أحمد فهد الأحمد آل الصباح، أحد أفراد العائلة الحاكمة بالكويت، وواحد ممن مزجوا بين السياسة والرياضة وإثارة الجدل في كل المجالات التي عمل بها تقريباً. الشيخ الكويتي، الذي يبلغ من العمر اثنين وخمسين عاماً، شغل العديد من المناصب الحكومية ببلده فقد عمل وزيراً ل "الإعلام، الطاقة، الصحة، الإسكان ولشئون التنمية" كما عُين رئيساً لجهاز الأمن الوطني الكويتي. أما في المجال الرياضي فحامل بكالريوس الإقتصاد والعلوم السياسية من جامعة الكويت، كان رئيساً للإتحاد الكويتي لكرة القدم، وهو رئيس اللجنتين الأوليمبيتين الكويتية والآسيوية وهو عضو أيضاً باللجنة الأوليمبية الدولية، كما يشغل منصب رئيس الإتحاد الآسيوي لكرة اليد ونائب رئيس الإتحاد الدولي لذات اللعبة، وقد انضم أبريل الماضي للمكتب التنفيذي للفيفا. ويعد الفهد، عضواً بلجنة إصلاح الفيفا، بجانب المصري هاني أبو ريدة، وهى اللجنة التي شُكلت يوليو الماضي، من قِبل اللجنة التنفيذية للفيفا لإسراع عملية الإصلاح، وقد اللجنة عند إنعقادها أوصت بتحديد فترة ولاية الرئيس لثلاث فترات كما حُدد سن الرئيس ألا يزيد عن 74 عاماً. على والفهد VSهمام وتسونج حينما ترشح الأميرعلي بن الحسين – ابن ملك الأردن الراحل الحسين بن علي- لمنصب نائب رئيس الفيفا، في عام 2010، كان الوافق كبيراً بينه وبين الشيخ الكويتي، الذي أيده بشكل كبير، بل إن الفهد هاجم، القطري محمد بن همام، رئيس الإتحاد الآسيوي وقتها لأنه دعم وأعطى صوته للكوري الجنوبي تشونج مونج.
بداية الخلاف لكن دوام الحال من المحال فما لبثت الخلافات أن ظهرت فمع تمرير رئيس الإتحاد الآسيوي سلمان ابن إبراهيم آل خليفة، لمقترح تمت الموافقة عليه، في كونجرس الفيفا والذي عُقد على هامش كأس العالم 2014 بالبرازيل، وكان المقترح هو أن يتم ربط مقعد نائب رئيس الفيفا بكرسي رئاسة إتحاد القارة الصفراء، مما يعني أنحسين، سيخرج من منصبه الذي فاز به عام 2011. ابن الحسين بدأ بالهجوم على سلمان، رجل الفهد بالإتحاد الآسيوي، وربما من هنا بدأ الشقاق وربما من قبله، لكن المؤكد أن هجوماً عنيفاً بين الفهد وعلي، تم حتى وإن غُلف بكلام معسول كقول الفهد إن علي، كشقيقه وهو من دعمه في إنتخابات منصب نائب الفيفا. علي وكرسي الفيفا وبينهما الفهد المواجهة الكُبرى انطلقت منذ أعلن علي، نيته الترشح لرئاسة الفيفا، في الإنتخابات الماضية ومزاحمة السويسري جوزيف سيب بلاتر، الرئيس منذ 1998 وحتى الآن، فبدا الكلام ككرة التنس لا يتوقف بين الأمير الأردني وأخته الأميرة هيا – زوجة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي- من جهة والشيخ الكويتي من جهة آخرى. الفهد، قال في حوار تلفزيوني مايو الماضي، إن تأييده لبلاتر، هو احتراماً لكلمته التي أعلنها على الملأ في الجمعية العمومية للإتحاد الآسيوي، والتي جددت الثقة في سلمان، رئيساً للإتحاد، وأكد أن موقفه لن يتغير سواء ترشح علي أو غيره، وأردف أن "علي، رجل جيد، عملت معه وكنت داعمه الأساسي في الماضي، هو مثل شقيقي، أمامه مستقبل جيد، لكنه بحاجة للحصول على ثقة آسيا أولاً قبل أن ينال ثقة المجتمع الدولي". حتى الآن كان العتاب بينهما هو سيد الموقف، لكن المواجهات المباشرة التي انطلقت حين صرح الفهد، للوكالة الفرنسية، بأن علياً، خبره في نوفمبر، الماضي على هامش جوائز الإتحاد الاسيوي في الفلبين، بأن أحداثاً ستجري قبل إنتخابات الفيفا من "FPI" وكالة الإستخبارات الأمريكية، لكن الفهد- على حد تعبيره لم يأخذ الأمر على محمل الجد. تصريح الفهد، اعتُبر إتهام صريح لعلي، بصلته عن الأحداث التي وقعت قبل إنتخابات الفيفا والقبض على بعض أعضاء مكتبه التنفيذي بتهم فساد، مما استدعى أن ترد الأميرة هيا، مسؤولة حملة شقيقها علي، رداً قاسياً على الفهد وتصفه بأنه "رجل يائس". يوم الكونجرس لم يٌعطي الفهد، صوت الكويت لعلي وأعطاه لبلاتر الذي تحوم حوله شبهات فساد، والذي أعلن الفهد، دعمه من قبل له ووصفه بأنه رجل جيد لتلك المرحلة، لكنه صرح مشككاً "نحن ضد كل أشكال الفساد وندعم أية إجراءات لمكافحته، شرط أن تجري حسب الأصول"، مشيراً إلى أنه "لا يمكن اتهام أحد حالياً حتى انتهاء التحقيقات". بلاتر، دخل في جولة إعادة مع علي، بعد أن حصل الرجل السويسري على 133 صوتاً مقابل 73 صوتاً لعلي الذي انسحب من جولة الإعادة. الفهد ومثله عرب من آسيا أعطوا صوتهم لبلاتر، ودول عربية آخرى لم يعرف حتى الآن لمن صوتت كفلسطين، فقد يكون الفهد، محقاً حينما قال إن علياً عليه ان يحظى بتأييد آسيا أولاً التي تملك 74 صوتاً من أصل 209.
لم يكن الأمير على، أول ضحايا الفهد، فمن قبل إنحاز الفهد للبحريني سلمان بن حمد لرئاسة الإتحاد الآسيوي كرة القدم، على حساب رئيس الإتحاد الإماراتي لكرة القدم يوسف السركال، الذي كان يمثل حضوراً لابن همام، وربما سلمان، الذي يدعمه الآن سيكون ضحيته القادمة. عقب إعلان بلاتر، إستقالته من رئاسة الفيفا، بعد أيام من إعادة إنتخابه، قيل أن الفهد سيترشح في الإنتخابات التي ستجرى فبراير القادم، لكنه لم يترشح بل ترشح رئيس الإتحاد الآسيوي سلمان بن فهد، رجل الفهد الآن. تشير الكهنات أن دخول الفهد، ما هو إلا تفتيت لأصوات آسيا على الأمير علي، البالغة 47 من أصل 209 صوت، هي تكهنات قد تُصيب أو تُخطئ لكن المؤكد أن وصول عربي لكرسي رئاسة الفيفا، سيُضيعه عرب آسيا بعنادهم وخلافاتهم، لكن من يدري ربما يصبح الفهد، نفسه أول رئيس عربي للفيفا إذا ما ترشح في كونجرس 2019، إذ لم تدور عليه الدوائر وينقلب عليه أحد من حلفائه.