موجة من الغضب انتابت أهالي قرية برطس بأوسيم بعد أن شهدت القرية حادثا مأساويا أمس الأول, حيث لقي عامل مصرعه داخل بالوعة صرف صحي في أثناء تنظيفها ولحق به شخصان آخران من أبناء القرية خلال محاولتهما انقاذه. وقد أكد شهود عيان أنهم قاموا بالاتصال بالإسعاف أكثر من عشرين مرة ولم يحضر أحد. ومن جانب آخر, قال محمود شوارب عم أحد المتوفين إنهم بالاشتراك مع أهالي البلدة قاموا باستخراج القتلي الثلاثة من داخل البالوعة بواسطة أسياخ حديدية وهلب اللحوم, حيث قاموا بسحبهم من داخل البيارة التي تصل الي عمق سبعة أمتار. وأضاف عبدالباقي عبدالتواب أنهم استطاعوا استخراجهم أحياء وكانوا يتنفسون, ولكن تأخر الاسعاف كان من ضمن الأسباب الأساسية للوفاة, وأكد سعد حسين موسي أنهم حملوهم وذهبوا بهم الي مستشفي برطس ولكن الأطباء رفضوا استقبالهم أو اسعافهم بحجة أن المستشفي مخصص لطب الأسرة فقط ولا يوجد به استقبال طوارئ, وعقب ذلك توجهوا بهم الي مستشفي أوسيم المركزي, فلم يجدوا هناك الرعاية الكافية, مما تسبب في وفاة الثلاثة. وقد وجه فتحي البقار وأهالي المنطقة اتهامات الي المسئولين بالتباطؤ في التعامل مع الحادث وأنحي باللائمة علي تأخر حضور ضباط الشرطة, وقال بعض الأهالي إنهم أبلغوا رجال مباحث أوسيم والإسعاف أكثر من مرة دون جدوي, حيث لم تحضر الاسعاف سوي بعد أكثر من ثلاث ساعات. وتساءل عم الضحية الأول: أين المسئولون وأين رئيس مجلس مدينة أوسيم ومعاونوه؟! وقال: لقد شكونا أكثر من مرة من البالوعات والحفر المفتوحة والتي تشكل خطرا علي أرواح وحياة الأطفال والنساء والرجال وحتي الدواب لم تسلم منها لكن لا حياة لمن تنادي. وأجمع الأهالي علي أنهم لا يرون مسئولي الحي إلا في أثناء عملية المباني فقط, لأخذ المعلوم! وقال أحد سكان القرية بكلمات تنطق بالمرارة والأسي: الناس هنا بتموت ومحدش حاسس بهم.. وتساءل بقوله: أهالي الضحايا هيأخذوا حقهم من مين؟ ومن الذي سيحاسب المسئول عن هذه الكارثة؟. والمثير علي حد قوله, ان الشرطة رفضت تحرير محاضر لأخذ حق الضحايا وهددت أقاربهم بتشريح جثثهم اذا حرروا محاضر. وفي النهاية طالب أهالي المنطقة بضرورة تشغيل مستشفي برطس كمستشفي عام لاستقبال الحالات الحرجة لانقاذ أرواح المواطنين نظرا لبعد المسافة بين برطس ومستشفي أوسيم الذي يفتقد الي الحد الأدني من الرعاية, كما أن مستشفي برطس تم صرف ملايين الجنيهات عليه, ولكن لتخصيصه تحت مسمي طب أسرة فقط, وأخيرا لخص الأهالي مشكلتهم بتأكيدهم أن حياة المواطنين في برطس ليست لها قيمة أو ثمن! وكان اللواء أسامة المراسي مساعد وزير الداخلية لأمن اكتوبر قد تلقي اخطارا من اللواء مدير الإدارة العامة للمباحث يفيد بمصرع ثلاثة أشخاص داخل احدي بالوعات الصرف الصحي بقرية برطس بأوسيم.. ومن خلال الفحص ومعاينة العقيدين رئيس فرع البحث الجنائي بالشمال ومفتش المباحث تبين أنه في أثناء قيام عبدالمعز كامل 30 سنة عامل بالصرف الصحي ومقيم بالفيوم بأعمال تنظيف بيارة الصرف الصحي حدث له اختناق داخل البالوعة فاستنجد بالأهالي, وعند محاولة علي علي محمد 20 سنة فرارجي, وأيمن رجب ابراهيم 32 سنة انقاذه لقي الثلاثة مصرعهم داخل البالوعة.