأسهم الشيخ القرضاوي واشياعهم من تجار العمل السياسي الاسلامي ان يضربوا بعرض الحائط كلام الشعب وارادته، بعصبية ممقوتة منهي عنها شرعا، وهذا يؤكده النبي الكريم في حديثه " ليس منا من دعا الي عصبية " وحديث اخر يقول فيه الرسول صلي الله وعليه وسلم " من قاتل تحت راية عمية ينتصر لعصبة ويدعو الي عصبة وقتل ، فقتلته جاهلية " وما يفعله قيادات الاخوان الان هو خلاف صريح للإسلام والشرع وما يقوله هؤلاء مخالف للحديث النبوي " اذا التقي المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار " .
ويضيف استاذ الشريعة ان الاصل في الاسلام " ادع الي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن " والشيخ القرضاوي يدرك هذا جيدا ويجب علي العالم ان يتحثث موضع قدميه وان يضبط تصرفاته وينظر الي الامور نظرة الخبير البصير وينبغي ان يتحلي الاولياء والعلماء والاسوياء والعقلاء ومن المفترض ان يكون العالم الحق يكون متبوعا لا تابعا فلماذا فضيلة الشيخ القرضاوي بعد ان تنصل وتبرأ من الاخوان قبل 2011 يعود بوقاً لهم وتابعا لهم ، فكيف يليق بعالم مثل القرضاوي ان يكون داعيا لمذهبية وطائفية وحزبية .
ويوجه الدكتور كريمة رسالة الي الشيخ القرضاوي قائلا " يا مولانا كنت في قطر وعاصرت انقلاب الاسرة الحاكمة بعضها علي بعض فلم يصدر منك رأي شرعي ايجابي او سلبي، فلماذا تهين بلدك وتخرج عن اجماع شعبك وتؤجج الصراعات داخل مصر ، واذكرك ايها الشيخ الجليل " رحم الله رجلا قال خيرا فغنم او سكت عن شر فسلم ، وكان الاولي بك ان تعلن الحق ان جماعة الاخوان المسلمين فشلت فشلا ذريعا في ادارة البلاد.
الحاكم مسئول
اكد الشيخ عبد الحميد الاطرش رئيس لجنة الفتوي الأسبق بالأزهر ان طاعة ولي الامر واجبة لقوله تعالي " ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " ولقوله النبي (ص) " ولو تأمر عليكم عبد حبشي " كما قال الرسول " السلطان ظل الله في الارض فاجلوه وعظموه ان كان عادلاً فله الاجر وعليكم الشكر وان كان جائراً فعليه الوزر وعليكم الصبر "، ولكن اذا امر الحاكم بمعصية او استغل نفوذه لمصلحته او لمصلحة جماعة معينة ولم يسو بين الرعية في الحقوق والواجبات يجوز الخروج عليه لقول سيدنا ابي بكر " أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم فان أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني القوي فيكم ضعيف عندي حتي اخذ الحق منه والضعيف فيكم قوي عندي حتي اخذ الحق له " وهذا يدل علي ان الراعي مسئول مسئوليه كاملة عن الرعية بقول عمر بن الخطاب " لو أن بغلة عثرت في العراق لسألني الله عنها لما لم تمهد لها الطريق " .
وعن الحاله التي يعيشها المجتمع المصري اشار ان للرعية الحق في التعبير عن ارائهم تعبيراً سلميا بعيداً عن التخريب و التدمير وينبغي علي الطرف الاخر وهو الحاكم ان يقوم من نفسه وان يستجيب لمطالب الرعية اذا لم تكن مخالفة لشرع الله ولا يستعمل ضدهم العنف والقسوة ولا استغلال نفوذ وما نراه في الشارع المصري هذه الايام من دعوات للتخريب وتدمير من اجل الكرسي و المصلحة الخاصة فان هذا لا يقره عقل ولا شرع ولا دين .. فالشعب خرج لانه في خلال هذه السنة يخرج من ازمة ليدخل في ازمة اخري فهذه الازمات هي التي تسببت في الانفجار ولو ان القيادة الحكيمة تنبأت لمثل هذه الازمات بعيدا عن التهديد والتخويف لكان الامر تم احتواؤه ولم يحدث ما حدث .
وانتقد الشيخ عبد الحميد الاطرش موقف الشيخ القرضاوي وهجومه علي شيخ الازهر وقال ان الشيخ القرضاوي ليس حجة الاسلام وليس كلامه نزيل من عند الله ، وكان ينبغي علي القرضاوي ان ينظر الي مصلحة الدولة والمواطن ولا ينساق لفئة معينة لان القرضاوي وان كان عالماً جليلا الا انه انتقض رمزاً من رموز الاسلام تجاوز فيه المعقول ويجب ان يتم احترام الشيخ الطيب لا لشخصه ولكن لان منصبه رمز من رموز الاسلام ، مشيرا ان النصيحه علي الملأ فضيحة فكان يجب ان يتناقش القرضاوي مع شيخ الأزهر في مكتبه للإصلاح وبما فيه مصلحة الوطن .
بالطرق السلمية
أكد د. محمد ابو ليلة عضو المجلس الأعلي للشئون الإسلامية و أستاذ مساعد العقيدة والفلسفة، كلية الدراسات الإسلامية والعربية، جامعة الأزهر ان الإسلام ديناً يحث علي الاستقرار ويسعي لتحقيق الامن والسلام المجتمعي من اجل ان يتحاب الناس ويتحاوروا فيما بينهم علي الإصلاح في المجتمع ، فان الإسلام حث المجتمع علي الإخاء بين المهاجرين والانصار وهو إخاء ايماني وبين اليهود والنصاري والمسلمين وهو إخاء انساني ، فهو دين يؤمن بتوحيد الطاقة وايجاد التجانس بين المواطنين من أجل ان تتكون شخصية الامة التي لا يمكن ان تنشأ في مجتمع متحارب تفرقهم المطامع وتكون الفائدة للخارج وليس لصالح الداخل ومن هنا تكثر البلطجة والإجرام في هذه الحالة من التفكك في مصر.
واشار ان الشخصية المصرية فقدت عنصراً هاماً وهي الوحدة والاتحاد واصبح الصراع السياسي يفرقهم وهذه تفرقة في الرأي بين افراد المجتمع وليس فرقة عقيدية.
واضاف د . محمد ان طاعة ولي الامر من طاعة الله فقال الله تعالي " »يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " فطاعته واجبة والدفاع عنه واجب ولكن ولي الامر ليس معصوما، والخروج عليه له ضوابط ان تؤدي اعماله الي إضعاف شأن الامة او تمكين الاعداء او موقف الحاكم ضد مصالح الشعب بأعمال تبرهن علي انه لا يقوي علي تحقيق الطموحات المشروعة لهم ولكن لا تؤخذ اعمال حاكم في دولة منكوبة تكون فوق طاقته او يصعب تحقيقها .
مشيرا الي ان من حق الرعية ان تقف ضد الحاكم بطريقة سلمية اذا تسبب في تفكيك الامة وإهدار الوحدة لان الفرقة تؤدي الي التطرف .. وقال سيدنا ابو بكر الصديق مقولته الشهيرة عند تولي الحكم " أطيعوني ما أطعت الله فيكم فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم " والعصيان قد يكون بالكفر البين او الدعوة اليه بالفسق الصريح، ولا يشترط في ولي الامر ان يكون اعبد الناس لله فقد يؤيد الدين بالفاجر ويفيد به الله المسلمين ..وجه د.محمد ابو ليلة نداءالي الشعب المصري ان يتوحدوا وان يتكاتفوا ويتنازل بعضهم لبعض ليصلح حال الامة و تستقر الدولة.
شرعية الشعب
وقال د. عبد الفتاح ادريس رئيس قسم الفقة المقارن بجامعة الازهر ان النبي (ص) قال " انكم ان عشتم ستدركون اموراً تنكرونها فاسمعوا واطيعوا وان امر عليكم عبد حبشي " .. ومن المتفق عليه بين العلماء ان طاعه ولي الامر تكون فيما هو معروف وخير فاذا كان ما يأمر به معصية لله فلا طاعة له ولا سمع من الاساس ، وهذا ظاهر في اول خطاب لسيدنا أبي بكر الصديق للناس بعد تولي الحكم اذ قال للصحابة " أطيعوني ما أطعت الله فيكم فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم " كما قال سيدنا عمر " ان رأيتم في اعوجاجا فقوموني " فرد احد الناس عليه وقال " والله لو رأينا فيك اعوجاجاً لقاومناه بسيوفنا " فقال عمر " الحمد لله الذي وجد في المسلمين من يقوم عمر بحد السيف " ومن المعروف ان تقويم الصحابة لعمر بحد السيف معناها قتله ومن ثم فان رسول الله (ص) الذي ربي هؤلاء الصحابة علي ذلك قال انما الطاعة في المعروف وانه اذا كان هناك معصية من ولي الامر يأمر بها فلا طاعة، ومن المتفق عليه في الدول التي تحكم وفقاً للنظام الرئاسي الذي يتم فيه ترشيح رئيس منتخب من بين متعددين ان فوزه في الانتخابات ليس كما فهمه بعض سطحي الفكر وضيقي الافق ان المجتمع عقد بينه وبين الرئيس الفائز عقداً ان يظل رئيسا لهم الي نهاية المدة التي نص عليها الدستور ، واذا قلنا انه اذا كان الحاكم يستمد سلطته من الشعب وهذه حقيقة شرعية فان الشعب الذي منحه هذه السلطة يستطيع ان يستردها منه اذا أساء التصرف ، وفقد اتفق فقهاء السلف علي ان تصرفات الحاكم تهدف الي رعاية مصالح الرعية فاذا خالف تلك القاعدة فلم تعد له شرعية وهذا امر مذكور في جميع كتب السياسية الشرعية لفقهاء العلم ، ومعني هذا ان الحاكم اذا لم يراعي مصالح المحكومين في تصرفاته تفقد شرعية وباستطاعة المجتمع الذي منحه السلطة ان ينزعه منه عند حدوث هذه المخالفة .
وعن الاحداث الأخيرة وعزل الرئيس محمد مرسي اكد د. عبد الفتاح انم احدث في حق المجتمع المصري سواء بالنسبة للرئيس السابق محمد مرسي او من سبقه كان تصرفاً منافي لمصلحة المجتمع ولهذا حق للمجتمع ان ينتزع السلطة منهما ,مشيرا ان البيان الذي خرج به علي الامه يدعي فيه بان هناك عقدا بينه وبين المجتمع مقتضاه ان يمكث في السلطة الي نهاية مدته لان المجتمع يجب عليه ان يتحمل تصرفاته المضرة علي المستوي السياسي والاقتصادي والسياسي والاجتماعي والامني والدولي ولا ينبغي لاحد ان يعترض او ان يراجع الحاكم ويقف في وجه وهذا الكلام بيعداً عن شرع الله سبحانه وتعالي لان العقد بين المجتمع والحاكم الذي فاز بالانتخابات انه قاعدته فوزه في ادارة شئون البلاد مراعاه مصلحة افراد المجتمع واذا خالف ذلك اصبح معزولاً لمخالفه لشروط الوكاله هذا هو ما يقرره الفقة الاسلامي ومن ثم من يخرج علي الناس ببياناً يدعي فيه ان شرع الله يقضي ببقاء الحاكم حتي نهاية مدته وان اساء واظلم وفرط في حقوق الرعية وضيع امنه هو خاطئ .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.