تعاني المنطقة الصناعية بمدينة قويسنا في محافظة المنوفية والتي تعد من أكبر المناطق الصناعية علي مستوي محافظات الجمهورية من مشكلتين كفيلتين بتهديد الاستثمار داخل المنطقة وهروب المستثمرين وهما مشكلة الانفلات الأمني وسيطرة مجموعة من البلطجية من قرية عرب ابو ذكري علي مداخل المنطقة وفرض إتاوات علي أصحاب المصانع وتعرض العاملين والمستثمرين لسطو المسلح عليهم بالإضافة لمشكلة الصرف الصحي والصناعي التي تهدد صحة العاملين بمصانع المنطقة وأهالي القري المجاورة. مشكلة الانفلات الأمني وسطو مجموعة من البلطجية علي المنطقة ظهرت بوضوح منذ أيام عند وقعت اشتباكات ومواجهات مسلحة بين مجموعة من البلطجية وقوات الأمن أمام مدخل المنطقة الصناعية بعد قيام مسلحين يستقلون دراجات نارية بقطع مدخل المنطقة أمام المجزر الآلي ومصنع الطوب من الاتجاهين مستخدمين الأسلحة النارية والخرطوش والأسلحة البيضاء والشوم وقاموا بإشعال النيران في إطارات السيارات بقصد ترويع المارة والسطو علي ممتلكاتهم. وتمكنت قوات الأمن من القبض علي9 من المسلحين بعد مواجهات عنيفة بالأسلحة النارية أصيب خلالها15 شخصا بينهم ضابطا شرطة ومخبر سري بطلقات خرطوش إلا أن الوضع الأمني مازال خارج السيطرة. وأكد اللواء ياسين طاهر السكرتير العام للمحافظة أن مجلس إدارة المنطقة الصناعية بقويسنا يقوم حاليا بدراسة عرض الحراسة المقدم من شركة متخصصة في مجال الحراسات تابعة للقوات المسلحة لحماية المنشآت الصناعية بالمنطقة ومنع أي محاولات لإثارة المشكلات أو الإضرار بأي مكون بالمنطقة. ومن الناحية البيئية تواجه المنطقة الصناعية بقويسنا أزمة الصرف الصحي والصناعي حيث أكد مصطفي السعيد عضو جمعية مستثمري المنطقة الصناعية انه لابد من التصدي لمصادر التلوث البيئي بالمنطقة ورصد ميزانية للاهتمام بكل مشكلات المنطقة نظرا لتخطي استثماراتها مليارات الجنيهات حيث تعد واجهة الاستثمار بقطاع الدلتا. وأكد محمد بر أحد المستثمرين بالمنطقة أنه تسود حالة من التجاهل والإهمال لمستثمري المنطقة من قبل المسئولين مشيرا إلي أنه من المتضررين من عدم وجود خدمات الصرف الصحي والصناعي بالمنطقة وترتب علي ذلك توقف بعض خطوط الإنتاج بأحد مصانعه إلي جانب توقف الإنشاءات التوسعية الخاصة بمصنعه وهو ما كلفه خسائر مادية باهظة وطالب بضرورة إقامة خط الصرف العاجل للمنطقة والتصدي للمخاطر البيئية بمنطقة الورش والتي تتراكم فيها المياه وتنتشر فيها الحشرات التي تهدد صحة العمال. وأشار المحاسب أحمد ياسين سكرتير جمعية المستثمرين إلي أن المنطقة الصناعية تعاني من انعدام العديد من الخدمات مؤكدا أن المستثمرين استلموا عقود أراضيهم مرفقا بها الخدمات إلا أنه بعد إنشاء المصانع فوجئوا بانعدام خدمات الصرف الصحي والصناعي بالمنطقة وتحمل المستثمرين إنشاء محطات معالجة مبدئية حتي يتخلصوا من مخلفات المصانع خوفا علي صحة العمال. واضاف أن عددا من المستثمرين الصغار لم يستطيعوا إنشاء محطات مبدئية لتكلفتها العالية ويقومون بالتخلص من مخلفات مصانعهم في مصرف مائي مجاور للمنطقة بصورة غير آدمية وغير حضارية وهو ما يؤثر علي المقيمين بجوار المنطقة وكذلك العاملين بالمصانع. واكد سكرتير جمعية المستثمرين أن محطة الصرف الصناعي تكلفت نحو50 مليون جنيه بالتعاون مع المستثمرين وحتي الآن لم يتم تشغيلها ولم تر النور, كما طالب مستثمري المنطقة الصناعية وأعضاء الجمعية بعمل محرقة صحية للتخلص من النفايات ومخلفات المصانع وإعادة تدويرها والاستفادة منها, كما أبدوا استياءهم من الدفن الحالي للمخلفات والذي تنبعث منه روائح كريهة وتطاير الأدخنة بما يؤثر بالسلب علي عمال المنطقة. وفي السياق نفسه يواجه سكان منطقة كفور الرمل المجاورة للمنطقة الصناعية مخاطر الاصابة بأمراض وأوبئة بسبب مشكلة الصرف الصحي والصناعي للمصانع مطالبين بمعالجة الصرف الصناعي وتصريفه بعيدا عن القرية وكذلك انشاء شبكة صرف صحي خاص بالقريةحيث إن المصانع تقوم بالصرف مباشرة في باطن الأرضمن خلال آبار ارتوازية وكذلك قيام عدد آخر من المصانع بالصرف مباشرة في الترعة التي تخترق القريةوتسببت في إصابةنحو250 من الأهاليبالفشل الكلوي وفيروس الكبدي الوبائي الي جانب تسمم الزرع الموجود لديهم بمياه الصرف الصحي. وقطع الأهالي أكثر من مرة الطريق وأغلقوا البوابات الرئيسية للمنطقة الصناعية احتجاجا علي غرق القرية وعدد من المناطق بالمنطقة الصناعية بمياه الصرف الصحي وانتشار الاوبئة والامراض بسبب مياه الصرف والكيمياويات الناتجة عن مخلفات مصانع الجلود والادوية الملاصقة لمنازل القرية. وبتصعيد الاحتجاجات وعدهم محافظ المنوفية السابق بتوصيل الصرف الصحي للقرية وأكد لهم أن المحافظة قررت تخصيص3 ملايين جنيه لصالح مشروع الصرف الصحي بالقرية وتتحمل الشركة القابضة لمياه الشرب ومياه الصرف7 ملايين أخري, وتطهير المصرف الخاص بالقرية وتغطيته إلا أن الوضع الآن بقي كما هو عليه والوعود حبر علي ورق ومازالت المنطقة الصناعية بقويسنا تحت حصار البلطجية والصرف الصحي. رابط دائم :