انتبه الإبن علي رنين الهاتف المتكرر وفزع من نومه يستطلع الأمر وهو يفكر عن سبب الاتصال في الثالثة صباحا وبعد ثوان آثار صوت مجهول يصرخ أنقذ أمك وأبيك من شقيقكم قفز الابن يخطف الأرض جريا وهو يري أمام عينيه أمه المسنة وأبيه الهرم الذي أفني عمره في تربية أخيهم المدمن الذي أضحي أغلب عمره في العلاج في مصحات نفسية بسبب إدمانه الحبوب المخدرة فترات طويلة, وشعر الابن بحالة خوف شديد تنتابه ويقفز سلم المنزل وما أن فتح الباب جرت الدماء في عروقه وهو يري أخاه يقف يسد المدخل بجسده وهو يمسك بيده سكينا طويلا وقد اتسعت عيناه وفغر فاه بشكل عجيب وبدا من أحرار عينيه انه وقعا تحت تأثير مخدر قوي, وبعد محاولات عديدة كان يعلم الابن الصغير أنها فاشلة منذ البداية. وبواسطة الجيران استطاع الجميع إقناع الثائر بالسماح بزيارة أمهم والاطمئنان عليها ولكنه أصر علي عدم المساس بحجره أبيه المحتجز بداخلها وهدد كل من حول الاقتراب منه بالقتل في حالة الإصرار علي الاقتراب من حجرة والدهم التي وأصبحت كالقبر بعد أن حبس الابن العاق اباه فيها لعدة أيام امتناع أبنائه الثلاثة الباقين عن دفع الأموال للابن الأصغر فعتاد شريف43 سنة منذ نعومة أظافرة علي ان يعيش مدللا فقد كان فاشلا في دراسته منذ المرحلة الابتدائية وحتي خروجه وعدم اكماله التعليم مثل أشقائه الثلاثة الذين تمكنوا من إتمام تعليمهم وتقلدوا مناصب رفيعة بأحد البنوك. وكان حظ الوالدين العاثر أن يظلا مع الابن الأصغر في المنزل بعد ان هجرهم الأبناء الباقين لزواجهم كان شريف مدمنا للمخدرات ومعروف لأهل أبو النمرس بذلك كثيرا ما تأذي الوالدين من الابن العاق بسبب المخدرات التي ذهبت بعقلة وجعلته شيطانا مع تعامله معهما وقد كان يضغط عليهما للحصول علي معاشهما ليشتري به مخدرات. لم يكتف شريف بأموال والديه ولكنه بدأ في الضغط علي أشقائه عن طريق افتعال المشكلات والمشاجرات مع والديه لكي يضغط علي أشقائه من أجل الحصول علي أموال وكان الأشقاء في كل مرة يرضخون لمطلبه مضطرين لذلك وبتكرر هذه التصرفات ضاقوا ذرعا بمطالبه ولم يعد احد فيهم يحتمل المزيد. اقترح الأبناء الثلاثة أن ينتقل الأب وألام للعيش معهم وهو ما قبل بالارتياح من الجميع ولكن بعد مناقشات تم الاتفاق علي أن تنتقل الأم للعيش مع الابن الأكبر لكي تتخلص من العذاب والاهانه التي تتلقاها يوما بعد يوم من الابن العاق والذي قد شعرت بأنها وزوجها قد اقترف ذنبا كبيرا في حياتهما وان الأقدار بعثت بهذا العاق لكي ينتقم منهما في هرمهما بشتمهم وأهانتهم بل وصل الحد الي الاعتداء عليهما وتعذيبهما, رحلت الأم للعيش مع الابن الأكبر وتخلصت من العذاب بينما بقي الأب الذي رفض الأبناء الثلاثة أخذه ورعايته في منازلهم وذلك لأنه كان قعيدا عاجزا لاستطيع التحرك إلا بمساعده من شخص قادر علي حملة الي الحمام لقضاء حاجته. كان اللواء حسين القاضي حكمدار الجيزة والقائم بأعمال مدير الأمن قد تلقي إخطارا من اللواء محمود فاروق مدير المباحث بورود بلاغ من أهالي بمركز أبو النمرس يفيد بقيام المدعو شريف. ا43 عاما عاطل باحتجاز والده الذي يبلغ من العمر84 عاما داخل غرفة النوم وإغلاق الباب بقفل حديدي. انتقل فريق من المباحث وتم التأكد من صحة البلاغ وبكسر الباب تبين مصرع الرجل المسن وكشفت المعاينة أن الضحية مصاب بشلل رباعي وأن جثته كانت مسجاة فوق السرير. ودلت تحريات المقدم محمود عنتر رئيس المباحث علي أن المتهم اعتاد تناول المواد المخدرة وكان يتوجه إلي أشقائه ويطلب منهم الأموال وعندما رفضوا تعدي علي والدتهم التي كانت تعيش معه بصحبة والده والتي تبلغ من العمر74 عاما فاضطر أحد الأبناء لأن يأخذها لمنزله وفي اليوم التالي تلقي الأشقاء اتصالا من المتهم أخبرهم بأنه احتجز والدهم لحين إحضار مبلغ مالي.