لم تعد العشوائية والفوضي تفرق بين مناطق شعبية وآخري اثرية راقية بعد أن انتشر الباعة الجائلون بالمناطق المحيطة بالأهرامات في ظل غياب واضح لدور الشرطة السياحية.. ففي ظل توافد المئات من السائحين إلي منطقة الأهرامات تلاحظ انتشار الباعة الجائلين في كل مكان ضاربين بالقواعد الأمنية التنظيمية عرض حائط وأخذوا كل منطقة الأهرمات سوقا الأمر الذي يؤدي إلي تشويه صورة السياحة المصرية أمام العالم أجمع, في حين أن هناك العديد من الدول تخصص وقتا لايزيد علي10 دقائق لزيارة مثل هذه الأماكن حفاظا علي الموروث الحضاري والتاريخي للإنسان. ولم يكتف الباعة بفرش متعلقاتهم علي الأرض الممثلة في التحف الأثرية والزخارف والمشغولات والاكسسوارات فحسب, بل يواصلون نداءهم علي السائحين والتوسل إليهم وملاحقتهم بأنفسهم أو من خلال إرسال أحد الأبناء لاجبارهم علي الشراء, الأمر الذي ينفر منه السائحون ويرفضونه تماما. وفي مشهد مؤسف حول منطقة الأهرامات التي تحولت لقطعة من الأحياء الشعبية المجردة في ظل غياب واضح للنظافة, حيث ينتشر البرسيم الملقي علي الأرض في أماكن متفرقة, بالإضافة إلي انتشار روث الخيل في كل مكان, مما يدفع السائحين إلي التمهل في السير والبحث عن طرق نظيفة يستطيعون السير فيها, فضلا عن أنه يتسبب في انتشار الذباب وانبعاث روائح كريهة تحول دون استمتاع السائحين بتلك المناطق الأثرية. ولم تخل منطقة الأهرامات من العادات المصرية التي لا تليق بطبيعة هذا المكان وقدره في نفوس السائحين الذين يأتون من مختلف بقاع الأرض من أجل الاستمتاع به, حيث يتجمع عددا من الباعة الجائلين لعمل قاعدة شاي وما يصاحبها من استخدام أدوات غير لائقة كالجرادل والصحون والآواني والكبايات, فضلا عن اصطحاب بعض المأكولات الشعبية مثل الكشري والفول والطعمية. من جانبهم أعرب عددا من أفراد شرطة السياحة والآثار عن استيائهم الشديد مما أصاب المناطق السياحية من فوضي بعد ثورة25 يناير التي تسببت في انفلات زمام الأمور, لافتين إلي أنه قبل الثورة كانت هناك سلاسل حبلية تحيط بكل هرم لا يمكن تجاوزها, بالإضافة إلي اعتيادهم علي تخصيص أماكن محددة للباعة الجائلين في المداخل ومحيط أبو الهول والهرم الأول والثالث فقط, أما الآن فقد أصبح كل شيء مباحا في ظل ما نشهده من ضياع هيبة الشرطة. وأضافوا: كما كانت هناك قيود علي أعداد الخيول والجمال, فضلا عن ربط دخولهم بالحصول علي تصريحات, حيث كانت الأعداد لا تتجاوز30 جملا, أما الآن فقد زادت الأعداد إلي نحو2000 جمل, مما يتسبب في إعاقة سير السائحين في أحيان كثيرة. وطالبوا بضرورة تكثيف الدوريات الأمنية في الداخل وعدم قصرها فقط علي البوابات, مع التعامل بكل حزم مع كل الخارجين علي القواعد المعروفة إلي درجة الإساءة لقيمة هذا المكان, معربين عن تمنياتهم بعودة النشاط السياحي إلي سابق عهده قبل الثورة. رابط دائم :