اشتم رائحة مؤامرة, وأرقب تحركات مشبوهة, وأرصد سهاما مسمومة, تصوب نحو جيش مصر العظيم, عبر طابور خامس بدأ يتخذ مواقعه في جنح الظلام, لينال من سمعة هذا الجيش صاحب أشرف وأقدس تاريخ عسكري عرفته البشرية إذ ان هؤلاء المتآمرين بدأوا يبثون سمومهم, من خلال تنفيذ حملات مسعورة لتشويه صورة الجيش وإلصاق اتهامات باطلة تمس شرف العسكرية المصرية التي ظلت علي مدي تاريخها الطويل نتاج حب شعبي جارف, مستغلة احداث المنصة في إلصاق الاتهامات للجيش وقياداته وتحميلهم مسئولية الدماء التي سالت في مغالطة سافرة, ومحاولة فاضحة لتشوية صورة القوات المسلحة. هؤلاء الذين ينفذون اجندات اجهزة مخابراتية امريكية, واسرائيلية اغضبتهم الشعبية الجارفة التي يحظي بها الجيش فراحوا ينسجون القصص ويلصقون الاتهامات للجيش الذي لم يكن يوما متورطا في دماء مصري واحد, وللاسف فإن هذه الحملات المشبوهة تورط فيها بعض النخب السياسية التي سقط عنها القناع بعد الثلاثين من يونيو وتحولت الي اذناب لجهات خارجية لا تريد الخير لمصر, ولا تريد ان تري جيش مصر قويا, وتسعي الي النيل من سمعته وتاريخه. لقد عميت ابصار هؤلاء العملاء, عن الدور الوطني الذي يقوم به الجيش للحفاظ علي الامن القومي المصري الذي تعرض للتهديد في عهد الاخوان, وتجاهلوا ما جاء في خريطة الطريق التي بدأ العمل بها منذ عزل الرئيس السابق, والتي بمقتضاها لم يعد للجيش أية سلطة في الحكم, وان الدولة اصبحت في يد رئيس مدني, وحكومة مدنية, وان قوات الجيش منوط بها فقط حماية المنشآت العامة بالتعاون مع الشرطة, فعن اي حكم عسكري يتحدثون ؟! .. هؤلاء العملاء تجاهلوا أيضا أن الجيش المصري تم استدعاؤه من الشعب في الثلاثين من يونيو صاحب السلطة الحقيقية وظل علي مدي عام يمارس دوره العسكري في ثكناته بعيدا عن العمل السياسي إلا انه لم يكن أمامه سوي الاستجابة لامر الشعب حفاظا علي الامن القومي المصري, وهاهم يركبون موجة الضغوط الدولية علي القوات المسلحة, ويتبنون خطابا مسموما أعدته بليل اجهزة مخابراتية صهيونية, تترقب اليوم الذي تنال فيه من القوات المسلحة. لكن سعيهم وخططهم وسهامهم سوف ترد الي نحورهم وستبقي مصر دولة قوية أبية بجيشها وشعبها العظيم.