شهدت محافظة بني سويف حالة من الحزن والأسي واتشح النساء بالسواد وتعالت تكبيرات الجميع بعد أن فقدت الشهيد رقم401 من شهداء الواجب علي أيدي أحد الخارجين علي القانون واستقبلت جنان الرحمن ضحية أخري من حماة الوطن من الذين قدموا أرواحهم لحمايته وازدادت تضحياتهم مع طبيعة الظروف التي تمر بها البلاد من حالات الانفلات الأخلاقي وتعدد أشكال الجريمة وأعمال البلطجة..لتدفع ثمن ذلك ضحية أخري استجابت لنداء الواجب وتعود الأحداث إلي قيام مجموعة من البلطجية بقتل معاون مباحث قسم شرطة بني سويف النقيب هشام كمال طعيمة أثناء مهبته لإنقاذ بعض المستغيثين مع صوت أذان الفجر من أهالي عزبة الصفيح إثر هجوم بعض البلطجية وإثارة الذعر بين الأهالي الذين قاموا بالاتصال بالشرطة لإنقاذهم حيث فوجئ شهيد الواجب فور وصوله للمنطقة بإمطار سيارة الشرطة بوابل من طلقات فرد الخرطوش فنزل مسرعا مع القوة المصاحبة لمطاردة البلطجية وفوجئوا بطلقات السلاح الآلي تحاصرهم واستقرت دفعة من الطلقات في جسد معاون المباحث الذي لقي حتفه متأثرا بالإصابات البالغة التي نقل علي أثرها للمستشفي الجامعي ببني سويف وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة. وشهد المستشفي تجمع الآلاف من ضباط وأفراد وأمناء الشرطة الذين اضربوا عن العمل حزنا علي مقتل زميلهم وطلبا للقصاص العادل عن طريق استجابة حكومة قنديل بتمرير قانون يوفر الحماية القانونية لمواجهة أعمال البلطجة وفرض السيطرة والعناصر الخارجة علي القانون كما طالبوا وزير الداخلية بتزويدهم بالأسلحة الحديثة والسترات الواقية وردد جموع الحاضرين في مشهد مهيب وسط تساقط الدموع الغزيرة من عيون كل من شقيقة وزوجة ووالدة الشهيد الثكالي هتافات تقول القصاص القصاص الشهيد حبيب الله و يا نموت زيهم يا نجيب حقهم وتعالت صيحات الله أكبر في أرجاء المكان حتي غالبت الجميع شهقات البكاء. أحد أقارب الشهيد ويدعي اللواء أحمد عبدالله خال الشهيد لملم شتات نفسه وتحدث قائلا: أحب أن أوجه رسالة للإعلام المضلل وأقول لهم حرام عليكم جعلتم البلطجية تتجرأ علي حماة الوطن فلماذا تفعلون ذلك ولصالح من ؟ وأضاف أن نجل شقيقته كان يؤدي واجبه دائما علي أكمل وجه لدرجة سهره الليالي بالمستشفيات مع الأهالي المصابين من جراء أعمال البلطجة والعنف وفرض السيطرة من قبل البلطجية وكان لايخشي أو يتكاسل في مواجهة أي بلطجي دون خوف من العواقب لإيمانه العميق بدوره ومسئوليته تجاه أبناء وطنه ودخل خال الضحية في نوبة بكاء عندما رأي حلا وحنين إبنتي الشهيد تقفان وسط الحضور ينتظرهما مستقبل مجهول بعد فقدهما لعائلهما وتذكر أيضا المولود الذي كان ينتظره الضابط الفقيد الذي سيخرج للحياة بعد شهر ونصف الشهر دون أن يراه والده وأشار الخال إلي اللواء كمال طعيمة والد الشهيد والذي تربت علي يده الأسرة بأكملها أشقاء الشهيد وهم حسام( ضابط شرطة أيضا) ومحمود( محاسب) وأحمد ومني( طلاب بالجامعة) حيث بث فيهم والدهم روح وحب الوطن والتضحية من أجله بكل نفيس. ( هيا ننجد الأهالي الغلابة البلطجية هتموتهم) بهذه الكلمات بدأ النقيب معتز حاتم صديق الشهيد وزميله في العمل وشهقاته تتسابق من شدة البكاء والحزن مؤكدا بأن صديقه هشام ذهب ليستقل سيارته بعد أداء عمله متجها لأداء واجب العزاء في شقيقة والد النقيب أحمد عبد العظيم وعندما أخطر ببلاغ الأهالي يستنجدون بنا من البلطجية سارع إليهم ولم يتردد لحظة فكان يتميز بالمروءة والشهامة وفعل الخير وطيب الخلق والحرص علي أداء الواجب. وتجاذب أطراف الحديث النقيب حسن شلبي المتحدث الرسمي باسم نادي ضباط الشرطة ببني سويف بأن الضباط سيتجهون مباشرة بعد توديع جثمان الشهيد لمثواه الأخير للاعتصام والإضراب أمام قسم شرطة بني سويف حتي يقوم وزير الداخلية بإعادة تسليح الضباط والأفراد باسلحة حديثة تتناسب مع مواجهة الخارجين علي القانون وما بحوزتهم من أسلحة تهدد أمن وحياة الضباط والمواطنين وحتي يتم القصاص من جميع البلطجية الذي شاركوا في مقتل زميلهم وعلي رأسهم حسام أبو الرجالة(27 سنة) مسجل خطر قاتل الشهيد وكذلك توفير القمصان الواقية من الرصاص وقانون حماية الشرطة من البلطجية. واتجه المشيعون في جنازة مهيبة حاملين الشهيد ملفوفا بعلم مصر الي مسجد عمر بن عبد العزيز لأداء صلاة الجنازة عليه والتي تقدمها المستشار ماهر بيبرس محافظ بني سويف واللواء أحمد شعراوي مدير الامن ومندوب الوزير ورئيس الجمهورية وخرج أصدقاؤه من المسجد حاملين نعش زميلهم علي أكتافهم وطافوا به المحافظة بأكملها وانتهوا به إلي مثواه الأخير بمقابر عائلة طعيمة وفي نفس السياق نجحت قوات الشرطة في القبض علي ابو الرجاله قاتل شهيد الواجب و استطاع الأهالي تهريبه بعد دخوله المستشفي مما أدي إلي استياء بالغ في أوساط الضباط ومديرية الأمن, حيث أكد مصدر أن أقارب المتهم استغلوا لحظة انشغال الضباط في تشييع جنازة زميلهم وقام الأهالي بتهريب المتهم من المستشفي.