في مدينة كالإسكندرية صممت مبانيها وطرقاتها كرقعة الشطرنج تتقاطع خلالها شوارع عمودية علي البحر مباشرة مع شوارع أخري متوازية مع الكورنيش لتحقق فائدتين أولهما مرور هواء الشمال القادم عبر المتوسط إلي أعمق أحيائها, والثاني تحقيق سيولة مرورية لا متناهية تؤدي كل طرقها العمودية إلي ثلاث طرق عرضية رئيسية هي طريق الجيش او الكورنيش والثاني طريق الحرية والثالث طريق داخلي علي كورنيش ترعة المحمودية والطرق الثلاثة تربط طرفي المدينة بعضهما ببعض, ومع التطور العمراني وتعليات المباني وعشوائية كل من السكان والأجهزة التنفيذية منع هواء البحر عن عمق المدينة كما اصبح المرور مشكلة تضاهي أزمة السير في القاهرة وتتفوق عليها بسبب ضيق معظم شوارع الإسكندرية التي كان تعدادها في الستينيات لا يتجاوز1.5 مليون نسمة إرتفع هذا العام إلي أكثر من ستة ملايين علي نفس الأرض دون زيادات تذكر, أضافة إلي تضاعف أعداد السيارات بجميع أنواعها, لم تفلح الترام أو قطار الضواحي أو حتي الأتوبيس ذي الدورين أن تحل الأزمة وفي ذلك يقول تامر صلاح الدين وكيل مؤسسيحزب الكل المصري- تحت التأسيس. هبوط تنفيذيين بالبراشوت علي رأس المدينة مع غياب خطط قائمة علي الدراسات المستقبلية وإختفاء التوعية بخطورة الزيادة السكانية غير مخططة كلها عوامل تؤدي إلي مشكلات يومية, ربما يعتاد الناس علي طفح المجاري أو انقطاع المياه والكهرباء أو طوابير الخبز وترديه, لكن تبقي الأزمة المرورية عاملا أساسيا في تفاقم مشكلات المدينة, لأنها ترتبط بقرارات وقتية لا تستطيع معالجة مشكلات الماضي ولا تحتمل توقعات مستقبل ليس له اساس علمي, وعلي كل طرحنا علي المسئولين من قبل ولا زلنا نطرح العديد من الحلول العاجلة والفعالة لمشكلات المرور منها مثلا الاستعانة بأقسام الهندسة الميكانيكية في كلية الهندسة لبناء أتوبيس بدورين ينفذه مدرسي وطلاب مدرسة الإسكندرية الفنية المتقدمة علي شاسيهات أتوبيسات النقل العام وهو ما يقلل من نسبة زحام الركاب في الشارع إلي أقل من60% ويقلل عدد مركبات النقل العام إلي الثلث مع ملاحظة إمكانية تعميم المشروع علي الترام وقطار الضواحي الذي يربط بين محطة مصر وحتي منطقة أبي قير في شرق المدينة كما يربط بين منطقتي محرم بك وبرج العرب أي وسط المحافظة وغربها, وهناك حلول أخري غير تقليدية بالمرة تلزم كل وسائل المواصلات في المدينة بآداب المرور وتلزم السائقين بخطوطهم, لكن طرح الحلول أمام آذان مسدودة لن يجدي نفعا وعلي كل مواطن سكندري أن يبحث عن حل عملي يخلصه من الزحام ومنها ركوب العاملين في نفس الشركة والقادمين من نفس الإتجاه في سيارة احدهم بالتبادل مرة كل يوم أو في كل أسبوع وهو مايقلل عدد السيارات الملاكي إلي أقل من النصف, كما يحقق وفرا هائلا في الوقت وفي الوقود. اما الدكتور محمد دوير المحلل السياسي فيري ان أزمة المرور في الاسكندرية تتمثل في غياب رجل المرور بشكل منتظم ودوري في جميع شوارع الاسكندرية الرئيسية والفرعية وأن الرقابة المرورية متوقفة او مقتصرة فقط علي شارعي البحر وابو قير بالإضافة إلي عدم التزام أصحاب المركبات بقواعد واصول المرور ذلك نتيجة التوتر في الشارع المصري عموما والسكندري خصوصا فضلا عن عدم وجود اساليب مرورية بديلة او جديدة لتغيير خطة عمل المرور وفقا للمتغيرات الحالية. اما المستشار سامي مختار رئيس مجلس ادارة الجمعية المصرية لرعاية ضحايا الطرق فيقول لكي نحل مشكلة المرور في الاسكندرية فلابد من زيادة اعداد الأنفاق واشارات المرور في شارع الكورنيش وكذلك لابد من عمل الموني درام القطار المعلق الذي يسير علي قضبان اعلي الترام واضاف مختار انه لابد من نشر الوعي المروري لدي المواطنين بالاضافة الي انشاء مجلس للسلامة علي الطرق يشكل من الجهات الحكومية والشعبية ورجال الاعمال والجمعيات المعنية بالموضوع لحصر النقاط السوداء في كل محافظة والتي تتكرر فيها الحوادث بشكل مستمر. رابط دائم :