نحن لا نعقب علي أحكام القضاء المصري, وإنما علي تصريحات الشيخ حسن نصر الله حول الأحكام الصادرة في قضية خلية حزب الله, ولاشك أن زعيم الحزب يعرف جيدا أن في مصر قضاء شامخا لا يصدر أحكاما سياسية كما ذكر, وإنما يستند علي أدلة ثابتة ويتيح للمتهمين الفرصة كاملة للدفاع عن أنفسهم. وبدلا من أن يعتذر الشيخ حسن عن محاولة الإساءة لمصر والتحريض ضدها, كما فعل كثيرا وعلي الهواء مباشرة, يعاود محاولته بالتستر وراء غزة, ولا نعرف العلاقة بين ذلك والعمل علي تخريب المنشآت المصرية وزعزعة الأمن والاستقرار ولاشك أن نصر الله كان يتابع الجهود المصرية الأخيرة لمنع إسرائيل من ارتكاب حماقة ومغامرة جديدة بدأت تهيئ لها الأجواء من خلال حملة واسعة النطاق بوصول صواريخ سكود إلي الحزب عن طريق سوريا, مما استدعي قيام الوزير أحمد أبو الغيط بزيارة بيروت والإعلان بشكل صريح عن وقوف مصر إلي جوار الأشقاء في سوريا ولبنان إذا ما أقدمت إسرائيل علي شن عدوان جديد. وقد لاقي الموقف المصري تقديرا كبيرا من جميع القوي السياسية في لبنان, وكنا نتمني أن يكون هذا الدرس المصري واضحا أمام زعيم حزب الله الذي يبدو أنه لم يتلق الأوامر للإشادة بالدور المصري. عموما نكرر أن مصر تقوم بدورها وواجبها ولا تنتظر الإشادة من أحد, لكنها إشارة إلي مواقف تخاصم الواقع الذي يبدو بالغ الحرج والخطورة في المنطقة مما يدفع مصر إلي الارتفاع, كالعادة, عن مثل هذه التصريحات ولا ترد عليها, وإن كنا نري أن التجاوز عن الصغائر لم يعد مفهوما بالشكل الصحيح لدي البعض الذي ينبغي التعامل معه بشكل فوري وحاسم. ومما يثلج الصدر أن الأشقاء في لبنان يعبرون بصدق عن مشاعرهم الصادقة تجاه القيادة المصرية التي كان لها أبلغ الأثر في منع الكثير من المخاطر التي تحدق بلبنان, وهي مشاعر لا تعبر فقط عن الزعماء السياسيين, وإنما عن الشعب اللبناني الذي يرتبط بالمصريين ويرفض تماما المساس بأمن مصر واستقرارها. وصدقا نقول: لقد فاتت الشيخ فرصة الاعتذار لمصر, وهو الخاسر الوحيد من جراء ذلك. muradezzelarab@hotmailcom