لست مع المتشائمين الذين يقولون بانهيار الكرة المصرية ما لم يعد الدوري الممتاز هذا الموسم, ولا الذين يقولون إن التوقف الإجباري سيعيدنا إلي الوراء سنوات طويلة, ولا الذين يصورون إيقاف مسابقة واحدة علي أنه نهاية العالم. فأمثال هؤلاء لا يقلون في مغالاتهم وتلاعبهم بالمشاعر عن الذين استغلوا ملجأ روسيا كان مصمما لتأمين الزعماء السوفيت في حالة وقوع هجوم نووي في إقامة حفل لمدة24 ساعة للروس المستعدين لدفع ألف دولار لشراء تذكرة للهروب من نهاية العالم التي قالت جماعة العصر الجديد إنها كانت أمس! الرياضة في أي بلد قد تمرض ولكنها لا تموت ولا يستطيع أحد أن يقضي عليها بعد أن أصبح لها هذا الدور الاقتصادي والاجتماعي والإنساني الكبير.. هي فقط تدفع ثمن الحروب والصراعات والثورات, وغالبا ما تخرج أكثر قوة وصلابة, بل إنها تأخذ من هذه الأحداث دفعة معنوية عظيمة, وإلا لما فازت العراق بكأس الأمم الآسيوية عام2007, وما وصلت مع سوريا إلي نهائي بطولة غرب آسيا الذي خسرته بالرغم من أنهما في الخراب والدمار واحد, وكأنهما يريدان أن يقولا لشعبيهما إنكما كما تسمعان أصوات الرصاص وأزيز الطائرات وهدير المدافع وانفجار القنابل, فإنكما أيضا ستستمتعان بزعقة النصر وبسمة الفرح! خرجت مصر وليبيا من تصفيات كأس الأمم الإفريقية, ولكن أيضا صعد الترجي التونسي والأهلي إلي نهائي بطولة أفريقيا للأندية أبطال الدوري الذي فاز به نادي القرن الإفريقي وشارك من بعده في بطولة العالم للأندية باليابان وحصل فيها علي المركز الرابع بعد عروض مشرفة بشهادة الجميع! وكان الدليل الأقوي علي أن الكرة المصرية حية ترزق هو مجموعة الجوائز التي حصل عليها النادي الأهلي كأفضل ناد في إفريقيا هذا العام ومحمد وأبو تريكة كأحسن لاعب داخل القارة ومحمد صلاح كأول قائمة الصاعدين.. كل هذا يؤكد أن النشاط الكروي سيعود ولكن في الوقت المناسب لأنه لا أحد يرضي أن يكون علي جثث الأبرياء الذين لم تبرد دماؤهم بعد! [email protected] رابط دائم :