الثغر يستقبل 100 سيارة سنوياً.. وتزايد أعداد سيارات السرفيس إلي 18 ألف سيارة التكدس المروري فى الإسكندرية لا ينتهى عندما يُسأل المواطن السكندري يوم القيامة عن «عمره فيما أفناه»؟ فغالبًا سيقول إنه أفني عمره إما منتظرًا في إشارات مرور شارع أبي قير «طريق الحرية»، أو محاصرًا في أحد أماكن الاختناق المروري الكثيرة بالإسكندرية والتي تمتد بطول المدينة وعرضها بدءًا من أماكن بعينها علي طول الكورنيش «المنشية - محطة الرمل - الشاطبي - رشدي - سان ستيفانو - ميامي - خالد بن الوليد»، وحتي شارع أبي قير الذي يتمني الإسكندرانية تفجيره حتي يتسع قليلاً أو زواله من الوجود نهائيًا. غير أن المؤكد أن زيادة تعداد السيارات التي يتم ترخيصها يوميًا ليس السبب الرئيسي في التكدس المروري الذي أصاب الإسكندرية علي الرغم من أن شوارع المدينة تستقبل نحو 100 ألف سيارة جديدة سنويًا «حوالي 250 سيارة في اليوم الواحد». فالإسكندرية تعاني سوء تخطيط مروري واضح يكاد يدهشك من فرط غرابته وتظل أيامًا تتساءل: «هل من خطط المرور في الشوارع بهذا الشكل سار فعليًا في شوارع المدينة وتكبر عناء توجيهاته الغراء؟» ثم إن الإسكندرانية يعيشون في المدينة ويموتون دون أن يتمكنوا من فهم مغزي غلق جزر يعينها علي البحر مع أن في فتحها خير كبير - أو طبيعة الهدف النبيل من تحويل بعض الطرق إلي اتجاهات فرعية بشكل يزيد من التكدس في أماكن أخري أو يرفع من معدل الحوادث، لاحظ سوء التخطيط في ميدان الجندي المجهول بالمنشية. ميادين محطة مصر وباكوس والساعة والرمل وشارع أبي قير من جيليم وحتي سيدي جابر ومزلقان فيكتوريا ومينا البصل وبداية ونهاية نفق محمد نجيب. المدينة فيما يبدو لم تعد تحتمل المزيد من السيارات الجديدة في شوارع تعاني أصلاً من سوء التخطيط، فكان التفكير في توسعة بعض الشوارع علي محاور جديدة، حيث تمت توسعة كورنيش الإسكندرية علي مراحل، وجار فتح محور ثالث للمدينة عبر ترعة المحمودية ليخفف الضغط علي المحورين الرئيسيين للمدينة «الكورنيش وشارع أبي قير»، حيث من المقرر أن يبدأ المحور الثالث من كوبري العوايد وينتهي في آخر المدينة «الماكس». وقد أعلنت المحافظة أن المحور الجديد سيبدأ العمل في يونيو المقبل بتكلفة 120 مليون جنيه ويجري تنفيذه علي ثلاثة مراحل ليحل ما لا يقل عن 50% من الأزمة المرورية بالإسكندرية. وفي محاولة للحد من الحوادث التي تقع علي طول الكرونيش والتي تقتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص يوميًا كان التفكير في إنشاء 12 نفقًا جديدًا بطول الكورنيش، وذكر المحافظ عادل لبيب أن الأنفاق الجديدة ستكون عبارة عن محلات تجارية في الأسفل في محاولة لجذب العابرين أعلي الكورنيش، وأن النفق الواحد سيتكلف 40 مليون جنيه، وأن خطة إنشاء الأنفاق ستبدأ بخمسة أنفاق، الأول سبورتنج، والثاني سان ستيفانو، والثالث عند الجامعة، والرابع والخامس في أول نهاية شارع خالد بن الوليد. وقد أبدي أحمد مهنا - رئيس لجنة النقل والمواصلات بالمجلس الأعلي للمحافظة - تفاؤلا بخطة التطوير المرورية الجارية للمدينة التي أرجع أزمتها المرورية إلي طبيعة الإسكندرية المكونة من شريط طولي لا يحوي تقاطعات عرضية، مؤكدًا أن المحور الثالث «ترعة المحمودية» سوف يحل نصف مشاكل المرور في الإسكندرية وإن اعترف بسوء التخطيط المروري في بعض الأماكن. وقال «مهنا» إن سيارات السرفيس «الأجرة» قد زادت الأزمة المرورية بالإسكندرية بوصولها إلي 18 ألف سيارة في ظل تراجع خدمة النقل العام الذي لا يزيد عدد سياراته علي 460 سيارة، مؤكدا أن الإسكندرية تحتاج إلي ما لا يقل عن 800 سيارة نقل عام لاستيعاب نقل الركاب.. كما أنها تحد من ظاهرة تفشي السرفيس التي خلقت مواقف عشوائية في مختلف ميادين الإسكندرية.