دقائق من الرعب جنوب قنا.. 24 مصابًا بينهم أطفال في انقلاب ميكروباص بقفط    بالصور.. تشييع جثمان والد «أطفال دلجا الستة» في ليلة حزينة عنوانها: «لقاء الأحبة»    رغم هرولة الشرع للتطبيع، مروحيات إسرائيلية تستبيح مقر "الفرقة 15" بالسويداء    ليلة استمتع فيها الجمهور.. تامر حسنى يختتم حفل مهرجان العلمين بأغنية "قدها" وسط تصفيق حار    التنمية المحلية: بدء تنفيذ مشروع تطوير شارع إبراهيم بمنطقة الكوربة    وزير الخارجية يختتم جولته الأفريقية بشراكة اقتصادية تحقق التكامل بين مصر والقارة السمراء    "مستقبل وطن دولة مش حزب".. أمين الحزب يوضح التصريحات المثيرة للجدل    فلسطين.. جيش الاحتلال يقتحم بلدة المغير شرقي رام الله بالضفة الغربية    ترامب: لدينا فرصة للتوصل لاتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي    "الجبهة الوطنية": دعوات التظاهر أمام السفارات المصرية تخدم أجندات مشبوهة    هآرتس: ميليشيات المستوطنين تقطع المياه عن 32 قرية فلسطينية    رد ساخر من كريم فؤاد على إصابته بالرباط الصليبي    تقرير يكشف موعد جراحة تير شتيجن في الظهر    رسميًا.. دي باول يزامل ميسي في إنتر ميامي الأمريكي    تردد قناة الأهلي الناقلة لمباريات الفريق بمعسكر تونس    "هما فين".. خالد الغندور يوجه رسالة لممدوح عباس    أسعار الذهب اليوم في السعودية وعيار 21 الآن ببداية تعاملات السبت 26 يوليو 2025    سعر المانجو والبطيخ والفاكهة في الأسواق اليوم السبت 26 يوليو 2025    24 مصابًا.. الدفع ب15 سيارة إسعاف لنقل مصابي «حادث ميكروباص قنا»    «الداخلية» تنفي «فيديو الإخوان» بشأن احتجاز ضابط.. وتؤكد: «مفبرك» والوثائق لا تمت بصلة للواقع    الحماية المدنية بالقليوبية تسيطر على حريق كابينة كهرباء بشبرا| صور    الإسماعيلية تكشف تفاصيل مهرجان المانجو 2025.. الموعد وطريقة الاحتفال -صور    "الذوق العالى" تُشعل مسرح مهرجان العلمين.. وتامر حسنى: أتشرف بالعمل مع منير    فلسطين.. شهيدة وعدة إصابات في قصف إسرائيلي على منزل وسط غزة    «مش عارف ليه بيعمل كده؟».. تامر حسني يهاجم فنانا بسبب صدارة يوتيوب .. والجمهور: قصده عمرو دياب    بعد «أزمة الحشيش».. 4 تصريحات ل سعاد صالح أثارت الجدل منها «رؤية المخطوبة»    مستشفى الناس تطلق خدمة القسطرة القلبية الطارئة بالتعاون مع وزارة الصحة    «لو شوكة السمك وقفت في حلقك».. جرب الحيلة رقم 3 للتخلص منها فورًا    محمد رياض يستعرض معايير التكريم بالمهرجان القومي للمسرح: لا تخضع للأهواء الشخصية    محافظ شمال سيناء: نجحنا في إدخال عدد كبير من الشاحنات لغزة بجهود مصرية وتضافر دولي    ترامب يحذر الأوروبيين من أمر مروع: نظموا أموركم وإلا لن تكون لديكم أوروبا بعد الآن    تامر حسني يهاجم عمرو دياب بعد تصنيف الهضبة لألبومه "لينا ميعاد": أنا تريند وأنت تحت    سعر الدولار اليوم أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية السبت 26 يوليو 2025    ليكيب: برشلونة يتوصل لاتفاق مع كوندي على تجديد عقده    خبر في الجول - اتفاق مبدئي بين بيراميدز وبانيك لضم إيفرتون.. ومدة التعاقد    رد فعل مفاجئ من كريم فؤاد بعد أنباء إصابته بالصليبي (صورة)    إحباط تهريب دقيق مدعم ومواد غذائية منتهية الصلاحية وسجائر مجهولة المصدر فى حملات تموينية ب الإسكندرية    أحمد السقا: «لما الكل بيهاجمني بسكت.. ومبشوفش نفسي بطل أكشن»    هاكل كشري بعد الحفلة.. المطرب الشامي يداعب جمهوره في مهرجان العلمين    روعوا المصطافين.. حبس 9 متهمين في واقعة مشاجرة شاطئ النخيل في الإسكندرية (صور)    وزير الأوقاف: الحشيش حرام كحرمة الخمر سواء بسواء والادعاء بحِلِّه خطأ فادح    أخبار كفر الشيخ اليوم.. شاب ينهي حياة آخر بسبب خلاف على درجة سلم    6 أبراج «الحظ هيبتسم لهم» في أغسطس: مكاسب مالية دون عناء والأحلام تتحول لواقع ملموس    تنسيق الثانوية العامة 2025.. التعليم العالي: هؤلاء الطلاب ممنوعون من تسجيل الرغبات    باحثة في قضايا المرأة: الفتيات المراهقات الأكثر عرضة للعنف الرقمي    عقود عمل لذوي الهمم بالشرقية لاستيفاء نسبة ال5% بالمنشآت الخاصة    مشروبات طبيعية تخفض ارتفاع ضغط الدم    الجلوكوما أو المياه الزرقاء: سارق البصر الصامت.. والكشف المبكر قد يساهم في تجنب العمى الدائم    يسرى جبر: حديث السقاية يكشف عن تكريم المرأة وإثبات حقها فى التصرف ببيتها    عالم أزهري: خمس فرص ثمينة لا تعوض ونصائح للشباب لبناء المستقبل    برلماني: الدولة المصرية تُدرك التحديات التي تواجهها وتتعامل معها بحكمة    رددها الآن.. أفضل أدعية لاستقبال شهر صفر 1447 هجريًا    جامعة دمنهور الأهلية تعلن فتح باب التسجيل لإبداء الرغبة المبدئية للعام الجديد    وزير الاستثمار والتجارة الخارجية يلتقي مسؤولي 4 شركات يابانية لاستعراض مشروعاتها وخططها الاستثمارية بالسوق المصري    أسعار الأرز في الأسواق اليوم الجمعة 25-7-2025    الحكومية والأهلية والخاصة.. قائمة الجامعات والمعاهد المعتمدة في مصر    متحف الفن المعاصر بجامعة حلوان يستعد لاستقبال الزوار    شائعات كذّبها الواقع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. يسري أبو شادي: لدينا القدرة علي بناء أول مفاعل نووي خلال5 سنوات

يواصل د.يسري أبو شادي كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الحلقة الثانية من حواره مع الأهرام المسائي
الكشف عن أسرار جديدة في الملف النووي المصري في مقدمتها عدم توافر الإرادة السياسية لدي الرئيس المخلوع لإنشاء محطات نووية بحادث تشرنوبيل في هذا المقام‏..‏والضغوط التي تعرض لها من أمريكا للتوقيع علي البروتوكول الإضافي لمعاهدة منع الانتشار النووي لكنه لم يوقع‏..‏
ويكشف د‏.‏يسري عن محادثاته مع الرئاسة بشأن مشروع الضبعة واقتراحاته علي الرئيس مرسي في هذا الصدد‏..‏ويقترح علي الدول العربية التهديد بالانسحاب من معاهدة الانتشار النووي لإجبار إسرائيل علي التوقيع عليها‏..‏وأسرار أخري تجدها في نص الحوار التالي‏..‏
‏*‏ وهل حقيقي أن الطن من ا لرمال السوداء يبلغ سعره مائة ألف دولار؟
‏**‏ هذا رقم مبالغ فيه جدا خاصة وأن الرمال السوداء تحتوي علي مواد شبه موصلة لكن لانعرف مدي نقاوتها فنحن بالكاد سنبدأ التسويق لها من خلال مناقصة لاستغلالها‏.‏
واليورانيوم بعد استخلاصه يطلق عليه الكحكة يعني هناك مراحل لاستخلاصه وبالتالي ليس السعر كما أشرت‏..‏لكن نتمني أن يكون لدينا اكتفاء ذاتي منه‏.‏
‏*‏ كثر الحديث حول اختيار الضعبة كموقع لإنشاء مفاعل أو مفاعلات نووية‏..‏فهل تصلح بالفعل كموقع ؟
‏**‏ تعد الضعبة المكان الثالث الذي يصلح لإنشاء مفاعل نووي لإنتاج القوي الكهربائية‏,‏ وكان أول موقع في برج العرب لكنه لايصلح إلا لمفاعل صغير حيث تم تحديده سنة‏1964‏ وكان سيتم إنشاء ذلك المفاعل بالأمر المباشر لشركة وستنجاوس الأمريكية لكن ظل الأمر معلقا حتي جاء العدوان الإسرائيلي سنة‏67‏ فتم إلغاء المشروع‏.‏
بعد ذلك تم اختيار موقع سيدي كرير من الكيلو‏21‏ حتي الكيلو‏34‏ غرب الاسكندرية وهو موقع ممتاز يصلح تماما لإقامة محطة نووية‏,‏ لكن محافظ الاسكندرية سنة‏1980‏ شعر بالقلق من هذا الموقع فأبلغ الرئيس الراحل أنور السادات بأنه لايريد إنشاء محطات نووية في هذا الموقع خشية تأثيره علي السكان‏,‏ وذلك بعد أن كنا قد أنهينا جميع الدراسات الخاصة به وبعد إنفاق مئات الملايين من الجنيهات‏.‏
وسنة‏1981‏ بحث السادات عن موقع أخر فوجد الضعبة في الساحل الشمالي‏,‏ لكن وزارة الكهرباء حينها بالغت في تحديد المساحة المطلوبة لإنشاء محطة نووية فبدلا من تحديد‏5‏ كيلو مترات مربعة وهي مساحة كافية تماما رفعوا تقريرا للسادات بأن المساحة المطلوبة هي‏56‏ كم‏2‏ وبعمق يصل إلي‏4‏ كم‏2‏
‏*‏وهل هناك ضرر في استخدام مساحة أكبر بهذا الشكل؟
‏**‏إنشاء‏4‏ مفاعلات نووية علي مساحة‏5‏ كم‏2‏ أمر طبيعي جدا‏..‏لكن المشكلة في تحصيل مساحة أكبر بهذا الشكل أضرت بالأهالي الذين تم طردهم حتي إنهم لم يحصلوا علي التعويض المناسب لذا يقولون إنهم تعرضوا لظلم شديد‏.‏
لكم الحكومة حينها بررت إتساع المساحة بإقامة منطقة صناعية وخدمية وسياحية وبالتالي سيتم فتح فرص عمل لأهالي الضبعة بعد‏5‏ سنوات من الانتهاء من المشروع مع إقامة مناطق سكنية لهم بالقرب من تلك المناطق‏.‏
‏*‏إذن لماذا كل هذا التأخير؟
‏**‏تردد الرئيس المخلوع في اتخاذ القرار بالرغم من عمل مناقصة واختيار شركة المانية لم يعلن عن اسمها لكن حدث مالم يكن متوقعا وهو حادث تشرنوبيل الذي أوقف البدء في المشروع‏.‏
ومن خلال عملي في ذلك التوقيت مع وزير الكهرباء كنا علي يقين أن الرئيس المخلوع لم يكن متحمسا للمشروع خاصة بعدما قرر تعليق إنشاء المحطة والذي ظل طوال فترة حكمه‏.‏
في ذلك الحين بدأت كوريا الجنوبية مشروعها حتي إن فيها‏23‏ مفاعلا نوويا‏,‏بل وتقوم بالتصنيع والبيع للخارج بالرغم من قلة إمكانات تعاونها مع مصر‏.‏
كذلك الهند التي بدأت المجال متأخرة فإنها تمتلك‏23‏ مفاعلا نوويا‏.‏
وقد حاول الرئيس المخلوع إحياء المشروع سنة‏2003‏ فتم طرد أهالي الضبعة بالقوة وقامت الحكومة بعمل سور كبير جدا حول الموقع لحمايته وفي سنة‏2007‏ أعلن الرئيس المخلوع إعادة البرنامج النووي بشكل لايوحي بالجدية خاصة وأن هذا الإعلان جاء علي لسان جمال مبارك الذي لم يكن ذا صفة ليعلن ذلك‏.‏
‏*‏ولكن سمعنا لغطا كبيرا حول اختيار الضبعة كمكان؟
‏**‏ تمت دراسة موقع الضبعة بدقة بمشاركة الوكالة الدولية للطاقة النووية وشركات أجنبية حيث تم عمل دراسات كاملة عن الموقع‏.‏ وفي الفترة من سنة‏2007‏ حتي سنة‏2010‏ أنفقنا ملايين الجنيهات علي شركة أجنبية لتخرج لنا في النهاية بنتيجة مفادها أن المكان يصلح تماما‏.‏ ولا أدري لماذا كل هذا التأخير الذي تسبب في إهدار الملايين‏.‏
وكان من المفترض إعلان المناقصة للبدء في المشروع سنة‏2009‏ لكن ظل الأمر معلقا حتي ديسمبر سنة‏2010,‏ ثم قال وزير الكهرباء حينها سنبدأ في يناير سنة‏2011‏ وهو الشهر الذي قامت فيه ثورة‏25‏ يناير‏.‏
‏*‏ وهل هناك نية لدي النظام الجديد للبدء في المشروع؟
‏**‏ المشكلة الان في أن هناك من يدفعون في اتجاه عدم دخول مصر هذا المجال فمن العجيب أن يقوم أهالي الضبعة بهدم السور المحيط بالموقع مرتين خلال هذه الفترة خاصة في ظل علمهم بأن القوات المسلحة المسئولة عن تأمين المكان لن تتعامل مع الأهالي بعنف حتي إن أفرادها غادروا المكان وتركوا الموقع‏..‏ و التساؤلات التي يطرحها البعض‏:‏ من كان المسئول عن الإتيان بالأسلحة من ليبيا‏.‏
‏*‏ ومن الذي يدفع أهالي الضبعة إلي هدم السور مرتين؟‏!‏
‏**‏ لا شك في أنه من حق أهل الضبعة أن يشعروا بالظلم لأن اقتطاع كل هذه المساحة لإنشاء محطات نووية ليس مبررا خاصة وأن للمساحة كندا أنشأت‏8‏ مفاعلات نووية علي مساحة‏9‏ كم‏2‏ فقط‏.‏
كذلك من الأمور التي أغضبت أهل الضبعة أنه تم تصميم مدخل المحطة النووية مواجها لمدخل مدينة الضبعة مباشرة لذا تقدمت لمجلس الشعب السابق بتصور حول إعادة تخطيط الموقع لكن المجلس للأسف تم حله‏.‏
‏*‏ وماذا يتضمن مخططك الجديد للمحطة النووية؟
‏**‏ التنازل عن ثلثي المساحة التي تم تخصيصها للمحطة النووية والاكتفاء بالثلث فقط مع تضمنها إنشاء محطة مياه ومجمع سكني وخدمي يكفي نحو‏1500‏ عامل هم الذين تستوعبهم المحطة النووية‏.‏
‏*‏ وهل توافق علي ما فعله أهالي الضبعة بهدم السور ورفض إنشاء المحطة؟
‏**‏ بالطبع لا‏..‏ لأن في العالم‏650‏ مفاعلا نوويا في‏31‏ دولة منها الهند وكوريا الشمالية وباكستان وإيران وغيرها فكيف تخلو مصر من هذه الطاقة النووية التي هي متقدمة فيها قبل تلك الدول‏.‏
وأؤكد لأهالينا في الضبعة والذين التقيت بهم عدة مرات أنه لا خطورة عليهم من المحطة كما يتوهمون‏.‏ كذلك فإن الطاقة النووية هي الحل الأمثل لحل أزمة الوقود في بلادنا وتفوق بكثير الطاقة الشمسية وطاقة الرياح خاصة وأن الطاقة الشمسية مكلفة جدا مقارنة بالنووي إذ تفوقها من‏5‏ إلي‏10‏ مرات كما أنها ملوثة حيث يستخدم لتنظيف الخلايا الشمسية كيماويات تضر بالبيئة علاوة علي أن الطاقة الشمسية تستحوذ علي مساحة من‏30‏ إلي‏40‏ كم‏2‏ فلو احتجنا‏4‏ محطات فهذا يعني تحصيل مساحة تزيد علي‏100‏ كم‏2‏ واذا قارنا ذلك بمحطة الكريمات نجد أن قوتها الفعلية‏250‏ ميجا وات بينما تخرج الان‏5‏ ميجا وات فقط‏.‏
أيضا طواحين الهواء في الزعفرانة توجد علي مساحة‏140‏ كم‏2‏ لتخرج‏540‏ ميجا وات أي ما تخرجه ثلث محطة نووية واحدة علاوة علي عدم ثبات الرياح وعدم سطوع الشمس‏24‏ ساعة‏.‏
‏*‏ وما حجم الطاقة التي تتطلبها مصر سنويا؟
‏**‏ مصر تحتاج إلي‏3‏ آلاف ميجا وات سنويا لن يأتي بها سوي الطاقة النووية
ويتعشم وزير الكهرباء الحالي الحصول علي‏1800‏ ميجا وات خلال‏5‏ سنوات من الرياح وهو رقم لا يكفي لاحتياجات البلاد‏.‏
وإذا كانت الضبعة حساسة بالنسبة للأمن القومي المصري فإنه لا بديل عنها‏..‏ لذا أطالب الحكومة بإقناع الأهالي بالحسني ومحاولة تحقيق مطالبهم لأن الضبعة هي بالفعل أفضل مكان لإنشاء المحطة النووية‏.‏
‏*‏ ألم ترسل مقترحاتك للدكتور مرسي؟
‏**‏ قمت بمراسلة الرئيس محمد مرسي بعد أن أعلن اعتزامه إنشاء‏4‏ محطات نووية في الضبعة واقترحت عليه طمأنة أهالي الضبعة أولا وعقد مؤتمرات في الضبعة يدعي إليها خبراء يثق فيهم الأهالي لبيان أهمية المحطات النووية في الضبعة وعدم خطورتها علي الصحة‏.‏
وقد فعل الدكتور مرسي ذلك في أغسطس الماضي لكن الموضوع مازال متوقفا‏.‏
لكن هناك مناقصة جاهزة منذ عدة سنوات يجب اتخاذ قرار حاسم بشأنها دون النظر إلي ما يجري في الشارع لأن الأحداث اليومية هي التي تعطل هذا القرار‏,‏ ولو كان الأمر بيدي لبدأت علي الفور حتي نجني ثمار أول مفاعل نووي في غضون‏5‏ سنوات من البدء‏.‏
‏*‏ لكن هناك خبراء جيولوجيين أكدوا أن الضبعة لا تصلح؟‏!‏
‏**‏ بالفعل أكد د‏.‏ خالد عودة الجيولوجي المعروف أن الضبعة تتسم بتربة جيرية وبالتالي قد تؤدي إلي تكوين كهوف تحت الأرض‏..‏ وهو أمر تجب دراسته علي عمق أكثر من‏100‏ متر وإذا تبين ذلك فهناك حلول لها‏.‏ والنقطة الثانية الذي أثارها د‏.‏ خالد عودة أنه لو حدث تسرب نووي فماذا سيكون التصرف يمكن الرد علي ذلك بأن هيئة الأمان النووي المصرية والمسئولة عن الترخيص للمنشآت النووية لم تجد ما يمنع من العمل في الضبعة ولما تحريت عن هذه النقطة بنفسي وجدت أن الهيئة لم تنته بعد من دراسة التأثير البيئي علي المنطقة لأنهم لا يعرفون نوع المفاعل الذي سيتم انشاؤه والذي بناء عليه يتم تحديد الاثر البيئي المتوقع‏..‏ وعموما لن نتعامل إلا في نوعين من المفاعلات من دولتين معروفتين‏.‏
‏*‏ هل من تفاصيل عن المفاعل النووي الذي صممت له نموذجا بالفعل؟
‏**‏ هو ليس مفاعلا بل نموذج مصغر بمواد حقيقية وبنفس شكل المفاعل الحقيقي لكن بمقياس أقل من مترين وقطره نحو‏75‏ سم بينما الاصلي يبلغ طوله‏15‏ مترا وقطره خمسة أمتار‏.‏ وتستطيع الشركات المصرية تنفيذه‏.‏
‏*‏ وكيف يتم التنفيذ؟
‏**‏ هناك ثلاث مراحل لتنفيذ النموذج‏,‏ الأولي تتعلق بقلب المفاعل والبالغ سمكه‏1‏ مم لكن بنفس الابعاد الأفقية وبارتفاع‏10‏ سم‏..‏ والمرحلة الثانية تعتمد علي مواد مطابقة بالكامل للمفاعل الحقيقي بمقياس رسم لأجزاء المفاعل يتراوح من‏1‏ إلي‏1,1‏ إلي‏10‏ وبسمك‏3‏ مم وتبلغ تكلفة تلك المرحلة‏15‏ ألف جنيه وكنت علي وشك أن أتحملها بالكامل إذ لابد من الانتهاء من التنفيذ قبل نهاية ابريل المقبل لأن الطلبة المشاركين معي في المشروع من هندسة الاسكندرية سيقدمونه لمشروع للتخرج‏.‏
والمشروع يتطلب عامين لتنفيذه لكني مضطر للتوقف عند المرحلة الثانية حتي يتقدم به الطلبة كمشروع للتخرج‏.‏
منحة‏100‏ ألف جنيه
‏*‏ ولماذا لا تشارك الدولة في دعم المشروع؟
‏**‏ كنت سأتحمل ذلك علي حسابي الخاص حتي ينتهي قبل نهاية ابريل‏,‏ لكن أكاديمية البحث العلمي لما عرضنا عليها المشروع قررت صرف أقصي دعم لأي مشروع وهو مائة الف جنيه‏,‏ وهو ما دفعني للتفكير في تحويل المشروع إلي معمل محاكاة لمفاعل نووي حقيقي يتم فيه تدريب الطلبة ويتيح لهم القيام بتجارب حقيقية‏,‏ كما يصلح لتدريب العاملين في المحطات النووية‏,‏ مع إمكانية استقدام طلبة من الدول العربية للتدريب فيه‏.‏
‏*‏ وأين سيكون مقر هذا المعمل؟
‏**‏ وعدني عميد هندسة الاسكندرية بتخصيص معمل لهذا الغرض أقوم فيه بتدريب الطلبة علي كيفية تصميم المفاعل والدخول في قلبه وأدربهم علي ذلك بمجموعة برامج حسابية صممت معظمها‏.‏
‏*‏ وما الهدف من المشروع؟
‏**‏ ما سبق كان هو الهدف من المشروع‏,‏ تدريب الطلبة والعاملين بالمحطات النووية إضافة إلي الدخول الفعلي إلي مرحلة تصنيع المفاعل ومعرفة مدي قدرة الصناعة الوطنية علي التنفيذ ومعرفة السلبيات والايجابيات خاصة واننا لا نستطيع انتاج الحديد النقي بل نستورده من الخارج بالرغم من اننا كنا ننتجه من قبل كذلك نهدف من المشروع إلي تصميم وحدة محاكاة لنموذج المفاعل وعمل قضبان للتحكم ولوحة ادارة لتشغيله ولكن هذه المرحلة تتم العام القادم إن شاء الله‏.‏
‏*‏ هل نستطيع فعلا تنفيذ مفاعل نووي حقيقي؟
‏**‏ بالطبع لكن هذا يتطلب أن نثق في قراراتنا وأن نثق في قدرة المهندس المصري خاصة وان لدينا خبراء مصريين في الخارج في شتي المجالات ولديهم الكثير ليقدمونه لوطنهم‏.‏
‏*‏ بمناسبة عودة العلاقات مع ايران‏..‏ كيف تري التعامل معها في المجال النووي؟
‏**‏ هذا أمر أتمناه لأنهم تقدموا في هذا المجال وأري أن اتهامات الوكالة الدولية للطاقة النووية لإيران ليس لها أي سند مادي‏,‏ حيث تزعم الوكالة أنها وجدت يورانيوم مخصبا بنسبة‏905‏ وهو كلام مخابراتي مرسل‏..‏ الوكالة مدفوعه لأن تقول ذلك بضغوط أمريكية خاصة وأنها تزعم ان إيران صممت غلافا للقنبلة الذرية لكن بغير قنبلة‏,‏ وهذا أمر لا يستطيع القمر الصناعي تحديده لا سيما وان الوكالة زارت موقع بارتشين الإيراني ولم تجد شيئا‏.‏
‏*‏ وكيف نجحت إيران نوويا رغم الحظر الدولي عليها؟
‏**‏ إيران استعانت بشبكات غير قانونية وفي مقدمتها شبكة عبدالقدير خان‏,‏ وأصبح لديها قدرات ضخمة تتيح لها تصنيع قنبلة نووية خلال عام‏.‏
‏*‏ وهل يمكن لمصر دخول المجال النووي بغير تفتيش من الوكالة؟
‏**‏ أي دولة وقعت علي اتفاقية منع الانتشار النووي تستطيع الانسحاب من الاتفاقية بشرط إخطار الوكالة قبل‏3‏ شهور من الانسحاب مع إبداء أسباب ذلك‏,‏ وليس من حق الوكالة أن ترفض خاصة إذا كانت الدولة تشعر بخطر يهدد امنها القومي وهو ما فعلته كوريا الشمالية لكن الوكالة لم تعترف حتي الان بانسحاب كوريا الشمالية‏.‏
‏*‏ ولماذا لم نفعل ذلك في ظل امتلاك إسرائيل‏300‏ قنبلة نووية؟
‏**‏ أقترح علي الدول العربية البالغ عددها‏22‏ دولة أن تهدد بالانسحاب من اتفاقية منع الانتشار النووي إذا لم تلتزم اسرائيل بالتوقيع عليها‏.‏
وفي هذا الاطار وقعت‏14‏ دولة عربية علي البروتوكول الإضافي لمعاهدة منع الانتشار النووي لكن مصر لم توقع عليها وهو الامر الي جعل الولايات المتحدة الأمريكية غاضبة علي الرئيس المخلوع‏..‏ ورفض مصر يرجع إلي اشتراطها توقيع اسرائيل‏.‏
وأنصح مصر بالانسحاب من المعاهدة‏.‏
‏*‏ لكن لماذا وقعت مصر علي تلك المعاهدة من الأصل؟
‏**‏ الذي وقع علي المعاهدة الرئيس الراحل السادات بضغوط من امريكا مقابل إمداده بمفاعلات نووية من أجل الحصول علي الطاقة‏.‏
‏*‏ وكيف تري الحل الأمثل لدعم الطاقة في مصر؟
‏**‏ دعم الطاقة في مصر يكلف الموازنة‏115‏ مليار جنيه وهو مبلغ ضخم جدا‏..‏ والمشكلة لأن الغني يستفيد منه قبل الفقير‏..‏ وليس الحل في الغاء الدعم بل في ترشيده واعطائه لمن يستحقه خاصة وان لتر السولار يباع في مصر ب‏110‏ قروش فقط بينما يباع في أوروبا ب‏1.5‏ دولار أي نحو‏10‏ جنيهات‏..‏ وقد توصلت الحكومة لفكرة جيدة بتوفير‏5‏ لترات بنزين للملاكي يوميا و‏30‏ لترا للتاكسي لكن كيف يتم تفعيلها علي أرض الواقع لدينا استخدامات خاطئة يجب إعادة النظر فيها إذ كيف نحرق‏60%‏ من الغاز للحصول علي الطاقة الكهربائية‏..‏ وكيف يمكن تصدير الغاز الطبيعي والاستفادة منه بشكل واقعي‏..‏ وربما لا يعلم الكثيرون أن‏4%‏ من الغاز الطبيعي المصري الذي كان يصدر لإسرائيل كان يتحكم في‏30%‏ من الطاقة الإسرائيلية‏..‏
‏*‏ وكيف نحل مشكلة محطات الكهرباء؟
‏**‏ مشكلة تلك المحطات انها لم تقم شركة مصرية بإنشاء محطة كهرباء واحدة‏..‏ كل شركات الكهرباء لدينا تقوم بها محطات اجنبية وذلك طوال المائة عام الاخيرة‏..‏وتستطيع الشركات المصرية القيام بهذه المهمة خاصة لو علمنا أن شركة إنبي تبني محطات كهرباء قدرتها‏100‏ ميجاوات للسعودية‏..‏ لدينا خوف مبالغ فيه ولدينا عدم رؤية مستقبلية يجب اعادة النظر في ذلك كله خاصة بعد أن قمنا بثورة‏25‏ يناير‏.‏
رابط دائم :


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.