ماذا وراء هذه الحملة الشرسة والمقصودة للإساءة للجيش وقيادته؟ وماذا وراء ذلك الإتهام المشبوه من جانب قيادي في جماعة دينية ضد المجلس العسكري ومحاولة توريطه في حادث رفح الغادر والذي راح ضحيته 61 جنديا من حرس الحدود وقت الإفطار في رمضان الماضي؟ وما هو الهدف من ترويج مثل تلك الافتراءات التي تمس المؤسسة العسكرية المصرية؟ وماذا وراء محاولة الإساءة للعلاقة بين الجيش والشعب والإساءة الي القوات المسلحة؟ ومثل تلك الشائعات المغرضة تمس هيبة الجيش. إن ما قيل في محاضرة لأحد قياديي الجماعة -في الإسكندرية- يكشف محاولة الزج بالجيش في صراعات سياسية وتلفيق أكاذيب للنيل من دور الجيش الوطني باعتباره الدعامة القوية للدولة والأمن القومي.. ويدخل ذلك في إطار حملة نفسية وشائعات ممنهجة تستهدف القوات المسلحة وتسعي للتشكيك في قياداتها ونواياها.. والواضح أن تلك الأقاويل تحاول أن تنال من المؤسسة العسكرية والمعروف عنها التزامها الوطني وقيامها بواجبها تحت كل الظروف ولذلك لايمكن تجاهل أهداف هذه الشائعات التي يجري ترويجها مؤخرا: 1- من الواضح أن هناك هجمة مغرضة وحرب شائعات منظمة من جماعة معينة لها نشاطها السياسي والديني وهدفها تشويه أهم مؤسسة وطنية وعسكرية في مصر والمنطقة، وبين الحين والآخر تطلق مثل هذه الشائعات التي تحاول الطعن في القوات المسلحة ودورها الذي تلتزم به لحماية الوطن.. 2- الواضح مما تردد في المحاضرة المشبوهة هو توجيه الإتهام -في حادث رفح- إلي المجلس العسكري السابق والمشير حسين طنطاوي بأنهم وراء تدبير الحادث للاطاحة بالرئيس محمد مرسي- وبدون دليل- وذلك للإساءة الي انضباط المؤسسة العسكرية وفي اطار حملة للشائعات للتشكيك وتشويه صورة القوات المسلحة في عيون الشعب الذي يكن لها الإحترام والمحبة.. ويقدر دورها في الحفاظ علي الأمن القومي.. 3- الواضح أن اثارة هذه الشائعات المكذوبة وترديدها في محاضرة في احد المساجد من قيادي إخواني -وبالتحديد في مسجد الهدي والنور- هدفها التغطية علي مرتكبي مذبحة رفح ضد الجنود المصريين- من حرس الحدود- وهم من عناصر غير مصرية وقد تسللوا من قطاع غزة الي خط الحدود لتنفيذ الجريمة وفي توقيت معين- ساعة الإفطار وحتي يصعب مطاردتهم والتوصل الي من وراءهم من جماعة خارجية في قطاع غزة! وأعود إلي ما قيل في محاضرة علي عبدالفتاح وهو: »أن المجلس العسكري هو الذي دبر حادث رفح- في رمضان- وعملوا الفخ للرئيس مرسي بس هو استفاد منه وراح يطهر الجيش وكان لوحده وماكانش معاه لاجيش ولا حرس جمهوري ولا مخابرات وربنا نصره«.. وهكذا يتضح الهدف من ترويج هذه الشائعة وهو محاولة الصاق حادث رفح بالمجلس العسكري وذلك ما لا يصدقه عقل ويستهدف الاساءة إلي الجيش ودوره الوطني. وبينما حاول ذلك القيادي علي عبدالفتاح تدارك ما قاله ونفي ما نسب اليه من مقاطع شريط فيديو والتي يتهم فيها قيادات سابقة في المجلس العسكري بتدبير حادث رفح لإرباك الرئيس مرسي والإحاطة به.. وقال عبدالفتاح: أن ما تم بثه ونشره هو كلام خارج عن الحقيقة ولما قلت إن الرئيس راح مطهر الجيش والمقصود هو ما اتخذه من اجراءات تجاه الذين تقاعسوا عن التأمين يوم جنازة الشهداء من جنود حادث رفح ولذلك حاول التنصل وأن هذا الكلام جاء في سياق نقل التحليلات السياسية وليس بناء علي معلومات أو أخبار حقيقية في محاضرة منذ عدة شهور.. وربما أن بعض اعداء الوطن من الخارج دبروا الحادث علي بعد خطوات من الحدود مع اسرائيل..! ولاشك أن الكلام الذي ذكره القيادي الإخواني بترديد تلك الشائعات يهدف إلي المساس بالقوات المسلحة بطريقة مقصودة! ولاشك أن اتهام المجلس العسكري نوع من التخاريف والادعاء الباطل ومحاولة من بعض القيادات السياسية والدينية لتوريط الجيش مع الشعب وتحقيق اهداف للجماعة من خلال التشكيك خاصة أن الجيش يحظي باقدام وتقدير الشعب والثقة فيه.. ولذا أقول: إلا الجيش فإنه خط أحمر لا يمكن الزج به في ألاعيب سياسية! ولا يمكن إنكار »أو تجاهل« الدور الذي قامت به القوات المسلحة في المرحلة الإنتقالية وحمايتها للدولة من الإنهيار وكذلك الأداء المشرف الذي حملت اعباءه في الانتخابات الرئاسية والإنتخابات البرلمانية واعطت نموذجا للوطنية والنزاهة التي شهد بها العالم، وكذلك وفاء المجلس العسكري بتسليم السلطة في الموعد المحدد واثبت بذلك أنه ليست له أي مطامع في الحكم..! وعلي حد تعبير الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع والقائد العام: عن التزام القوات المسلحة بوضع مصر وأمنها القومي فوق كل اعتبار وانهاقادرة علي الوفاء بما يكلفها به الشعب المصري من مهام مستمرة في تطوير وتحديث قدراتها القتالية لكي تظل قادرة علي الحفاظ علي الأمن القومي وستبقي الركيزة الأساسية لذلك.. وأعود وأقول: أن الجيش خط أحمر ولا يمكن المساس بقياداته.. فإن الانضباط هو المبدأ الذي يحافظ عليه تحت كل الظروف لأنه يعرف واجبه ومسئولياته.. ولايتأثر بمثل هذه الشائعات والأقاويل من جانب أي جماعة!