تتعاظم خطورة الوضع في العراق بما قد ينذر بحرب أهلية خاصة وأن العراق بلد متعدد القوميات والديانات, حيث كشفت طبيعة الصراعات التي تعرض لها عبر التاريخ عن تحول الانتماءات من الولاء الي العراق الي الولاءات العنصرية والطائفية والسياسية. وطبقا لصحيفة الديلي تلجراف البريطانية فإن الصراعات التي تحدث في سوريا وتزايد قوة السلفيين هناك تؤثر سلبيا علي تفاقم التطورات الطائفية في العراق خاصة بعد مقتل وإصابة الكثيرين في سلسلة من الهجمات في بغداد وحولها وحدوث العديد من الانفجارات بالتزامن مع تفاقم الوضع بين الأكراد والحكومة المركزية علي موارد النفط في شمال العراق, وذلك في ظل سياسات رئيس الوزراء نوري المالكي نفسه تجاه السنة والذي لن يكون قادرا علي قمع كل هذه المظاهرات في ظل محاولته الدعوة إلي اجراء انتخابات مبكرة. ويعد خروج آلاف العراقيين إلي ساحات عدد من المدن العراقية ودعواتهم إلي التظاهرات السلمية هو الحدث الأكبر منذ الإطاحة بنظام صدام للمطالبة بإجراء اصلاحات شاملة وقبول التعددية والإصلاح الانتخابي وإطلاق سراح المعتقلين والدعوة إلي اجراء تعداد سكاني بإشراف دولي قبل اجراء انتخابات في البلاد, مرددين هتافات تندد بالبعثيين والحد من استهداف السنة خاصة بعد عمليات الاعتقال العشوائي وتعذيب أهل السنة تحت ستار عمليات مكافحة الإرهاب. ومع تطور الأحداث وعدم التفات المالكي للمتظاهرين تطورت الأمور وتم اختصار كل المطالب في مطلب واحد فقط, حيث قال احد المتظاهرين اننا معتصمون منذ أسابيع في الرمادي وكان لدينا19 مطلبا اما الآن فلدينا مطلب واحد وهو اسقاط المالكي لاننا نريد إسقاط الفتنة الدينية التي مزقت العراق. وأكدت الصحيفة أن البعض تركوا منازلهم في المناطق التي يغلب عليها الطابع السني لأنهم يقتلون لكونهم من السنة فيما تعكس المظاهرات الحاشدة بمدينة النجف بالجنوب والتي تؤيد سياسات الحكومة ما يدل علي أن المشاعر الطائفية في ازدياد مستمر. وتكشف الصحيفة علي لسان نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن أن العراق ستكون احسن حالا في حالة تقسيمها الي سنة وشيعة ومناطق كردية. ومن هذا المنطلق حذرت إيران طبقا للصحيفة من سعي الولاياتالمتحدة وإسرائيل إلي جر العراق إلي فوضي الحرب الأهلية كما يحاولون في سوريا.