قبل نحو شهر، احتفلنا بنهائي رائع على ملعب ماراكانا لاختتام كأس القارات 2013. كلّ مباراة في الملاعب الستة عرفت أجواء نتوقعها جميعاً في كأس العالم. يعود الفضل بذلك للجمهور البرازيلي. غمرت الجماهير بعاطفتها اللاعبين على أرض الملعب. وساهم منتخب السيليساو في الإثارة من خلال أدائه المصمّم والشجاع. حوّلت البرازيل 2013 ومبارياتها الجميلة هذه المسابقة إلى حدث رياضي جاذب. بعد سنوات من التخطيط، كانت كأس القارات من دون أي شكّ اوّل اختبار حقيقي لنا كمنظمين. شهد جميع المعنيين أن تنظيم الدورة كان ناجحاً، والمنتخبات، بحسب ردود الفعل الواردة، شعرت بأنها في بيتها في البرازيل. بالطبع كان هناك بعض التحديات وأوجه القصور. هذا هو سبب أهمية الحدث. نحن سعداء لحصولها الآن كي نعمل على تحسينها في 2014. لا تتوقع أن تسير الأمور بشكل كامل في ملعب جديد. هنا سنركّز جهودنا، إذ نعمل على أن تحقق كأس العالم نجاحاً باهراً للمنتخبات، الجماهير، والأهم من ذلك للدولة المضيفة البرازيل. نجاحٌ يشعر به البرازيليون لفترة طويلة بعد صافرة النهاية، إذ سيستفيدون من تطوير كبير للبنى التحتية، ومعظمها مشاريع تمّ تسريع العمل بها من أجل استضافة كأس العالم. "فقط" هي كلمة من ثلاثة حروف، لها معنى مزدوجاً عندما تُطبّق على انطلاق ضربة البداية لكأس العالم. في المقابل، تعبّر عن نفاد الصبر والترقّب الحار لانطلاق المسابقة، تغذّيها جولة أخيرة من التصفيات حول العالم، وبدء عملية بيع التذاكر في 20 أغسطس. يبقى 313 يوماً على يوم 12 يونيو 2014 عندما يصل الإنتظار الطويل إلى نهايته. في المقابل، تعكس الأحرف الثلاثة المجهود القاسي الذي يتكبدّه المنظمون، وهنا أتحدّث عن اللجنة المنظمة المحلية، ، وخصوصاً المدن المضيفة والولايات والحكومة الفدرالية، لضمان الجهوزية على الوقت. هناك "فقط" 11 شهراً قبل صافرة بداية المباراة الإفتتاحية في ساو باولو لتصبح البطولة حقيقة واقعة. ارتفعت حدة الضوء الآن على اللعبة بحد ذاتها. 1837 هدفاً سُجّلت في 648 مباراة ضمن التصفيات، بمعدل 3 أهداف في المباراة الواحدة. تبقى 172 مباراة فقط لكي نعرف المنتخبات ال32 المشاركة. حصل على هذا الشرف سابقاً، اليابان وأستراليا وإيران وكوريا الجنوبية، ليصبح الرباعي أوّل المنضمين إلى البرازيل المضيفة، محققين حلمهم بالمنافسة في شهري يوليو ويونيو 2014. لا يزال 87 منتخباً في دائرة التنافس على 27 مقعداً متبقياً وذلك في الأسابيع المقبلة. في هذا الصدد، نتطلع لمكان إقامة ورشة عمل المنتخبات والتي ستنظّم مع جميع مدرّبي ومدراء المنتخبات في فبراير 2014 – فلوريانوبوليس هي أحد الخيارات، لكن القرار سيُتخذ في أكتوبر 2013 حول مكان الإستضافة. لقد ارتفعت درجة الإستعدادات للحدث الكروي الكبير من خلال التعهّد الجماعي بين المعنيين في اللعبة والبلاد، حيث تستمر الأعمال على قدم وساق. مباشرة بعد كأس القارات ، قيّم المعنيون ما تعلموه من التجربة، ونتطلّع لإزالة كل النواقص في الأشهر القليلة المقبلة. العملية مستمرة بورشة عمل مفصلة تتضمّن المدن ال12 المضيفة مطلع أغسطس ما سيصبح من الآن منتدى شهرياً للتبادل والتنسيق بين اللجنة المنظمة المحلية وFIFAوالمدن المضيفة والحكومة الفدرالية. إلى جانب تلك الورش، سيدير FIFAبالتعاون مع أصحاب المصلحة من البلد المضيف، المرحلة الثالثة من الندوات التدريبية للمشغلين حول الإدارة المستدامة للملاعب ما بعد 2014 وستقام الأولى في كوريتيبا منتصف أغسطس. بالنسبة لنا كمنظمّين، يتمّ التركيز الآن على الملاعب ال12، مع رصد مشدّد على الملاعب الستة في طور البناء. مفتاح نجاح الحدث الرائد العام المقبل، هو أن نتمكّن من البدء في إنشاء البنى التحتية المكمّلة ل IT & Tوالبث إعتباراً من مطلع 2014 في كل الملاعب، وأبكر مما قمنا به في كأس القارات من أجل افساح المجال للتجارب والتعديلات. الأحداث والمباريات المقامة في كل ملعب، أكانت في الدوري البرازيلي أو احداث أخرى، حاسمة في اختبار المنشآت، من بينها المواصلات العامة بالإضافة إلى تدريب المشرفين والمتطوعين خلال الأحداث الحقيقية. ومع إبقاء العين مفتوحة على معالجة المهام والتحديات التي واجهتها المدن المضيفة، من الجيد أن تكون اللجنة المنظمة المحلية قد عيّنت مدراء الملاعب في المدن ال12، حتى يتمكنوا من الإنخراط في الأعمال اليومية. يتركّز عملهم على الملاعب والجوانب ذات الصلة بادارة الملاعب دعماً للسلطات المحلية والمدن المضيفة. بعد العطل، أتطلع حقاً إلى زيارتي المقبلة بين 19 و22 أغسطس إلى البرازيل، عندما سنزور الملعب وبعض المشاريع المرتبطة بكأس العالم في ساو باولو وكوريتيبا وماناوس. سنبدأ في هذه الفترة عملية بيع التذاكر في 20 أغسطس الساعة 12 بتوقيت وسط أوروبا على موقع فيفا، ونمضي راهناً وقتاً كبيراً للتأكد من منح أفضل الخدمات للمشجعين، وتتضمّن ما تعلمناه من تجارب. لكن المشجعين لا ينبغي أن ينتظروا حتى اللحظة الأخيرة لتقديم طلباتهم، لانه لا يهمّ اذا تقدمتم بالطلب في 20 أغسطس ، أو 10 أكتوبر ، عندما يُقفل باب الفترة الأولى من بيع التذاكر، إذ سنستقبل كل الطلبات ونجري قرعة لتلك الفئات أو المباريات المرتفعة الطلبات. الحدث الكبير المقبل على الطريق الطويل لكأس العالم هو القرعة النهائية في 6 ديسمبر في كوستا دو ساويبي في باهيا، عندما تتأهل المنتخبات ال32، وعندها سيعرف مشجعو الكرة حول العالم هوية أخصامهم في الدور الأوّل. نعمل سوياً بإيقاع واحد على مفهوم العرض لهذا الحدث الكبير، والذي يتوقع أن يحظى بمتابعة تلفزيونية على غرار مباراة في كأس العالم.