تعد صناعة الدواء من أهم العناصر الضرورية للمواطن البسيط، ويعد مؤشرا من مؤشرات التنمية البشرية والرفاهية العامة، ومن هذا المنطق تبدو أهمية خلق الصناعات دوائية قادرة على المنافسة والتجديد والابتكار، أي أن الدواء يعد جزءا من الامن القومي لأي دولة. ألتقت صفحة المجتمع الاقتصادي بأخذ خبراء صناعة الأدوية في مصر، الدكتور أسامة رستم نائب رئيس شركة "إيبيكو" للأدوية وعضو مجلس الغدارة وكان هذا الحوار: - فى البداية سألته عن أثر انخفاض قيمة الجنيه وزيادة سعر الدولار على صناعة الدواء، خاصة أن معظم خامات الدواء مستوردة؟ أجاب أن انخفاض قيمة الجنيه وزيادة سعر الدولار على صناعة الدواء، خاصة أن معظم خامات الصناعات الدوائية مستوردة، وبالتالى تزيد التكلفة وتصبح عبنا على الشركات، مما ينعكس ذلك على توافر الأدوية بالسوق المصرية، وأن السوق تنمو ماليا أعلى من النمو الكمي، وذلك لأن هناك أصنافا غالية بدأت تحل محل الأصناف الرخيصة نظرا لعدم قدرة الشركات على الاستمرار فى إنتاج الأصناف التى تسبب خسارة لها، وذلك لتدنى أسعارها. - وعن زيادة أسعار الدواء التى تمت أخيرا وأثر ذلك على اقتصاديات الشركات؟ أجاب: أن هناك زيادة كبيرة فى أسعار مدخلات الإنتاج من مواد خام وكهرباء ومياه وطاقة ومطالب فئوية للعاملين، وبالتالي هناك أصناف دواء خاسرة وتزيد تكلفتها على أسعار بيعها، مما ينعكس على توافر الدواء، وبالتالي يكون البديل هو الدواء المستورد بأسعار باهظة ويجب- وبصراحة - أن تقوم وزارة الصحة بالنظر فى منظومة التسفير والتسجيل للدواء بصورة عادلة وشفافة، وحتى لا تصبح صناعة الدواء المحلية مثل صناعة الغزل والنسيج. - هل هناك نقص فى سوق الدواء وهل هناك أدوية اختفت من الأسواق خلال الفترة الحالية؟ أجاب إن وزارة الصحة تنظر إلى النواقص من وجهة النظر العالمية العلمية وهى أن الدواء الناقص هو الدواء الذى ينتج عن عدم توافره تهديدا لصحة المريض، وبالتالي فإن نواقص الأدوية حسب وجهة النظر هذه لا تتعدى 60 أو 70 صنف ولكن المريض أو الطبيب أن يوصى بدواء معين ويحمل اسم تجارى محدد ولا يقبلان أى بديل ومثيل وعدم توافره يعتبر دواء ناقص، وفى هذه الحالة قد ترتفع أعداد الأدوية الناقصة إلى ما يقرب من 1000 صنف ولكن هذا عمليا ليس صحيحا. فعالية الدواء: وأساله عن فعالية الدواء، خاصة ان الدواء المصري يتعرض لهجوم شرس بعدم فاعليته؟ أجاب إن صناعة الدواء تعد من أهم الصناعات الحيوية، ومن هذا المنطلق ظهرت أهمية وضع قواعد أثناء الدواء، وتتمثل فى نظم التصنيع الجيد GMP بداية من شراء المواد الخام وأماكن التصنيع والثروة البشرية ومراقبة ظروف إنتاج الدواء سواء كانت عامة أو استثمارية أو خاصة، وأن الدواء المصري يصدر إلى أكثر من 65 دولة فى العالم، وهذه الدول تفتش على الدواء المصرى قبل التصدير إليها، فهذه المقولة ليس لها أساس من الصحة لأن الدواء يخضع لنظم ومعايير صارمة، فالدواء ليس به فرز أول أو فرز ثان، بل الدواء يخضع لنظم ومعايير دولية بداية من المادة الخام مرورا بعمليات التصنيع حتى يصبح منتجا نهائيا قابلا للتداول فى الأسواق بل إن هناك قواعد لاستيراد المواد الخام طبقا لمتطلبات نظم التصنيع الجيد. GMP وعلى سبيل الثال - والكلام للدكتور أسامة رستم - فإن هناك دواء "مضاد حيوى" كان يتم استيراده من إحدى الشركات العالمية، وكان عليه إقبال شديد، فتم اتخاذ قرار بإنتاجه فى مصر بالمشاركة مع إحدى الشركات العالمية، وتم تداول هذا المستحضر فى السوق وحقق نجاحات مثيرة وأرقام بيع كثيرة، كما أن هناك عينات من أدوية مصرية الصنع تم إرسالها بمعرفة جهات رقابية فى مصر إلى معامل تحاليل فى الخارج وكانت النتيجة تأكيدا لسلام وفعالية الدواء التي تنتجه المصانع العاملة فى مصر - نظم رقابة صارمة على جانب أكدت الدكتورة الفت غراب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة الجمهورية لأدوية أن الخامات الدوائية الموردة إلى الشركات الإنتاجية تخضع لنظم رقابة صارمة تعمق سلامة المنتج النهائى بالإضافة إلى تحليل الخامات فى معامل وزارة الصحة وأن لدى وزارة الصحة 3 موردين للخامة الواحدة وأن هناك معايير ونظم تعمق سلامة المنتج النهائى والخامات المستخدمة فى إنتاج المستحضرات الطبية وأضافت أن معظم الخامات الدوائية مصنعة فى الهند والصين نظرا لرخص العمالة الفنية، ولكن بنفس كفاءة الخامات من أوروبا وأمريكا وأشارت إلى أن هناك شركات عالمية تقوم بتصنيع مستحضراتها فى بعض الشركات الوطية وتقوم بتوريد خامات المستحضر مثل "البنادول" الذى ينتج فى إحدى شركات قطاع الأعمال العام والإيبوبروفين. رابط دائم :