لم تدرك كوكب الشرق أم كلثوم أن رد الجميل من جانب الدولة لمسقط رأسها سيكون بهذا القدر من الإهمال وأن أبناء قريتها سيعانون الأمرين من تردي الخدمات. فقد سقطت قريتهم طماي الزهايرة مركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية من حسابات المسئولين. القرية يقطنها25 ألف نسمة وتتبعها8 عزب ورغم ذلك تفتقر لخدمة الصرف الصحي والكثير من الخدمات التعليمية علاوة علي المعاناة اليومية في الحصول علي رغيف الخبز وأنبوبة البوتاجاز وضعف مياه الشرب وعدم وصولها للمنازل والإنقطاع المتكرر للتيار الكهربائي. (الأهرام المسائي) عاشت مع أبناء القرية مأساتهم ورصدت مايعانونه من مشاكل حيث أكد الأهالي أن هذا الإهمال عن عمد من جانب مسئولين لايدركون قيمة كوكب الشرق الفنية ودورها في الحياة المصرية خاصة دعمها بلا حدود لخدمة المجهود الحربي في فترة عصيبة من تاريخ مصر. شعبان أبو زينة أحد أبناء القرية يقول: لانصدق أن قرية أم كلثوم بدلا من أن تتحول لقرية نموذجية تتحول لقرية مهملة لهذا الحد منذ رحيلها فيكفي أن القرية تعوم علي بركة من مياه الصرف الصحي بعد تهالك شبكة الصرف التي أقيمت بالجهود الذاتية منذ30 عاما وأصبحت تصرف تحت المنازل التي تصدع بعضها وأصيب الآخر بالرطوبة بعد دخول المياه للمنازل حيث نضطر لكسحها يوميا وإستئجار عربات شفط تكلفنا الكثير حتي بعد أن قمنا برفع غرف التفتيش بالشوارع لمتر ونصف. جودة العزوني رئيس الجمعية الخيرية بالقرية يقول: إن شبكة الصرف القديمة كان قطر المواسير بها30 سم وتم تركيبها عندما كان تعداد سكان القرية10 آلاف نسمة فقط, أما الآن فقد تضاعفت الأعداد والمواسير تهالكت في حين أن الحل يتطلب فقط الموافقة علي الصرف السلبي كباقي القري المجاورة لمصرف طماي الزهايرة الذي يصب في بحر حادوس لحين افتتاح المحطة الجديدة حيث لانعلم سببا لتأخر افتتاحها منذ عام2005 رغم انتهاء المشروع بتكلفة4 ملايين جنيه وإرسال الشركة المنفذة للمشروع لهيئة مياه الشرب والصرف الصحي لتحديد موعد للاستلام وهو مالم يحدث رغم الوعود الكثيرة من قبل المسئولين. محمد رمضان يؤكد أن أبناء القرية لايجدون تفسيرا لإهمال المسئولين لها فيكفي أن شبكة الكهرباء بالقرية يرجع عمرها لأكثر من40 عاما حتي تهالكت هي الأخري بما تسبب في الكثير من الحرائق وإاحتراق الأجهزة الكهربائية بالمنازل, فضلا عن أن مدخل القرية ليس به إنارة والأعمدة الموجودة منذ10 سنوات دون تجديد رغم تهالكها علاوة علي عدم وجود لمبات كهربائية بها فهي مظلمة دائما في حين أن العزب المجاورة كعزبة رفله بها كشافات وأعمدة إناره تصل حتي المقابر. رجب أحمد العشماوي من أهالي القرية يشير إلي مشاكل أخري طاحنة كمشكلة صعوبة الحصول علي رغيف الخبز رغم كونه لايصلح للاستهلاك الآدمي فالقرية لايوجد بها سوي فرن واحد للدقيق المدعم لايزيد إنتاجه عن5 آلاف رغيف توزع علي الأهالي مرتين فقط أسبوعيا.. وأشار إلي الإنقطاع المتكرر لمياه الشرب خاصة وأن قطر الماسورة الواصل للقرية12 بوصه يصب في ماسورة قطرها6 بوصة فقط. هذا فضلا عن توقف عدد من المشروعات رغم وضع حجر الأساس لها منذ عامين كمشروع فرع جامعة الأزهر بالقرية بعد أن تبرعنا لها بالأرض ومبلغ مالي.. وكذا جمعية الطفولة والنهوض بالأسرة ومعهد أزهري للفتيات ومعهد أزهري إبتدائي وإعدادي وثانوي وحتي مشروع متحف أم كلثوم توقف هو الآخر مما تسبب في إحباط أبناء القرية خاصة أبناء عائلتها. وهو ما أكده كل من عدلي وخالد أحفاد أم كلثوم حيث أضافا بأن النكران لم يطل قرية طماي فقط بل إمتد ليشمل تاريخ وتراث أم كلثوم حيث تم إسقاط إسمها من موسوعة مسيرة النور الصادرة عن وزارة الثقافة كما تم إغلاق جمعية أصدقاء أم كلثوم بالمحافظة منذ عام.1999 فضلا عن قيام إقليم شرق الدلتا الثقافي برفع إسمها من علي المسرح الكبير رغم أن الإسم مطلق عليه منذ إنشائه حتي أن الميدان الذي حمل اسمها بالمنصورة تم تحويله لميدان المحطة وتم نقل تمثالها المهدي من الحكومة الفرنسية لميدان صغير بالسنبلاوين وأن ماقام به المسئولون هو إطلاق اسمها فقط علي شارع صغير بقريتها لايعرف عنه أحد شيئا. رابط دائم :